التأكيد الدائم من رئيس الجمهوريّة
جوزاف عون على مسألة حصر السلاح بيد الدولة وآخره في حديث له يوم أمس خلال زيارته
الإمارات العربية المتحدة ، لهو عنوانٌ رئيسيّ بات معتمداً من الآن حتى تحقيق الأساس في الشعار، ذلك أن الوصول إلى الهدف قد يستغرق وقتاً طويلاً خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بـ"
حزب الله " وسلاحه.
في بادئ الأمر، ثمّة مسألة مهمة جداً يجب البحث بها وهي قدرة رئيس الجمهورية على استمالة الحزب إليه في ظل مطالبته بـ"حصرية السلاح". كما هو معلوم، فإنَّ المسألة شائكة والمضي بها ليس بالأمر السهل، فمن الصعب جداً وللغاية الوصول إلى هذا المبتغى بـ"رضى الحزب الكليّ" والسريع، إلا إذا كانت هناك عملية واضحة أساسها التسليم بالواقع الجديد الذي فُرض على "حزب الله" بعد الحرب
الإسرائيلية الأخيرة على
لبنان .
السؤال الأساسي هنا هو التالي: كيف سيقنع عون الحزب بـ"حصرية السلاح"؟ ما هو الأساس الذي يجب أن يعتمد عليه لإرساء هذا الأمر؟ هنا، يقول مرجع سياسي مقرّب من الحزب لـ"
لبنان24 " إنَّ المبدأ الذي على عون التمسك به يرتبطُ بضرورة "طمأنة حزب الله" بالدرجة الأولى وعدم الذهاب نحو استعداء بيئته التي تريد قولاً واضحاً عنوانه إنها غير مستبعدة وغيرُ مستهدفة وهي شريكة داخل الوطن.
المسألة هذه يعيها عون، وفق المصدر، ولهذا السبب لا يتجه نحو إرساء أي رسالة للمواجهة، فالأمور قيد الدبلوماسية والكلام الموجّه في إطار دقيق، وبالتالي فإن "الغزل"
بين عون و"حزب الله" لم ولن ينتهي طالما أن المصلحة بين الطرفين قائمة علماً أنَّ العلاقة قديمة.
يلفتُ المصدر إلى أن عون لا يريدُ أن يخذل بيئة الحزب بقدر ما أنه يريد أن يجعلها "مرتاحة" من أي مُستقبل قادم وذلك في ظل الهجمة التي قيل إنها تستهدف الحزب وبيئته وتؤدي إلى إقصائه.
بالتوازي مع كل ذلك، فإنَّ "حزب الله" يسعى لتعزيز أوراقه لدى رئيس الجمهورية والأساس في ذلك تثبيت
القاعدة الشعبية وقوتها، وما
الانتخابات البلدية إلا العنوان الأساس لذلك. هذا الأمر تعيه قيادة الحزب تماماً، فالانتخابات تكشف الأحجام
الانتخابية وتعطيها زخماً وتكرس واقعاً يريده الحزب للقول إن مؤيديه بصموا له انتخابياً، ما يعني أن مسألة الإقصاء لا يمكن تحقيقها سياسياً، كما أن الإلغاء ينفيه تثبيت الوجود لاسيما عبر
الوكالة الشرعية .
كل هذا الأمر، كما يقول المصدر، يعني "طمأنة حزب الله"، مشيراً إلى أن الأخير يريد الاستماع لهواجسه، وهذا ما يدور في أروقة الحوار بين الحزب وعون على قاعدة تبديد المخاوف.
المصدر اعتبر أيضاً أنّ "حزب الله" يملي ثقة كبيرة بعون، فاعتماده الواضح على ما قد يفرضه رئيس الجمهورية من طروحات قد يمهد الطريق نحو تفاهم أكبر وأعمق.. هنا، المسألة قد لا تكون حاسمة لكنها ستكون مهداً أولياً للحل.. فهل باتت الأمور قريبة حقاً؟