آخر الأخبار

عبر حزب الله.. رسالة فرنسية حاسمة إلى عون!

شارك
ما قالهُ الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون ، أمس الأربعاء، عن ضرورة "استمرار التصدّي لحزب الله في لبنان "، لا يجب إلا الوقوف عنده للغوص في تفاصيله وخلفياته ورسائله.
وجهتان نظر ترتبطان بكلام ماكرون عن "الحزب"، الأولى تقولُ إنّ كلامه الذي جاء أمام الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع ، كان بمثابة إقرارٍ باستمرار وجود قوة " حزب الله "، وذلك بعكسِ الكلام الآخر الذي يتحدث عن "إنتهاء الحزب" إثر الضربات الإسرائيلية القاسية التي طالتهُ إبان الحرب الأخيرة.
وفق وجهة النظر هذه، فإنه صحيحٌ أن "حزب الله" خسر الكثير من مقدراته العسكرية، لكن مسألة "النهاية" التي يتم الحديث عنها لم تتحقق واقعاً، وفق ما قال مصدران، الأول سياسي والثاني عسكريّ سابق لـ" لبنان24 ".
في المقابل، هناك وجهة نظر ثانية إزاء كلام ماكرون وتوحي بأنَّ المواجهة ضدّ الحزب قد تتصاعد على خط سوريا ، خصوصاً وسط محاولته فتح خطوط من هناك إلى لبنان، في محاولة لإعادة إحياء نفسه عسكرياً ولوجستياً بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
كيف سيتعاطى "الحزب" مع الرسالة الفرنسية ؟
بالنسبة للمصادر، فإنّ الإشارة الفرنسية باتجاه "حزب الله" قد يتم تسييلها "إيجاباً" من قبل الأخير، إذ أن الهدف الأول من ذلك هو عدم الاصطدام مع الفرنسيين الذين فُتحت معهم سابقاً "خطوط تناغمٍ ومودة"، فيما الهدف الثاني يتصلُ باستخدام ما قاله ماكرون للتأكيد على أن "حزب الله" ما زال يثير قلق الكثير من اللاعبين الأقوياء في المنطقة، ما يؤكد – وفق وجهة نظر الحزب – أنّ الأخير لم ينتهِ إطلاقاً.
لكن في مقابل كل ذلك، فإنّ الحديث الفرنسيّ عن "التصدي لحزب الله" قد لا يكونُ من خلال حربٍ جديدة. هنا، تقول المصادر إنَّ باريس حريصة جداً على استقرار لبنان وعدم اندلاع الحرب فيه مُجدداً، مشيرة إلى أنَّ الكلام عن "التصدي" بمعناه العام، يمكن أن يكون مرتبطاً بإطار سياسي داخلي لبناني، وذلك من خلال عدم السماح لـ"حزب الله" بفرض ما كان يفرضه سابقاً على مسارات مختلفة، منها الاستحقاقات الدستورية.
في غضون ذلك، ما يتضح هنا هو أن فرنسا أعطت رسالة دعمٍ وزخمٍ لرئيس الجمهورية جوزاف عون الذي يبحث في ملف سلاح "حزب الله" خلال الوقت الراهن، وتقول المصادر إنَّ "التصدي" المطروح فرنسياً يدعم إلى حدّ كبير جداً قرار الدولة اللبنانية ببحث ملف السلاح، ما يُفسر بحد ذاته "تطويعاً لحزب الله" ولكن من دون الذهاب أبعد نحو "الكسر".
إذاً، فإن الرسالة الفرنسية ليست جديدة بمفهومها الأساسيّ، لكن العبرة تكمنُ في الطريقة التي سيرد عليها "حزب الله". هنا، يقول المصادر السياسي إن "الحزب قد يستخدم الاستحقاقات الحالية للرد على الرسالة الفرنسية وغيرها"، وأضاف: "إجراء الانتخابات هو لصالح حزب الله تماماً وذلك من أجل ترسيخ حجمه وقوته. إن كانت هناك شرعية مُنحت له في المجالس البلدية ولاحقاً في المجلس النيابي، عندها سيكون هذا الأمر بمثابة ورقة قوة بيد حزب الله".
بالنسبة للمصدر، فإنَّ "حزب الله" لا يريد سوى أوراق القوة الشعبية للرد على أي كلام يطاله، وهذا ما ينتظر حصوله من خلال الانتخابات البلدية التي ستُجرى في جنوب لبنان يوم 24 أيار الجاري.
وعليه، يبقى الرهان على ما قد ينجم عن مساعي "حزب الله" وعون بشأن مسألة السلاح.. فإن وصلت الأمور إلى نتيجة إيجابية، عندها ستكون هناك قراءة مختلفة لواقع "حزب الله"، وإن لم تكن النتيجة كما هي مذكورة، عندها ستكون العين على ما سيحصلُ برلمانياً وشعبياً وميدانياً..
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا