آخر الأخبار

الحديث يتجدّد بشأنها.. ما هي اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل 1949؟

شارك
نشر موقع "التلفزيون العربي" تقريراً جديداً تحت عنوان " اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل 1949.. هل تشكل بديلاً عن التطبيع؟"، وجاء فيه:
منذ إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 27 شرين الثاني 2024، يسري الحديث بشكل بارز في لبنان عن ضرورة الالتزام باتفاقية الهُدنة الموقعة مع إسرائيل عام 1949، وذلك في ضوء الخروقات الإسرائيلية المستمرّة للاتفاق، فضلاً عن الاغتيالات المتكرّرة لعدد من قادة حزب الله وحركة حماس.

وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون على هذه الاتفاقية خلال زيارته في فرنسا يوم 28 آذار الماضي، حين قال إنّ "لبنان يريد استعادة أرضه المحتلة من إسرائيل والعودة لاتفاقية عام 1949"، مُدينًا "أي اعتداء على لبنان وأي محاولة مشبوهة لإعادة البلاد إلى داومة العنف". وأضاف: "إنّنا نحتاج إلى محيط مستقر ومنطقة تنعم بالسلام، وإنهاء الحروب يحتاج إلى نظام عالمي مبني على القيم والمبادئ".
عملياً، فإنَّ الحديث عن اتفاقية العام 1949 بات مطلبًا رسميًا من قبل لبنان في ظل العمليات الإسرائيلية المُتكررة ضد الأراضي اللبنانية ، بينما عبارة "العودة" إلى الاتفاقية هي التي تطغى على كلام المسؤولين اللبنانيين.. فما هي اتفاقية الهُدنة عام 1949؟ ما هي أهميتها؟ هل هي قائمة وكيف تعاطت إسرائيل معها؟
ماذا نعرف عن اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل؟
- تتألف الاتفاقية من 8 مواد رئيسية تشمل منع الأعمال العدائية بين الطرفين، وتحظر اختراق الحدود البرية أو الجوية أو البحرية.
- تضمنت إنشاء لجنة هدنة مشتركة لمراقبة التنفيذ، وعلى الرغم من أنها لم تكن معاهدة سلام، إلا أن اتفاقية الهدنة كانت مرجعية دولية للتعامل مع النزاع بين البلدين .
- منذ توقيع الاتفاقية، شهد لبنان فترة من الأمن النسبي حتى عام 1969، حينما سمح اتفاق القاهرة بوجود فصائل فلسطينية في لبنان، مما استغله الجانب الإسرائيلي كذريعة لمهاجمة لبنان. بعد حرب 1967، بدأت إسرائيل تتخلى عن التزاماتها بالهدنة، معلنة سقوطها وأدت إلى خروقات متكررة للاتفاقية.
- على مر السنين، خرقت إسرائيل الاتفاقية عدة مرات ، بدءًا من اجتياح لبنان في عام 1967، ثم الهجمات على لبنان بسبب وجود المقاومين الفلسطينيين ، كما أن إسرائيل لم تلتزم بقرارات مجلس الأمن الدولي، مثل القرار 425 الذي طالبها بالانسحاب من جنوب لبنان.
- تعتبر هذه الاتفاقية أساسًا لضمان استقرار وأمن لبنان، وفقًا لعدد من المحللين العسكريين الذين يرون أن العودة إلى هذه الاتفاقية قد تكون السبيل الوحيد لتجنب التطبيع مع إسرائيل وضمان عدم تدخل لبنان في الشؤون الإسرائيلية والعكس.
تاريخ وأسباب توقيع الاتفاقية

- قبل توقيع اتفاقية الهدنة، كان لبنان قد انخرط في الحرب العربية الإسرائيلية الأولى (1948) إلى جانب الدول العربية الأخرى، استجابة لدعوات الرئيس بشارة الخوري. ورغم أن الجيش اللبناني لم يخض معارك كبرى بسبب حداثة تشكيله وقلة عدد أفراده، إلا أن لبنان كان رمزياً جزءًا من الجبهة العربية ضد إسرائيل.


- الاتفاقية كانت تحت إشراف الأمم المتحدة ، وهي طرف ضامن لوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. هذه الحماية الدولية تعتبر جزءًا أساسيًا من استمرار تنفيذ الاتفاقية، إذ أن الأمم المتحدة كطرف مراقب وفرت إطارًا قانونيًا لتنفيذ الشروط وتحقيق السلام النسبي بين البلدين.


- بعد حرب 1967، اعتبرت إسرائيل أن اتفاقية الهدنة مع لبنان لم تعد سارية، فقد قامت بعمليات عسكرية ضد لبنان، مثل الهجوم على المطار اللبناني في عام 1968، وتدمير الطائرات المدنية في مطار بيروت، وكذلك قصف المناطق اللبنانية التي كانت تحت سيطرة المقاومة الفلسطينية . هذا كله كان بمثابة انتهاك للاتفاقية رغم أن لبنان لم يشارك بشكل مباشر في هذه العمليات العسكرية .
- الاتفاقات التي عقدتها لبنان مع المقاومة الفلسطينية، مثل اتفاق القاهرة عام 1969، كانت من العوامل التي استغلتها إسرائيل لتبرير خروقاتها. هذه الفصائل الفلسطينية كانت تعمل ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وهو ما دفع إسرائيل إلى شن عدوانات على لبنان تحت مبرر الدفاع عن نفسها.
- بعض المحللين العسكريين في لبنان يعتبرون أن العودة إلى اتفاقية الهدنة تعتبر أداة أساسية لتجنب التصعيد العسكري مع إسرائيل، فالاتفاقية تمنح لبنان حصانة من الهجمات العسكرية الإسرائيلية في حال الالتزام بها من قبل كلا الطرفين، وتضمن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر.
وللإشارة، فإن النزاع المستمر بين لبنان وإسرائيل لم يقتصر على اتفاقية الهدنة فقط، بل تخلله الكثير من التدخلات العسكرية الإسرائيلية مثل اجتياحات لبنان في عام 1978 و1982.
ماذا عن التطبيع؟
من جهة أخرى، هناك تحفظات في لبنان على أي نوع من التطبيع مع إسرائيل. البعض يرى أن العودة إلى اتفاقية الهدنة لا تعني تطبيعًا، بل تضمن استقرارًا سياسيًا وأمنيًا للبنان، إذ أن الاتفاقية تركز على الحد من الصراع وتجنب الأعمال العدائية دون الاعتراف الدبلوماسي بين البلدين.


وفي الوقت الحالي، هناك نقاشات مستمرة حول كيفية التعامل مع إسرائيل في ظل التطورات الإقليمية ، مع بعض التحليلات التي ترى في اتفاقية الهدنة الأداة الوحيدة لتجنب التصعيد مع إسرائيل في المستقبل . والحديث عن العودة إلى هذه الاتفاقية يثير تساؤلات حول إمكانية تحقيق سلام دائم، لكن يشترط أن يتم تطبيقها تحت إشراف دولي صارم.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا