برزت مخاوف بشأن مصير الانتخابات البلدية والاختيارية في ضوء التطورات الأمنية الاخيرة، الا ان مصادر رسمية
اكدت لـ "نداء الوطن" أن الانتخابات البلدية والاختيارية
قائمة ولا شيء يستطيع تأجيلها وهناك إصرار من عون وسلام ووزير
الداخلية والحكومة على احترام الاستحقاقات الدستورية وهناك مساعٍ تبذل حتى لا يتطور الوضع الأمني جنوباً من خلال اتصالات المسؤولين وعلى رأسهم عون بالأميركيين والأوروبيين الذين يرفضون الانجرار إلى حرب جديدة.
وكتبت" الاخبار": انتهت المفاوضات بين الكتلة الشعبية برئاسة ميريام سكاف و«القوات اللبنانية» إلى الفشل في التوصل إلى تفاهم حول استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في زحلة، إذ «تبيّن أن القوات لم تكن ترغب في التوصل إلى تفاهم أو تحالف يجنّب
المدينة مزيداً من الشرذمة، بل أرادت فرض مرشح تسمّيه هي، وتريد من بقية القوى الزحلاوية الالتحاق بها»، وفق مصادر مقرّبة من الكتلة الشعبية، لافتة إلى أن سكاف عرضت التفاهم على ولاية
للمجلس البلدي يتقاسمها مداورة مرشحان تسمّي أحدهما «القوات» وتسمّي الكتلة الآخر، إلا أن معراب رفضت هذا الطرح.
وعلمت «الأخبار» أن سكاف عادت وطرحت اختيار مرشح من لائحة ضمّت أربعة مرشحين هم رئيس جمعية تجار زحلة المهندس زياد سعادة والمهندس زياد الترك ووديع فرح والمهندس عماد القاصوف، فيما حصرت «القوات اللبنانية» النقاش باسم المرشح المهندس شربل سكاف، ما قوبل برفض سريع من رئيسة الكتلة الشعبية التي اعتبرت الطرح غير توافقي و«مستفزاً».
وتؤكّد المصادر أن الأمور حُسمت بالافتراق الانتخابي، «إذ لا ترغب القوات
اللبنانية بالتوافق، بل تريد فرض مرشحها بالقوة». واعتبرت أن «تلويح معراب بأن حصول مرشحيها على نحو 12 ألف صوت في الانتخابات النيابية الأخيرة يعطيها وحدها حق تسمية المرشح لرئاسة البلدية أمر غير منطقي، ويذكّر بحقبات سابقة من الفرض ولّت إلى غير رجعة».
ويلفت المعترضون على محاولات التفرّد «القواتية» إلى أن «حسبة أرقام الانتخابات النيابية الأخيرة كما يقدّمها القواتيون غير واقعية»، إذ إن التحالف الواسع الذي صاغته القوات
اللبنانية يومها مع التيار الوطني الحر في ظل تفاهم معراب، وضمّ إليهما أيضاً كلاً من حزب الكتائب والنائب ميشال ضاهر والنائب السابق سيزار معلوف ورئيس البلدية الحالي المهندس أسعد زغيب، لم يحصد أكثر من عشرة آلاف صوت، أي ما نسبته 37% من أصوات المقترعين، فيما نالت لائحة الكتلة الشعبية وحدها حوالي 8 آلاف صوت بنسبة 29% من المقترعين.
ومع سقوط التوافق الزحلاوي، تتجه
المدينة إلى منازلة بلدية بثلاث لوائح، إحداها مدعومة من «القوات اللبنانية» والثانية من «الكتلة الشعبية» والثالثة برئاسة زغيب.
انتخابات بعلبك
اضافت" الاخبار":على مدار 27 سنة، خيضت الانتخابات البلديّة والاختياريّة في بعلبك بمُسميّات حزبيّة _ عائليّة، أكثر منها إنمائيّة. ودائماً ما أولت الأحزاب هذه الانتخابات اهتماماً ربطاً بالنتائج التي تتحوّل إلى مدلولاتٍ في السياسة، وخصوصاً أن
المدينة تُعد خزاناً شعبياً لحزب الله، وتضم وجوداً سُنياً واسعاً سعت فاعلياته سابقاً إلى رفع لواء المعارضة في وجه الحزب تحت عناوين سياسيّة مثل «مُصادرة» قرار
المدينة .
حزب الله وحركة أمل بدآ اتصالات للتوصّل إلى لائحة ائتلافيّة تضمّ معظم الأحزاب الفاعلة وتحسم الفوز من دون معركة حقيقيّة. وهو ما أشار إليه أخيراً مسؤول قيادة منطقة البقاع في الحزب حسين النمر، بأن الحزب يسعى إلى توافق على «بلدية شاملة تحقّق الفوز بالتزكية في بعلبك، ما ينعكس إيجاباً على بلدات وقرى المنطقة»، لافتاً إلى «أنّنا سنتعاون مع المجتمع لاختيار نخبة نزيهة وقادرة على تقديم الخدمة في كل بلدة تحت شعار التوافق».
وتؤكد مصادر محلية أن حزب الله «متحمّس للتوافق مع الحرص على حفظ التوازنات العائليّة لتشكيل لائحة من 21 عضواً (13 شيعياً و7 سُنّة ومسيحي)، من دون أن تكون التركيبة متطابقة بالضرورة مع ما حدث عام 2016، أي 13 عضواً محسوبين على حزب الله من بينهم حصّة «البعث»، و8 أعضاء لـ«أمل» من ضمنهم حصّة «جمعيّة المشاريع الخيريّة الإسلاميّة» و«القومي»، خصوصاً أنّ معظم الأسماء التي كانت في المجلس سابقاً ستغيب مبدئياً في الدّورة الحاليّة.
ويُردّد متابعون أنّ «الحريريين» أبلغوا مسؤوليهم بأنّهم غير معنيين بخوْض المعركة بالمباشر، بعدما تلقّوا نصيحة من مفتي بعلبك، الشيخ بكر الرفاعي بتجنيب
المدينة معركة في ظلّ الأجواء السائدة والعمل على لائحة توافقيّة.
وهو ما ينفيه مسؤولون في «المستقبل» يؤكدون أنّ قرار خوْض المعركة لم يُحسم بعد، ويشددون على أنّ «المشكلة مع اللائحة المدعومة من الثنائي ليست في الحصص ولا في السياسة، وإنّما في ذهنيّة تقسيم الولاية بين رئيسين ما يُعرقل تنفيذ المشاريع، إضافةً إلى غياب العناوين الإنمائيّة والتركيز على التوجّهات السياسيّة، بطريقة لا تُفيد
المدينة على مستوى الخدمات والرؤية».
كذلك يُنقل عن المفتي الرفاعي في لقاءاته مع أبناء
المدينة أنّه لا يتدخّل في تفاصيل الانتخابات والتحالفات، وأنّه «على مسافة واحدة من الجميع، وأن أمر التوافق، على إيجابيّته، ليس بيده وإنما بيد الأحزاب المعنيّة التي تُقرّر بنفسها خياراتها».