دخلت عروس البقاع وعاصمة الكثلكة زحلة زمن الإنتخابات البلدية والإختيارية ، وبدأت الطقوس الخاصة بهذه الأجواء الإنتخابية تجتاح صالونات الكنائس في الأفراح والأكراه ، وطاولات المطاعم والمقاهي من أكبرها وأوسعها وصولاً الى مقهى " أبو حمرا" على رصيف بولفار زحلة والتي تصل إليه وتنطلق منه أبرز تحديثات المعركة الإنتخابية البلدية التي بدأت تتظهر معالمها رويداً رويداً لترسي بوضوح على ضفتي البردوني ، ضفة سيادية ذات خصوصية زحلية ، وضفة تقليدية زحلية تقاطعية بين عدة قوى من داخل وخارج
المدينة .
معركة زحلة البلدية تكتسب أهمية محلية وسياسية ومحورية بارزة هذه السنة تهدف الى الدفع بالمدينة مجدداً الى صدارة المشهد البقاعي في السياسة والسياحة ، الصناعة والإقتصاد ، الزراعة والثقافة والتعليم ، بعدما تراجعت
المدينة في العقد الماضي لعدة أسباب وأبرزها عدم التطور والتقدم لمواكبة نمو المحيط الزحلي من قرى أصبحت بلدات وأسواق تجارية وصناعية وسياحية بعدما تراجعت زحلة من دون ذكر الأسباب التي يتحمل مسؤوليتها أصحاب
القرار على مختلف المستويات . اليوم وصل الزحالنة الى الإستحقاق الذي لا يعلو صوت على صوته لمدة شهرين إبتداءً من اليوم ، وسيتم إستحضار شعارات وتعابير وكلمات ومصطلحات لشد العصب الزحلي من قبل اللائحتين المتنافستين الأساسيتين، فعلى سبيل المثال سنسمع كثيراً العبارات التالية : "جمهورية زحلة ، علم زحلة ، الخصوصية الزحلية ، زحلة كاثوليكية ، هيك بدو سيدنا ، العائلات السبع ، من داخل أحياء زحلة ، ومن خارج أحياء زحلة ، من خارج
المدينة ، دم الشهداء ، اليمين السيادي ، حرب زحلة ، ال ١٠٤٥٢ ، وجه زحلة التاريخي ، ع زحلة ما بفوتوا ، وزحلة للزحالنة" .
الأيام الماضية في زحلة شهدت الكثير من المعارك المخفية بالمقالات والمراسلات والإتصالات ، وبالتواتر حتى إستقرت العاصفة على خارطة توزيع القوى السياسية والمستقلة بين فريقين سيتنافسان في السياسة والإنماء للوصول الى المجلس البلدي.
اليمين "السيادي" الزحلي أصبح واضحاً أنه سيشكل لائحة مكتملة بطابع شبابي مطعمة بمخضرمين زحليين ، مدعومة من القوات اللبنانية وحزب الكتائب وعائلات وشخصيات قريبة من هذا الجو ، علما ان تفاصيل اللائحة من الرئيس الى آخر عضو تترك للأيام المقبلة حيث أن الصناع هم الكوادر الكتائبية والقواتية في
المدينة الذين سيتفقون على كل التفاصيل ويبلغون قياداتهم بمضمون إتفاقهم .
على المقلب الآخر تبدو الأمور أكثر وضوحاً بعدما أعلن رئيس بلدية زحلة المهندس أسعد زغيب،الذي كان في الانتخابات السابقة على "لائحة تحالف القوات-الكتائب-التيار"،أنه يرغب بالبقاء لدورة ثالثة معلناً ترشيحه بعدما أخذ ضمانات من تقاطع هذه القوى عليه : التيار الوطني الحر المتراجع كثيراً إنتخابياً في زحلة ويجد بأسعد زغيب ملجأً لأصواته ، النائب ميشال ضاهر إبن الفرزل والذي يفضل دائماً أن يكون رئيس بلدية زحلة قريبا منه فيكون مفتاحه للمدينة في الإنتخابات النيابية المقبلة ، النائب السابق سيزار المعلوف الذي يستفيد من هذه المناسبة للإقتصاص من "القوات اللبنانية" على خلفية إخراجه من تكتل "الجمهورية القوية"، آل فتوش (عائلة الوزير نقولا فتوش) سيكونون الى جانب أسعد زغيب الذي سيحظى ايضا بدعم شيعي طبيعي من حزب الله كونه في مواجهة الكتائب والقوات واليمين الزحلي. هذه اللائحة من الطبيعي أن يلتحق بها مناصرو احزاب الثامن من آذار.
يبقى في مشهد توزيع القوى في زحلة عنصران أساسيان، فالطائفة السنية من المرجح أن تتوزع أصواتها بنسب متفاوتة بين الطرفين بحسب إختيار الأعضاء وبحسب التعاطي السياسي على مستوى القيادات. أما "الكتلة الشعبية" فأكد مصدر زحلي محنك أن رئيستها السيدةميريام سكاف، وبالرغم من خلافها العلني مع "القوات اللبنانية"، إلا أنها لا تسير أبدا بعكس التوجه اليميني الزحلي لما للكتلة الشعبية من تاريخ في الحفاظ على خصوصية زحلة .
وبحسب معطيات غير نهائية ، فان" تيار المستقبل" بدأ العمل على تكوين لائحة واضحة في المنطقة، ستجمعه حتى الساعة مع "الكتلة الوطنية"وقد ينضم اليهما "التيار الوطني الحر،". كما يتحضر المجتمع المدني لتشكيل لائحة ايضاً
الثامن عشر من أيار ستقول زحلة كلمتها لتبقى "دار السلام ومربى الأسودي" .