أعلنت
المصلحة الوطنية لنهر الليطاني عن تسجيل جفاف نبع شمسين بشكل شبه كامل، نتيجة التراجع الحاد في التغذية الطبيعية للمياه الجوفية والسطحية، في ظل موسم استثنائي من الشح المائي وانحباس الأمطار خلال العام الجاري، ما يُنذر بتداعيات خطيرة على الأمن المائي والقطاع الزراعي في المنطقة.
ويُعد نبع شمسين من أهم الينابيع المغذية لنهر
الليطاني في الحوض الأعلى، إذ يُرفد النهر بكميات أساسية من المياه على امتداد
البقاع الأوسط، ويلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على التدفق الطبيعي للنهر، وخصوصًا في الفترات الجافة. كما يُسهم النبع في دعم شبكات
الري الزراعي في بلدات مجاورة، ويشكّل مصدرًا رئيسيًا لري المزروعات الصيفية، خصوصاً في بلدات
رياق وتمنين وسعدنايل وتعلبايا ومحيطها.
وأشارت المصلحة إلى ان جفاف هذا النبع الحيوي يُشكل مؤشراً بالغ الخطورة على تدهور الوضع الهيدرولوجي في الحوض الأعلى، ويُهدد بفقدان توازن النظام البيئي، ويقلّص من قدرة
نهر الليطاني على تلبية الحاجات الزراعية والبيئية في المنطقة.
وحذرت المصلحة من لجوء بعض المزارعين إلى استعمال مياه غير صالحة للري، كالمياه الملوثة أو مياه الصرف الصحي، ما يُشكّل خطرًا جسيماً على سلامة الإنتاج الزراعي، والصحة العامة، والبيئة.
ودعت المصلحة الجهات المعنية إلى:
• منع استخدام المياه الملوثة في الري وتطبيق القوانين المرعية.
• ترشيد استهلاك المياه، واعتماد تقنيات ريّ مستدامة.
• تعزيز الرقابة على مصادر المياه، وتوفير بدائل آمنة حيث أمكن.
• الإسراع في تنفيذ مشاريع محطات معالجة مياه الصرف الصحي وتحسين كفاءة إدارة الموارد.
وشددت المصلحة على أن مواجهة هذا النوع من الأزمات يتطلب استراتيجية وطنية متكاملة لإدارة الموارد المائية، ترتكز على الإدارة المستدامة، المراقبة، والجهوزية في ظل التغيرات المناخية التي يواجهها
لبنان والمنطقة.