آخر الأخبار

غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية: رسالة سياسية وخرق خطير دون مبررات

شارك
في تصعيد خطير وغير مسبوق، شنت إسرائيل أمس غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، من دون تقديم أي مبرر أو ذريعة كما جرت العادة في الاعتداءات السابقة. هذه الخطوة تمثل تطورًا بالغ الأهمية في مسار المواجهة، إذ تسعى إسرائيل من خلالها إلى ترسيخ معادلة جديدة مفادها أنها قادرة على استهداف الضاحية متى أرادت، ومن دون الحاجة إلى تبرير أو انتظار ذريعة.

المثير للانتباه أن الهدف الذي أصابته الغارة بدا مدنيًا إلى حد كبير. فالأنشطة التي كانت تجري في المكان المستهدف كانت عبارة عن فعاليات عامة، يحضرها مشاركون يحملون هواتف خلوية وأجهزة اتصال عادية، ما يبعد أي شبهة عن وجود طبيعة عسكرية أو أمنية للموقع. هذا يؤكد أن الغارة كانت محسوبة ومقصودة بحد ذاتها، وليس بالضرورة بناءً على معطيات أو معلومات أمنية طارئة.

ويُرجَّح أن تكون هذه العملية جزءًا من محاولة إسرائيل للتشويش على المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة. فمن اللافت أن الغارة جاءت بعد يوم واحد فقط من الانفجار الذي وقع في ميناء بندر عباس الإيراني ، ما يربط بين التصعيدين في سياق أوسع من التوترات الإقليمية. ويشير التزامن بين هذه الأحداث إلى خشية إسرائيل من أن يُفضي التسارع الملحوظ في التفاوض الإيراني الأميركي إلى اتفاق مؤقت قد يُبرم خلال فترة قصيرة، وهو تطور ترى فيه تل أبيب خطرًا مباشرًا على حساباتها الاستراتيجية.

من الواضح أن إسرائيل، عبر هذا النوع من العمليات، ترسل رسائل سياسية وأمنية مركبة: فهي تسعى إلى عرقلة أي تفاهمات أميركية إيرانية قد تؤثر على موقعها، وتحاول في الوقت ذاته اختبار ردود الفعل الداخلية والإقليمية على تجاوزها للخطوط الحمراء في لبنان . وفي ظل هذا التصعيد، تبقى الاحتمالات مفتوحة على مزيد من التوتر، ما قد ينذر بخطوات استثنائية في المرحلة المقبلة إذا ما شعرت إسرائيل أن مصالحها مهددة باتفاق إيراني أميركي جديد.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا