آخر الأخبار

اشتباكات الحدود.. اهداف غير ميدانية

شارك
تحمل الاشتباكات العسكرية عند الحدود اللبنانية السورية ، بين العشائر والجيش السوري الجديد التابع لنظام أحمد الشرع أبعادًا استراتيجية تتجاوز الحدود الجغرافية المباشرة. فهذه المواجهات لا يمكن فصلها عن الصراع الأكبر في المنطقة ، حيث يسعى النظام الجديد إلى ترسيخ شرعيته عبر تحقيق مكاسب ميدانية على حساب"حزب الله"، القوة التي برزت كمنتصر في الحرب السورية قبل انقلاب المشهد. وبالنظر إلى أن "الحزب" كان عاملًا رئيسيًا في حماية النظام السوري القديم، فإن أي محاولة لضرب نفوذه تعني بالضرورة إعادة ترتيب الأوراق الإقليمية.

يرى النظام الجديد أن الظروف مهيأة لاستغلال هذا الزخم وفرض واقع جديد، خصوصًا أن التحولات السياسية في دمشق تفرض عليه إثبات وجوده كسلطة قادرة على فرض سيطرتها على الأرض. ومن هذا المنطلق، فإن ضرب نفوذ حزب الله، سواء عبر المواجهات المباشرة أو من خلال تقويض امتداداته اللوجستية، يمثل خطوة ضرورية للنظام الناشئ، ليس فقط لضمان بقائه، ولكن أيضًا لكسب دعم القوى الإقليمية والدولية التي لا تزال مترددة في التعاطي معه كحاكم فعلي لسوريا.

إلى جانب البعد العسكري، هناك حسابات تتعلق بالحدود وملف التهريب، إذ يدرك أحمد الشرع أن الإمساك بالمعابر الحدودية سيشكل ورقة قوية في مواجهة الضغوط الأميركية والإسرائيلية، اذ لا يمكن ارضاء واشنطن الا بقطع طريق امداد "الحزب"، فمنع تدفق السلاح الى لبنان قد يكون الثمن الذي يبدي النظام الجديد استعداده لدفعه في سبيل الحصول على بعض الاعتراف الدولي أو حتى تخفيف الضغوط الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها دمشق. وهذا يفسر الحزم الكبير في التعامل مع العشائر، التي لطالما كانت جزءًا من شبكة المصالح الحدودية التي استفادت من حالة الفوضى خلال السنوات الماضية.

لكن على الرغم من هذه المحاولات، لا يبدو أن خصوم حزب الله في الداخل اللبناني سيستفيدون كثيرًا من هذه التطورات. فمع تصاعد الاشتباكات وامتداد تداعياتها إلى لبنان ، قد يجد "الحزب" نفسه في موقع المدافع عن السيادة اللبنانية في مواجهة التدخلات الخارجية، مما يمنحه زخمًا شعبيًا إضافيًا، لا سيما في الأوساط المسيحية التي لطالما تعاملت بحذر مع النفوذ السوري في لبنان . ومع استمرار هذا المشهد، قد يجد "حزب الله" نفسه في موقع أقوى، ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا على المستوى السياسي الداخلي، وهو ما قد يقلب الحسابات التي كانت تهدف في الأصل إلى إضعافه، من هنا قد لا تكون واشنطن راغبة ابدا في مثل هذه المعارك..
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا