مُجدداً، قصفت
إسرائيل ضاحية
بيروت الجنوبية
يوم الأحد الماضي، لتُستهدف منطقة الجاموس التي تُعتبر ضمن بيئة "
حزب الله " الأساسية.
الحادثة التي حصلت تمثل واحداً من الاستهدافات الممنهجة التي دأبت إسرائيل على تنفيذها ضدّ "الحزب"، فيما الأخير لا يستطيع أن يفعل شيئاً تجاه ما حصل. فمن جهة، الضاحية تُقصف، ومن جهةٍ أخرى، لا قدرة على الرد، بينما الجمهور ينتظرُ فعلاً ضرورياً بعد ما حصل.
اللافت في كلام أمين عام "حزب الله" الشيخ
نعيم قاسم ، أمس الإثنين، هو عدم التطرق بإسهاب إلى ما حصل في الضاحية، بينما الكلام كان مقتضباً إلى حد القول إن ما شهدته الضاحية كان بمثابة ضغط سياسيّ على الحزب، مؤكداً أن الأخير متمسّكٌ بقوته.
السؤال الأساسي هنا.. ما الذي يعنيه قصف الضاحية المستمر والمتكرر منذ وقف إطلاق النار وما هي أبعاده؟ هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"
لبنان24 " إنَّ ضربات الضاحية تحمل 3 رسائل محورية لا يُمكن التغاضي عنها وهي:
أولاً: ما تظهره الضربات يشير إلى أن "حزب الله" قد ألغى معادلة استهداف أي منطقة إسرائيلية مقابل إستهداف الضاحية والتي كانت على زمن أمين عام "حزب الله" السابق الشهيد
السيد حسن نصرالله .
هنا، تلفت المصادر إلى أن قدرة "حزب الله" العسكرية حالياً بعد الحرب
الإسرائيلية الأخيرة على
لبنان لا تسمحُ له برفع خطاب التحدّي والتهديد، مشيرة إلى أن
قاسم يتعاطى الآن مع عقلانية شديدة ومضبوطة على أساس قاعدتين، الأولى وهي عدم كسر الجمهور وذلك من خلال التأكيد على القوة، والثانية عدم القول أمام الجمهور أيضاً إن الحزب لديه القدرة على مواجهة إسرائيل كما كان يجري سابقاً، أقله خلال الوقت الحالي.
على صعيد الرسالة الثانية، فإنها تتمحور بكلام مُباشر إلى "حزب الله" من إسرائيل مفاده أن الخروقات التي تحصل وتنفيذ الاغتيالات، يؤكد أن كل محاولات الحزب لإعادة البناء بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة كانت مرصودة ومعروفة لدى الإسرائيليين، مشيرة إلى أن اتخاذ الأجواء
اللبنانية ساحة مستباحة هو ما تريده إسرائيل من أجل تثبيت "
حرية الحركة " ضد لبنان والمكتسبة بورقة الضمانات الأميركية بوقف إطلاق النار يوم 27 تشرين الثاني 2025.
الرسالة الثالثة وترتبطُ بإرساء إسرائيل قواعد الحرب النفسية وبالتالي التأثير على سكان الضاحية الذين باتوا يتأهبون باستمرار تحسباً لأي طارئ.
وفقاً للمصدر، فإن ما يحصل بين الحين والآخر يجعل قاعدة "حزب الله" غير مستقرة. وفعلياً، فإن هذا الأمر سيعني الكثير خصوصاً أن سكان الضاحية كانوا يفرون فجأة بعد إصدر الجيش
الإسرائيلي تهديداته.
وعليه، يتبين أن رسائل قصف الضاحية غير عادية ومن غير السهل ابداً التغاضي عنها، فالمسألة تطال عمق دار "حزب الله" وبالتالي فإن المعركة تركزت مجدداً تحت عنوان "حرب المعاقل".. فإلى أي مدى سيظهر حزب الله قوة جديدة؟ وهل سيستلزم سلاحه من دون مفاوضات وضمانات؟