نشر موقع "arabnews" تقريراً قال فيه إنَّ " تحسن
العلاقات
اللبنانية -
السورية يعتمد على
اتفاق حول حزب الله".
وقال التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ الأسبوع الماضي شهد تصعيداً خطيراً على الحدود
اللبنانية
السورية ، حين دخل مسلحون إلى سوريا واختطفوا 3 جنود سوريين قبل إعدامهم، وأضاف: "كذلك، فقد ورد أن أحد الجنود هؤلاء رُجم حتى الموت وقد جرى توثيق المشاهد بمقاطع فيديو. إثر الحادثة، اتهمت السلطات
السورية الجديدة حزب الله بالوقوف وراء الحادثة، لكن الأخير نفى ذلك".
وتابع: "بعد تلك الحادثة، أطلق الجيش السوري النار على
لبنان ، بينما ردّ الجيش اللبناني بإطلاق النار عبر الحدود إلى سوريا. وبعد يومين من تبادل إطلاق النار، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار يوم الاثنين بعد. إلا أن الوضع لا يزال متوتراً وغير مستقر، ومن المرجح أن تتكرر هذه الاشتباكات ما لم يكن هناك تفاهم شامل بين
لبنان وسوريا بشأن مسألة الحدود، واتفاق بين الحكومة
اللبنانية وحزب الله بشأن قدراتهما وأنشطتهما العسكرية".
وأردف: "الوضع بين
لبنان وسوريا أكثر تعقيدًا مما يبدو. ظاهرياً، على
لبنان أن يقبل ويتعامل مع أي حكومة
قائمة في دمشق. مع ذلك، كانت للدولة
اللبنانية العميقة علاقات وثيقة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي وضع
لبنان تحت وصايته منذ
اتفاق الطائف، وتغلغل في الأجهزة الأمنية. ولذلك، تُبدي الحكومة الجديدة في دمشق حذرًا شديدًا من الأجهزة الأمنية في لبنان".
وأضاف: "خلال الحرب
السورية ، كانت لدى الحكومة
اللبنانية
نظرة سلبية تجاه المعارضة
السورية ، فقد سُجن بعض أعضائها واتُّهموا بالإرهاب بينما أُعيد المنشقون عن جيش بشار الأسد إلى قبضة النظام، وواجهوا مصيراً مأسوياً. ومن هنا، فإن انعدام الثقة متأصلٌ في نفوسهم".
وتابع: "على هامش القمة العربية الطارئة التي عُقدت هذا الشهر حول غزة، التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون الرئيس السوري أحمد الشرع وناقشا مواضيع متنوعة، منها الحدود بين البلدين. إلا أن أحداث الأسبوع الماضي تُظهر أن العلاقة لم تتحسن بعد، ولن تتحسن
العلاقات بين سوريا ولبنان إلا بعد أن تتحسن
العلاقات بين الدولة
اللبنانية وحزب الله".
وقال: "حتى الآن، التزم
لبنان بوقف إطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي ينص على نزع سلاح جميع الميليشيات، واحتكار الجيش اللبناني لحيازة السلاح. مع ذلك، لم تتوصل الدولة
اللبنانية إلى
اتفاق شامل مع حزب الله".
وأكمل: "من المهم الإشارة إلى أنه، إلى جانب قدراته
العسكرية ، يُعدّ حزب الله وحليفته حركة أمل الممثلَين الوحيدَين للطائفة الشيعية في البرلمان اللبناني. لذا، فحزب الله، بالإضافة إلى كونه جماعة مسلحة، هو حزب سياسي أيضاً، وله أنشطة اقتصادية شاملة، ويقدم خدمات اجتماعية للطائفة الشيعية".
وأضاف: "اليوم في
لبنان ، تُشكّل قضيتا سلاح حزب الله والمقاومة نقطة خلاف بين مختلف الفصائل
اللبنانية . فبينما يُطالب البعض بنزع سلاح حزب الله نهائيًا لبدء عملية بناء الدولة، يُصرّ آخرون على أن الجماعة المسلحة لا تزال
قائمة ، ويُبرّر هذا الأخير ذلك بأن الإسرائيليين ما زالوا يحتلون جزءًا من
لبنان ، وما زالوا ينتهكون المجال الجوي والسيادة
اللبنانية لشنّ غارات جوية داخل البلاد".
وأردف: "حتى الآن، لم يُتوصل إلى
اتفاق واضح مع الحزب حول دوره في الفترة المقبلة. ولا يبدو أن لدى الحكومة خارطة طريق واضحة للتعامل مع الحزب. وبينما شدّد كلٌّ من خطاب عون إثر انتخابه رئيساً في كانون الثاني والبيان الوزاري الشهر الماضي على احتكار الدولة لحيازة السلاح واستخدامه، لم تُعالج قضية حزب الله كما ينبغي".
وأضاف: "مع هذا، لم تُفصّل الدولة كيفية نزع سلاح حزب الله، والسؤال الأساس هل ستُوافق على جدول زمني مع الحزب، أم ستُداهم كل موقع معروف له وتُصادر الأسلحة بالقوة؟ هذه مسألة حساسة للغاية، وإذا لم تُدار بعناية وترتيب، فقد تُؤدي إلى اضطرابات داخلية".
وتابع: "ما الضمانات التي يمكن للدولة
اللبنانية أن تقدمها للحزب بأنه بعد نزع سلاحه، لن تلاحقه إسرائيل؟ ما الضمان بأنه لن يواجه مصير القوات
اللبنانية بعد انتهاء الحرب الأهلية، حين ضعفت بشدة، وانتهى أمرها، ولاحق الجيش قياداتها؟ ما هي الآلية التي ستُوضع لضمان عدم إعادة حزب الله بناء ترسانته؟ في الوقت الحالي، المطار مغلق أمام الحزب، لذا لا يزال يأمل في إيجاد طرق عبر سوريا. ولذلك، من المرجح أن تتكرر المناوشات التي وقعت الأسبوع الماضي ما لم يكن هناك
اتفاق واضح وشامل بين الدولة
اللبنانية وحزب الله".
وقال: "علاوة على ذلك، طالما أن إيران تريد إثارة الاضطرابات في سوريا، فإنها ستستخدم حزب الله. لذلك، ينبغي على الدولة
اللبنانية التوصل إلى
اتفاق مع الحزب بشأن علاقاته مع إيران. إذا لم ترغب الدولة
اللبنانية في قبول وكيل أجنبي على أراضيها، فعليها أن تطلب من الحزب تحديد علاقته بإيران".
وختم: "باختصار، ما لم تُجرِ الدولة
اللبنانية حوارًا مُعمّقًا مع حزب الله، فمن المُرجّح أن تتكرر الاشتباكات التي شهدناها الأسبوع الماضي، فالعلاقة بين
لبنان وسوريا مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بعلاقة الدولة
اللبنانية بحزب الله".