تنطلق اليوم من محافظة جبل لبنان أولى جولات الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان التي ستجرى خلال شهر أيار على أربع جولات لتغيير وتجديد المجلس البلدية والاختيارية التي تجاوزت مدة ولايتها بثلاث سنوات ومضى عليها تسع سنوات.
وستكون هذا الانتخابات الامتحان الأول خلال
العهد الجديد والحكومة الجديدة بما سيسلط الأضواء على الإجراءات الأمنية واللوجستية والإدارية التي أعدّتها الحكومة ووزارة الداخلية والأجهزة العسكرية والأمنية لإنجاح الاستحقاق. ويبدو واضحاً أن السلطات الرسمية تبدي ثقة واسعة بإنجازها كلّ الاستعدادات لإنجاح هذه الانتخابات خصوصاً بعدما جرى توزيعها على جولات أربع طوال شهر أيار بما يسهّل العمليات
الانتخابية ويمكّن الأجهزة من الإمساك بقوة بكلّ الإجراءات اللازمة لضبط أمن الانتخابات.
وقد أقفل باب الترشيحات على النطاق البلدي والمخاتير في جبل لبنان على 9321 مرشحاً من ضمنهم 8142 ذكور و1179 إناث وفازت بالتزكية 68 بلدية. وتسلّم رؤساء الأقلام والمساعدون المعنيون صناديق الاقتراع، بإشراف محافظ جبل لبنان محمد المكاوي منذ الرابعة فجر أمس في سرايا
بعبدا ، وسط إجراءات أمنية وانتشار لعناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي.
ومن غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية في مبنى الوزارة، أشرف
وزير الداخلية والبلديات أحمد
الحجار على عملية تسليم صناديق الاقتراع استعداداً لانطلاق العملية الانتخابية
صباح اليوم ، ثم انتقل إلى سرايا بعبدا حيث تفقد عملية تسليم صناديق الاقتراع إلى رؤساء الأقلام والكتبة بحضور محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي.
وتوجّه الوزير الحجار إلى سرايا بيت الدين بعد ورود اتصالات هاتفية عن وجود ازدحام خلال عملية تسليم صناديق الاقتراع إلى رؤساء الأقلام والكتبة وأعطى توجيهاته لتسريع وتيرة العمل.
ولفت وزير الداخلية في حديث إذاعي إلى أنه "مع بداية العهد الجديد كان لا بد من توجيه الرسالة الأولى وهي احترام المواعيد الدستورية. لهذا انكببنا على التحضيرات لإنجاز الاستحقاق البلدي والاختياري وأستطيع القول وأنا على ثقة الآن، إننا جاهزون من خلال معاينتي من داخل الوزارة وميدانياً وسنكون على موعد مع عرس وطني غداً". وأوضح أن "عدد الشكاوى الذي ورد قليل ومحدود وسنلاحق أي شكوى ترد الى الغرفة". ولفت إلى أن "شفافية الانتخابات ونزاهتها تضمنهما القوانين وأنا مسؤول عن تنفيذها". وجزم الحجار بأن "التوجيهات والتعليمات واضحة: الحياد ونزاهة الانتخابات وشفافية النتائج نشرف على تطبيقها ونعمل بالصور الظاهرة والمستترة لكشف أيّ عمليات رشى".
ومساء أمس وعشيّة انطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية توجّه رئيس الحكومة نواف سلام إلى اللبنانيات واللبنانيين للمشاركة فيها بكثافة، وقال: "نحن بحاجة إلى تفعيل البلديات ودورها الإنمائي لأن إنماء بلدنا يتطلب إنماء بلداتنا وهذه خطوة أولى نريدها نقطة انطلاق للعمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة التي أقرها
اتفاق الطائف ولكن تأخر تطبيقها أكثر من 35 سنة، لهذا السبب أقول لكم أمراً واحداً: صناديق الاقتراع بانتظاركم".
وكتبت "الديار": يعوّل العهد برئاسة الرئيس
جوزاف عون والحكومة على نجاح الاستحقاق الانتخابي البلدي كأحد الانجازات المهمة الذي يؤكد الانتقال الى مرحلة تنشيط وتعزيز المسار الديموقراطي وبناء الدولة، وتاكيد الصدقية في التعهد بالذهاب وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة في المرحلة اللاحقة كما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري لحكومة نواف سلام.
اما
القوى السياسية
المسيحية في جبل لبنان فهي تتعامل مع الاستحقاق الانتخاب البلدي بحذر وعناية دقيقة، حيث تتبنى في البلدات التي تجدها محسومة لمصلحتها اللوائح بشكل مباشر، بينما تلجأ في بلدات اخرى الى التوافقات او التحالفات مع قوى اخرى بحيث تشهد بعض البلدات تحالفات بين قوى متخاصمة ومتناقضة في الاصطفاف السياسي العام. كما لجأت القوى والاحزاب على اختلافها الى الاختباء وراء الفعاليات المحلية والعائلات لدعم هذه اللائحة او تلك والبقاء في المشهد الخلفي الى حين ظهور النتائج للتتعامل معها وتستثمرها او تتنصل من تداعياتها.
ورأى مصدر سياسي مطلع لـ"الديار" ان هذا الاستحقاق الانتخابي لن يسفر عن مشهد واضح يرسم معالم نتائج الانتخابات النيابية العام المقبل لاعتبارات عديدة تتعلق باختلاف طبيعة الاستحقاقين والعوامل التي تحكم كل منهما، ومسار التطورات المؤثرة في المزاج الشعبي من الان الى حين موعد الانتخابات النيابية، ودخول قوى اخرى مع العهد الجديد في الاستحقاق المقبل.