آخر الأخبار

لبنان... من الممانعة إلى الدولة الفاعلة

شارك

بعد الحرب الإسرائيليّة الأخيرة، وانتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهوريّة وتشكيل حكومة جديدة وانتشار الجيش في الجنوب، تعزّز دور الدولة في مقابل تراجع " حزب الله " وحلفائه، فرفعت الإمارات الحظر عن مواطنيها بالسفر إلى بيروت ، ويجري العمل مع المملكة العربيّة السعوديّة لاتّخاذ خطوة مُماثلة، قد تُشكّل إنطلاقة لعودة الخليجيين إلى لبنان .

كثيرة هي العوامل التي تُشير إلى ابتعاد لبنان عن "محور الممانعة" وعودته إلى الحضن العربيّ، ولعلّ أبرزها رغبة كلّ من رئيسيّ الجمهوريّة والحكومة بحصر السلاح بيدّ الدولة، وتوجيه إنذار إلى حركة " حماس " بعدم تعريض سلامة البلاد للخطر، وعدم إستخدامها للأراضي اللبنانيّة لدعم الغزاويين في حربهم مع إسرائيل ، في مقابل تعزيز التبادل السياحيّ والتجاريّ مع البلدان العربيّة والغربيّة.

ويقوم رئيس الجمهوريّة بتعزيز دور الدولة عبر التمسّك بنزع سلاح الفصائل الفلسطينيّة و"حزب الله"، كيّ يكون الجيش وحده من يحمي اللبنانيين ويحفظ سيادة البلاد، وكيّ يكون قرار الحرب والسلم حصراً بيدّ الحكومة. فالحرب الأخيرة لم تكنّ بأيّ شكلٍ من الأشكال خياراً لبنانيّاً، ولبنان الرسميّ لم يختر أنّ ينقل البلاد إلى "محور الممانعة" في السنوات الماضية، بينما "الحزب" بات حالياً يتقيّد بتوجيهات العماد جوزاف عون ومجلس الوزراء، في ما يتعلّق بضبط النفس، لمُعالجة الخروقات والإحتلال الإسرائيليّ بالأطر الديبلوماسيّة.

وبحسب أوساط سياسيّة مُتابعة، فإنّ مشروع كلّ من عون والحكومة أبرز دليلٍ على أنّ هناك رغبة بإعادة لبنان إلى الخارطة العالميّة والعربيّة، وإنهاء الحروب على أرضه عبر نزع السلاح غير الشرعيّ من كافة الفصائل، هكذا، يتمّ تحييد البلاد عن نزاعات المنطقة، ويتمّ فصلها عن إيران . وتُشير الأوساط عينها إلى أنّ إنتقاد قائد الحوثيين لطريقة التعامل مع الخروقات الإسرائيليّة، إضافة إلى تشديد الرقابة على الطائرات المدنيّة الإيرانيّة، يدلّان على إبتعاد بيروت شيئاً فشيئاً عما يُسمّى بـ"محور المقاومة " لبناء دولة فاعلة.

وفي هذا الإطار أيضاً، فإنّ مشروع رئيس الجمهوريّة هو إعادة ثقة اللبنانيين والعالم بلبنان، عبر إجراء الإصلاحات والتخفيف من الهدر والفساد، للحصول على المُساعدات من أجل تحسين البنى التحتيّة، وزيادة الإستثمارات عبر ضمان الأمن، وبسط القوى الأمنيّة والجيش السيادة ليس فقط على حدود الوطن، وإنّما في كامل المناطق والمخيّمات التي كانت تُعتبر بعيدة عن سيطرة الدولة، وحيث ينشط الخارجون عن القانون.

ويبقى التحدّي الأكبر للعهد الجديد، بقدرته على التحاور مع "حزب الله" من أجل حلّ موضوع سلاحه ووضع إستراتيجيّة دفاعيّة واضحة، ونجاح الجهود والإتّصالات الديبلوماسيّة لدفع العدوّ الإسرائيليّ إلى الإنسحاب مما تبقى من الأراضي الجنوبيّة، ومنعه من خرق السيادة جوّاً وبحراً وبرّاً، وتلافي التطبيع مع تل أبيب لتحقيق كلّ هذه الأهداف التي تُعزّز دور الدولة، وتُضعف "الحزب" و"محور الممانعة" في لبنان.

ويبدو أنّ ما ينتظر الرئيس عون وحكومته الأولى صعبٌ للغاية، لكن جهوده في لبنان تترافق مع مُحادثات أميركيّة – إيرانيّة مهمّة جدّاً لمستقبل الشرق الأوسط ، إذ يُعوّل الكثيرون على نجاحها لتلافي الحرب وإيجاد صيغة لملف سلاح "حزب الله" والفصائل المُواليّة لإيران في المنطقة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا