على الرغم من
سلسلة انتكاسات تعرض لها،ما يزال "
التيار الوطني الحر " يجد نفسه قادرا، وإن بشكل متواضع على إيصال رسالة أو تسجيل موقف من أي ملف مطروح. فهو اليوم ليس داخل السلطة التنفيذية، لكنه ما يزال محتفظا بعدد لا بأس به من النواب ، يعارض ويقدم اقتراحات
قوانين ، لكن هذه المرة لن تسلط الأضواء عليه ولن يتكرر اسم
التيار
مرات ومرات.كل ذلك بفعل حسابات خاطئة يدفع ثمنها لوحده .
لعل "التيار" سيراقب وسيقدم مقارباته، لكن المشكلة تكمن في كيفية استعادة وهجه السابق، حين كان يقول كلمته من دون تراجع وحين كان ينتفض ويفرض قراراته مدعوما من حليفه "
حزب الله ".
اليوم
يحاول " التيار" وضع حد لخسارات متتالية مني بها من انسحاب نواب وقيادات وحتى قسم من قاعدته
الشعبية ، إذ يشكل استحقاق الانتخابات البلدية والأختيارية فرصة للبقاء أو الصمود، لاسيما أنه في حال فشلت اللوائح المدعومة منه مباشرة أو تحت الطاولة فذاك سيضعه أمام خيار بدء زوال التيار الذي يعيش اليوم في حالة قريبة من الإقصاء، اختارها هو ولم يتم فرضها عليه.
فماذا يعني الا يكون للتيار خارج المعادلات حتى وإن كان في صلب
المعارضة ؟ وماذا يعني أن تتضاعف هزائمه؟
في تقدير مصادر سياسية مطلعة أن
التيار الوطني الحر يحاول في بعض
البلدات والقرى خوض
معركة إثبات وجود بغض النظر عن أية تقديرات ثانية. وتشير المصادر عبر "
لبنان ٢٤ "إلى أن بعض أقطاب التيار مقتنع بوجود محاولات لإستبعاده من
اللعبة السياسية على قاعدة أن تمثيله السياسي انخفض ولم يعد القوة
المسيحية الأكبر، الأمر الذي باتت تدركه غالبية القوى الحزبية والسياسية الأخرى، مؤكدة أن المحافظة على البعض من هذا
التمثيل هي معركة راهنة للتيار البرتقالي .
وتفيد المصادر نفسها أن المسألة نسبية إذ أن البعض من المناطق سيجد نفسه وتحت عنوان " الوفاء" امام خيار الأقتراع لمرشحي التيار أو الشخصيات التي تدعمها، وفي المقلب الآخر هناك من يؤكد أن زمن هيمنة التيار على السلطات المحلية قد ولى.
وتعتبر المصادر ان أية خسارة له قد تؤسس إلى مشهدية مقبلة مع
العلم ان مراقبين يقولون انه لا يمكن الركون إلى هذه
القراءة .
ماذا عن حجم التيار الحالي وهل يمده حلفاؤه السابقون بالعون؟ المسألة في هذا السياق غير واضحة بعدما قطع حبل التواصل الفعلي وفق المصادر نفسها التي ترى أن للثنائي الشيعي حساباته لإظهار استمرار حضوره مهما كلف الأمر في ظل الفكرة السائدة لدى قاعدته " أن حزب الله ما يزال قويا " ، ما يعطي الانطباع أن التيار قد يصارع بمفرده الا اذا منح جرعات دعم في بعض البلدات.
سيحاول التيار بكل ما
أوتي له أن
يفوز بمقاعد، فالحصول على مقعدين أو أكثر أفضل من "الخروج من المولد بلا حمص" وفق المثل الشعبي المصري .