كتبت "نداء الوطن": تحوّلت الأنظار مجدداً إلى المخيّمات
الفلسطينية في
الشمال وبالأخص مخيم البداوي في
طرابلس ، حيث ثمة مسعى جدّي لسحب السلاح من أيدي الفصائل المتواجدة فيه، مع
العلم أن أغلبها تابع لحركة "فتح" في هذا المخيم.
وفي هذا السياق، علم بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخلال لقائه الرئيس اللبناني جوزاف عون في
القمة
العربية الطارئة في
المملكة العربية السعودية ، أبدى موافقته على تسليم السلاح الخارج عن سيطرة "فتح" للجيش ، ومساعدة الدولة في بسط سلطتها على كامل أراضيها. وأكد عباس دعم السلطة الفلسطينية لكل الإجراءات التي تتخذها الحكومة
اللبنانية لتعزيز سيادة
الدولة على كامل أراضيها وتطبيق القرار 1701.
وكان رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ماجد فرح قد زار
لبنان الشهر الماضي، والتقى عدداً من المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس جوزاف عون، في مهمة محددة هي التنسيق لنزع
سلاح الفصائل بالتنسيق مع الجيش ومديرية المخابرات.
قام الجيش بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية بإقامة ما يشبه الطوق الأمني حول مخيم البداوي، وإقفال جميع الطرق الفرعية التي تربط المخيم بالجوار، لا سيما من محاور الريفا، جبل محسن، القبة، المنكوبين ... وتتابع المصادر مؤكدة بأن "الغاية من خطوة الجيش هذه، هي أن يكون للمخيم
مدخل ومخرج واحد فقط؛ هو المدخل
الرئيسي ، ما يسهّل على الجيش إمكانية ضبط الوضع في المخيم من جهة، والتمهيد لاحقاً لعملية سحب السلاح من الفصائل وتسليمه للجيش، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية كمرحلة أولية".
وأوفدت السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس (أبو مازن) أيضاً، وفي إطار دعمها لخطة الدولة اللبنانية هذه، لا سيما موضوع سحب السلاح من المخيمات، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة
التحرير الفلسطينية والمركزية لـ "حركة فتح" عزام الأحمد إلى لبنان، للتنسيق بشأن السلاح داخل المخيمات الفلسطينية. وعليه، وبما يختص بموضوع المخيمات الفلسطينية شمال لبنان، وبحسب مسؤول في الفصائل الفلسطينية في البداوي، فإنه وبهذه الإجراءات التي اتّخذت، يكون الجيش اللبناني قد قام بإحكام الطوق على مخيم البداوي أسوة بما هو حاصل في مخيم البارد، وتكون السلطة الفلسطينية قد بدأت بالفعل مرحلة التعاون والتنسيق مع الدولة اللبنانية لهذه الغاية.
وقالت مصادر فلسطينية لـ"اللواء": "إن ملف السلاح خارج المخيمات أُغلق بشكل نهائي بعد تسليم القواعد
العسكرية للجيش اللبناني والتي كانت بمعظمها تابعة للجبهة
الشعبية ، أما بالنسبة لملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، فهو لم يُبحث بعد بشكل جديّ حتى الآن، وكل ما نسمعه حول هذا الموضوع هو عبر
وسائل الإعلام ، ولكن الأكيد أن كل الفصائل الفلسطينية منفتحة على الحوار وهي مع أمن واستقرار لبنان، وإذا كان ملف السلاح يؤدي إلى ذلك، فإن الجميع يؤيد الحوار والتعاون مع الدولة اللبنانية للوصول إلى حل، لأننا في النهاية غير متمسّكين بالسلاح، الذي نعتبره موجهاً فقط إلى العدو الإسرائيلي». وختمت بالتعبير عن أملها بأن تنعكس الزيارة المرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان إيجابياً على أوضاع
الفلسطينيين ، باعتبار أنه سيتم خلال اللقاءات التي سيعقدها فتح الملف الفلسطيني من كافة جوانبه".