فيما الجولة الثانية من المحادثات الاميركية - الايرانية اليوم في روما ستكون محط الاهتمام، غابت الحركة السياسية في لبنان الذي دخل عطلة عيد الفصح المجيد، لكن المواقف السياسية لم تغب مع اطلالة الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مساء امس، حيث شدّد على أنّ المقاومة في لبنان "ردّة فعل طبيعيّة على الاحتلال الإسرائيلي " وأنّ أيّ بحث في نزع سلاحها "يخدم العدو ويُضعِف لبنان".
وأكّد قاسم أنّ الحزب "أوفى بالكامل بالتزامات اتفاق وقف إطلاق النار جنوب نهر الليطاني"، محمّلًا إسرائيل مسؤوليّة خرقه اليومي، وملوّحًا بخيارات مفتوحة إذا لم ينجح المسار الديبلوماسيّ في لجم الاعتداءات.
ورأى قاسم أنّ "إسرائيل توسّعية لا تكتفي بفلسطين المحتلّة" وتخطّط "لاحتلال القسم الأكبر من لبنان لضمّه ولتوطين الفلسطينيّين"، معتبرًا أن إنجازات المقاومة "كبيرة وواعدة" وأنّها "أجبرت الاحتلال على التراجع".
ولفت إلى أنّ بعض الأصوات الداخليّة التي تطالب بنزع السلاح "تثير فتنة بين المقاومة والجيش"، معلنًا "رفض الوصاية الأميركيّة" واستعداد الحزب لخوض الانتخابات البلديّة المقبلة بتحالفاته التقليديّة.
وقال قاسم إنّ "الفرصة التي نمنحها للدبلوماسية ليست مفتوحة، ولدينا خيارات ولا نخشى شيئًا، وإن أردتم أن تجرّبوا استمرّوا وستَرَون في الوقت المناسب الذي نقرّره".
إلى ذلك، حدّد الشيخ نعيم قاسم قواعد من أجل نقاش أي استراتيجية دفاعية في الوقت المناسب لمناقشتها، موضحًا أنّ أوّل هذه القواعد "حماية سيادة لبنان وتحرير أرضه وإيقاف كل أشكال العدوان عليه"، لافتًا إلى أنّ "أي حوار استثمار قوة المقاومة وسلاحها في أي استراتيجية دفاعية"، وقال إنّ "رئيس الجمهورية جوزاف عون هو المعنيّ الأول بتحديد آلية الحوار ونحن مستعدّون للمشاركة في ذلك في الوقت المناسب وليس تحت ضغط الاحتلال".
وكشف أنّه "حصل تبادل رسائل مع
الرئيس عون حول تطبيق الاتّفاق في جنوب الليطاني وكانت إيجابية وستبقى"، وقال: "إعادة الإعمار ليست منّة من أحد ولن نقبل بابتزازنا تحت هذا
العنوان وأدعو الحكومة
اللبنانية إلى وضع مسألة إعادة الإعمار على جدول أعمالها". وتابع: "يقولون إنّهم يربطون إعادة الإعمار بالسلاح ونقول نحن مَن نربط السلاح بإعادة الإعمار".
وفي السياق، اعتبرت اوساط سياسية ان تصريحات الشيخ نعيم قاسم تعبّر عن مواقف
حزب الله الثابتة تجاه المقاومة وسلاحها، من خلال تأكيده شرعيّة المقاومة باعتبارها ردّ طبيعي على الاحتلال الإسرائيلي، وينفي أي نقاش بنزع سلاحها، معتبراً أن ذلك يخدم العدو ويُضعف لبنان، مشيرة الى انه هدد بخيارات مفتوحة إذا لم تنجح المساعي الدبلوماسية، وانه حذر من الدعوات لنزع السلاح، معتبرًا أنها تُحدث فتنة بين الجيش والمقاومة.
لكن الأوساط نفسها رأت انه في الوقت نفسه فتح
الباب لنقاش استراتيجية دفاعية، بشرط أن تكون مرتكزة على حماية السيادة واستثمار قوة المقاومة، وبإشراف رئيس الجمهورية، وليس تحت ضغط خارجي.
ورأت الأوساط أن الخطاب يحمل نبرة تحدٍّ ويؤكد تمسّك حزب الله بموقعه في المعادلة اللبنانيّة مع استعداد مشروط لأي نقاش سياسي أو استراتيجي.
وأمس، احتلفت الطوائف المسيحية بمناسبة الجمعة العظيمة، فأقيمت رُتب درب الصليب وسجدة الصليب في مختلف الكنائس إحياء لهذه الذكرى.
وشارك رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، واللبنانية الأولى، السيدة نعمت عون، في رتبة سجدة الصليب في جامعة الروح القدس – الكسليك، حيث ترأس الرتبة الرّئيس العام للرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الأباتي هادي محفوظ، الذي توجه الى الرئيس عون بالقول: "لا شكّ عندنا، في أنّكم، بتصميمكم وبحكمتكم، سوف تقودون لبنان بالطريقة المثلى والهادئة والحكيمة الى منطق الدولة".
أضاف: "من ناحيتنا، كمجتمع، علينا أن نجيبكم بالإيجاب واعين عِظَمَ المسؤوليةِ الملقاةِ على جميعنا، للنهوض معًا، ولتثبيت قوانينَ وآلياتٍ شفّافةٍ وفعّالةٍ تعزّز المواطنةَ وتسمح لكلّ مواطن بالوصول الى الخدمات الضّروريّة والكريمة، بدون أيّ تمنين أو أيّ تدخل. هكذا تصان كرامة كلّ مواطن، وهكذا نعيش معًا كما يجب أن نعيش، بفرح وبنظرة متفائلة الى الغد".
الى ذلك، يتجه
رئيس مجلس النواب نبيه بري الى دعوة
الهيئة العامة الى جلسة خلال أيام، علماً أن اجتماع هيئة مكتب المجلس يوم الثلاثاء المقبل سيكون مقدمة لدعوة الهيئة العامة لذلك، وذلك بغية تسهيل مهمة الوفد اللبناني الى اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في
واشنطن .
وأمس، نقل وزير
المالية ياسين جابر عن رئيس المجلس، قبيل مغادرة جابر إلى واشنطن، "عزم المجلس النيابي على الإسراع في مناقشة مشروعي القانونين المحالين حول إصلاح وضع المصارف وإعادة تنظيمها والسعي لاقرارهما من قبل الهيئة العامة قبل نهاية هذا الشهر".