صرّح مسؤول أميركي كبير أن نائبة مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أجرت اليوم محادثات صعبة مع مسؤولين في
لبنان ، وشدّدت على أن خرق وقف إطلاق النار جاء من الجانب اللبناني وليس من إسرائيل.
وأجرت أورتاغوس محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، وأكّدت أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، لكنها ترغب في تجنّب المزيد من التصعيد على الحدود الشمالية.
وأكدت أورتاغوس لـ"الحدث" أن
لبنان لم يكن ليدخل الحرب لولا إيران وحزب الله.
وقالت: "
اتفاق وقف النار تم خرقه من قبل لبنان، وعلى الحكومة
اللبنانية لجم المجموعات التي تطلق الصواريخ".
ورأت أورتاغوس أن "الجيش اللبناني الذي ندعمه لا يعمل بشكل كاف بمواجهة المجموعات التي تطلق الصواريخ".
وتابعت: "لا يمكن أن أقارن بين لبنان وغزة. ونحن نشجع على المفاوضات الدبلوماسية بين لبنان وإسرائيل".
وعن الانسحاب الاسرائيلي من النقاط الخمس، قالت: "انسحاب إسرائيل من النقاط الـ5 يجب أن يتم بالمفاوضات".وأضافت: "نؤكد ما قاله الرئيس اللبناني أن لا سلاح سوى بيد الجيش. والعقوبات الأخيرة التي فرضناها اليوم على حزب الله هدفها إضعاف قدراته".
وكتب رضوان عقيل في"النهار":وفي المعلومات أنّ اتصالاً تمّ بين أورتاغوس ورئيس الحكومة نواف سلام وتناولا آخر الأوضاع وخصوصاً في الجنوب ومن دون أن تحدّد توقيت محطتها في بيروت.
وكان الرؤساء جوزف عون ونبيه بري وسلام قد اتفقوا على تقديم موقف رسمي موحّد أمام أورتاغوس، وأيّ من المسؤولين
الأميركيين والغربيين وهو عدم التوجّه إلى فتح صفحة التطبيع مع إسرائيل.
وجاءت التهديدات
الإسرائيلية بعد الكلام الذي ردّده الرؤساء الثلاثة بعدم استعداد توجّه لبنان إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل على ألّا يتخطّى لبنان حدود وقف
القرار 1701 وتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه لا أكثر.
ويأتي التطوّر
الإسرائيلي الأخير وتجاوزه جملة من الحواجز من خلال استهداف قلب الضاحية الجنوبية في وقت يكثر الحديث عن فرض ضغوط على الحكومة
اللبنانية وإجبارها على التوجّه إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بإشراك مدنيين في هذا النوع من الجولات وعدم الاكتفاء بالعسكريين.
ويؤكّد مراقبون وهم على تماس مع مسؤولين في الإدارة الأميركية أنّه رغم كلّ الضغوط
الإسرائيلية فإنّ ما تعمل عليه واشنطن هو حمل لبنان على القبول بخيار المفاوضات الذي وصلت رسائله بـ "البريد السريع" إلى أكثر من مسؤول لبناني. وفي المعلومات أنّ ممثلة الأمين العام للأمم المتّحدة جنين - هينس بلاسخارت قد عكست كلاماً أمام مرجع لبنانيّ لم يرحّب بالكلام الذي نقلته من تل أبيب "والذي يتماهى مع رؤية الإسرائيليين" ما يشير إلى فرض ضغوط على لبنان ودفعه بالإكراه إلى مفاوضات مع إسرائيل حيث ظهرت وكأنّها تقول ولو بطريقة غير مباشرة: "اذهبوا إلى المفاوضات مع إسرائيل اليوم قبل الغد".
وترجع "المفاوضات بالنار" إلى معادلة استعملها المسؤولون في أميركا في عزّ أيّام هنري كيسنجر ضدّ الفيتناميين ومقاومتهم. حيث تريد إسرائيل استنساخ هذا المشهد اليوم ضدّ اللبنانيين.