لبنان بعد رفع العقوبات عن سوريا: مخاطر توازي الايجابيات

مصدر الصورة

كتبت سابين عويس في " النهار": اعلن الرئيس ترامب من الرياض رفع العقوبات عن سوريا! هكذا خرجت سوريا عمليًا من الحرب وانعكاساتها، فيما لا يزال لبنان في غرفة الانتظار، على اللائحة الرمادية حتى تنفيذ التزاماته السياسية والاقتصادية والمالية بالكامل. قرار رفع العقوبات عن سوريا، كيف ينعكس على لبنان. من شأن القرار تسهيل حركة الترانزيت نظرًا إلى أهمية الأراضي السورية للبضائع اللبنانية نحو دول الخليج . ينعكس استقرار سوريا وإطلاق ورشة إعمارها، عودة للعمالة السورية الموجودة في لبنان بحثًا عن فرص عمل بطريقة تخفف الضغط على الاقتصاد اللبناني. في المقابل، سيكون هناك سوق استثمارية جديدة وواسعة أمام اللبنانيين الراغبين في المشاركة في إعادة الإعمار ، أو على الأقل استعمال الأراضي اللبنانية مقرًا للشركات العالمية الساعية إلى العمل في سوريا. ومن المتوقع أن يؤدي القرار إلى الإفراج عن خط الغاز المصري والكهرباء عبر الأردن ، الذي كان يخضع لفيتو أمريكي بسبب العقوبات، وحرم لبنان زيادة التغذية بالكهرباء. على الضفة الأخرى، سيكون للقرار تأثير سلبي ربما إذا لم يحسن لبنان التعامل مع تداعياته عليه. إذ ستشكل سوريا أولوية على الأجندة العربية والدولية بالنسبة إلى مشروع إعادة إعمارها، خصوصًا أن الكلفة تفوق مشروع إعادة إعمار المناطق المتضررة في لبنان بأضعاف الأضعاف. في لبنان الأرقام تقدر بمليارات الدولارات، في حين أنها في سوريا بمئات المليارات، ما يفتح شهية المستثمرين ويجعل أولوية الاستثمارات هناك وليس في لبنان، كما أن النفوذ الإقليمي لسوريا سيزيد بعد كسر حلقة العزلة عنها لتسترجع موقعها في محيطها، وتنافس لبنان على الاستثمارات الخارجية. إضافة إلى ذلك، ستتأثر حركة المطار والمرفأ كما التحويلات المالية عبر النظام المصرفي اللبناني، وحركة "الكاش".
في الخلاصة، وكي يستفيد لبنان إيجابًا من قرار رفع العقوبات، سيكون مدعوًا إلى تنفيذ تعهداته بتطبيق القرارات الدولية وخصوصًا الـ1701 أي نزع سلاح " حزب الله " وتفكيك بنيته العسكرية والمالية. من الواضح أن سوريا بقيادة بشار الأسد فهمت المطلوب منها، ولو أن نهاية طريقها التطبيع مع إسرائيل ، فسارت بالشروط الأمريكية والعربية واستعادت موقعها في المنطقة. ويبقى على لبنان أن يقرأ جيدًا في المسار السوري.