أكّدّت كلمة لرئيس الجمهورية العماد
جوزاف عون خلال الحفلة الخيرية السنوية الحادية عشرة في
الكويت لمركز سرطان الأطفال في
لبنان أن الشعب اللبناني "محبّ للسلام، طامح إلى الاستقرار، وساعٍ إلى استعادة دوره العربي"، واصفة استضافة الكويت هذه الأمسية بأنها تكريس "لأسمى معاني التضامن والدعم".
وتولى القائم بالأعمال في سفارة لبنان لدى الكويت أحمد عرفة إلقاء كلمة باسم
الرئيس عون خلال الحفلة التي أقيمت في فندق سانت ريجيس - الكويت، بمشاركة نحو 320 شخصية بارزة كويتية ولبنانية، في مقدّمها الرئيس السابق لجمعية
الهلال الأحمر
الكويتي الدكتور
هلال الساير، وعضو مجلس أمناء المركز
فيصل علي المطوّع، والرئيس الحالي للمجلس الأمناء
جوزيف عسيلي، أحد مؤسّسي المركز، و عضوا المجلس أسمهان زين والدكتور سيزار باسيم، إضافة إلى المديرة العامة للمركز هَنا الشعّار شعيب.
وذكّر المركز في بيان بأن هذه الحفلة تشكّل "امتدادًا للعلاقات المتينة التي تجمع مركز سرطان الأطفال في لبنان بدولة الكويت، والتي تجسّدت عبر
سنوات من الدعم والتعاون الإنساني المستمرّ في سبيل علاج الأطفال المرضى ومساندة عائلاتهم".
عرفة
ونقل عرفة في كلمته عن الرئيس عون "امتنانه العميق للدعوة للمشاركة في هذا الحفل الإنساني الخيري، الذي يكرّس أسمى معاني التضامن والدعم لأطفال لبنان".
وأكّدّ أن هذه المناسبة "تحمل رسالة محبّة من لبنان وشعبه المحبّ للسلام، الطامح إلى الاستقرار، والساعي إلى استعادة دوره العربي ومكانته الثقافية والعلمية، المتمّسك بالتنوّع والتعدّدية".
وشدّد على "متانة العلاقات الأخويّة العريقة بين لبنان والكويت، والتي تعزّزها المواقف النبيلة والثقة المتبادلة"، معربًا عن تقديره "الكبير لما تبذله الكويت، قيادةً وشعبًا، من دعم دائم للبنان في مختلف المحطّات"، شاكرًا لها استضافتها هذا الحدث.
وخصّ عرفة بالشكر السيّد فيصل المطوع، مثنياً على "دعمه المتواصل للبنان وعطائه السخي لمركز سرطان الأطفال"، محيّيًا مجلس أمناء المركز والعاملين فيه.
وختم عرفة كلمة الرئيس عون بالدعاء "أن يبارك الله هذا العطاء، ويشفي الأجساد الطرية، التي هي بمثابة الروح للجسد".
المطوّع
أما المطوع، فأعرب عن شكره العميق وامتنانه لجميع الحاضرين، ورأى أنّ هذه الأمسية "ليست مجرّد مناسبة لتناول العشاء، بل تجسيد لمعنى أعمق. فكلّ مقعد شُغِل، وكلّ طاولة حُجزت، دليل على كرم الحضور والتزامهم الصادق بدعم الأطفال الذين يواجهون مرض السرطان، لا سيّما أولئك الذين ينتمون إلى أسر تعاني من ظروف مادّية صعبة".
وأشار المطوع إل ى أنّ هذا الحدث "يُسهم في تغطية تكاليف العلاج، والاحتياجات الأساسية التي تُدخل السعادة والراحة إلى قلوب الأطفال خلال فترة علاجهم". ووجّه الشكر إلى "كلّ من حضر، تقديرًا لقلوبهم الرحيمة، واعتزازًا بروح المجتمع المتكاتف التي يمثّلونها".
عسيلي
وأثنى عسيلي على "الدور الكبير الذي تؤديه دولة الكويت في دعم المركز"، مذكّرًا بـ"
التزام المركز منذ تأسيسه عام 2002 رسالة ثابتة تقوم على منح كلّ طفل مصاب بالسرطان فرصة متساوية للعلاج المجاني، وفق أعلى المعايير الطبّية العالمية، من دون تمييز على أساس القدرة الماديّة أو الانتماء الاجتماعي أو الوطني".
وأشار إلى أنّ "المركز نجح، بدعم المخلصين، في علاج أكثر من 5100 طفل حتّى اليوم، رغم التحدّيات الجسيمة التي واجهته"، وأكّد أنّ "نسبة الشفاء التي تتجاوز 80 في المئة تُشكّل حافزًا كبيرًا لمواصلة هذه المسيرة".
ووجّه عسيلي "تحيّة تقدير خاصّة" إلى المطوّع، "تقديرًا لدوره الأساسي منذ عام 2005، في توسيع شبكة علاقات المركز الدولية وتأمين دعم استراتيجي من مؤسّسات كبرى".
وقال: "دعمكم لنا ليس مجرّد تبرّع، بل هو فرصة حياة تُمنح لطفل بريء يحلم بالمستقبل. معكم، وبكم، سنستمرّ".
جيسي فخري
وقدّمت جيسي فخري ، عريفة الحفل والناجية من سرطان
الدم ، شهادة مؤثرة اختصرت فيها سنوات من الصراع، بدأتها بعمر 12 سنة مع حلم بسيط بالرقص، ليقاطع السرطان طفولتها ويفرض عليها رحلة قاسية من الألم والعلاج.
و قالت جيسي انها، رغم تساقط شعرها، وتغيّر ملامحها، وفقدانها القدرة على المشي، تمسّكت بخيط الأمل، ووجدت في مركز سرطان الأطفال "أكثر من مجرّد مكان للعلاج"، واصفةً إياه بأنه "بيت دافئ وملجأ نفسيّ وماديّ"، احتضنها "بمحبّة الأطبّاء والممرّضين ورفاق الدرب من المرضى" الذين أصبحوا عائلتها الحقيقية. وحتى من رحل منهم، "بقي أثره حيًّا" يرافقها ويقوّي عزيمتها. وفي 20 كانون الثاني 2020، دوّنت انتصارها في معركتها مع السرطان.
ومن رحم التجربة، اصدرت جيسي كتابها "18 بين الألم والقلم"، وهو شهادة حيّة توثّق تفاصيل رحلتها مع المرض، وخصّصت ريعه بالكامل لدعم مركز سرطان الأطفال، عربون امتنان للمكان الذي احتضنها ورافقها منذ اللحظة الأولى. و دعت جيسي جميع مرضى السرطان إلى أن "يتذكروا أن السرطان ليس نهاية الحياة بل بداية لحياة مليئة بالقوة والأمل و أن الإرادة القويّة تقضي على أصعب مرض".
الفنانون المشاركون
وتخلّل الحفلة مزاد علني أداره السيد أحمد حجازي، عرضت خلاله مجموعة فريدة من القطع الفنية والنادرة شملت لوحة صينيّة إسلامية تعود إلى مطلع القرن التاسع عشر، ومعلقة على الحرير البيج البرونزي تعود للقرن الثامن عشر، وأقراط قدّمتها مجوهرات انطوان وليد سلمون ، وحزام جلدي كبير مع خنجر، وسجّادة حرير إيرانية تقدمة شركة السجاد
الإيراني في الكويت، وكتاب تراثي قديم.
وساهمت الفنانة بلقيس فتحي في إحياء الحفلة دعماً للأطفال ومهمّة المركز، من خلال تقديم فقرة فنية راقية أبهرت الحضور، تعبيراً عن إيمانها برسالة المركز الإنسانية، سبقتها وصلة موسيقية للفنّانة فاتن ضرغام وعازفة البزق الفنّانة حنان حلواني.