آخر الأخبار

مجموعات العمل.. مسار مقنّع للتطبيع

شارك
تؤكد إسرائيل أن التطبيع مع لبنان ليس قريباً، مشددة على تمسكها بخمس نقاط أساسية لا يمكن التنازل عنها، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد، الخميس، أنّ حكومته لن تتنازل عن السيطرة على خمسة مواقع في الأراضي اللبنانيّة، مشدداً على أنّ "سياسة إسرائيل العسكريّة لا تقتصر على سوريا فحسب، بل تمتدّ أيضاً إلى لبنان". يعني ذلك أن إسرائيل تريد البقاء أيضاً في 13 نقطة الأخرى على طول الحدود فضلاً عن تمسكها بالاحتفاظ بنقطةB1 التي احتلتها إسرائيل في العام 1978ونقطة عديسة وبالتالي فإن اسرائيل ستحاول بدعم غربي أن تفرض شروطها في أي تسوية مستقبلية فالتصعيد العسكري ، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية على لبنان، كل ذلك يهدف إلى فرض واقع جديد على المدى الطويل. فنتنياهو يظن أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق حدودي إلا إذا تمت تلبية مطالب كيانه بشأن النقاط التي تعتبر ذي أهمية له. علاوة على ذلك، لا تبدو إسرائيل، بحسب مصادر أميركية مستعدة لوقف عملياتها أو الدخول في تطبيع مع لبنان قبل حسم ملف إيران، فهي تريد توجيه ضربة عسكرية لمفاعلاتها النووية، لكنها تنتظر كيفية تعاطي الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه طهران، علماً أن ترامب خير إيران بين التفاوض على اتفاق جديد أو مواجهة عمل عسكري ضدها.

في هذا السياق، فإن التطورات التي تبعث على القلق إلى تزايد وسط سعي إسرائيل للربط بين الساحتين اللبنانية والسورية، حيث تعمل على ربط جبهة الجنوب اللبناني بالجنوب السوري، بالأردن مع التركيز على منطقة جبل الشيخ التي تعتبر ذات أهمية استراتيجية لإسرائيل، حيث توفر إشرافًا عسكريًا وجغرافيا واسعا، ما يجعلها نقطة حيوية في أي مواجهة مستقبلية. وقد عززت إسرائيل من وجودها العسكري في هذه المنطقة، مستفيدة من موقعها المرتفع لمراقبة التحركات في جنوب سوريا ولبنان.

وبحسب المصادر الأميركية، فإن التصعيد الإسرائيلي يأتي في سياق مواجهة النفوذ التركي، إذ تنظر إسرائيل بقلق إلى سياسة أنقرة في سوريا ، ودعمها لبعض الفصائل. وترى تل أبيب أن أي توسع تركي في المجال الأمني والسياسي قد يشكل تهديدًا لمصالحها ، لاسيما في ظل التنافس الإقليمي بين الجانبين.لذلك، فإن إسرائيل تسعى، بحسب هذه المصادر الأميركية، إلى خلق معادلة جديدة على طول الجبهات الممتدة من جنوب لبنان إلى سوريا والأردن، بما يضمن لها التفوق الاستراتيجي.

أمام ما تحاول اسرائيل القيام به، والمساعي الأميركية لإطلاق المسار الدبلوماسي عبر ثلاث مجموعات عمل على ثلاثة ملفات متوازية عالقة بين لبنان وإسرائيل،فإن مصادر سياسية لبنانية تشير إلى أن الأولوية للبنان الرسمي حل النزاعات الحدودية لا سيما فيما يتعلق بالنقاط المتنازع عليها وتثبيت حدوده المعترف بها دولياً، من منطلق أن أي اتفاق يجب أن يكون تحت إشراف الأمم المتحدة وبعيدا عن محاولات إسرائيل فرض شروطها الأحادية، على غرار مفاوضات الترسيم البحري، مع ضمان احترام اتفاق الهدنة الموقع عام 1949، مع تشديد المصادر على أن لبنان الرسمي يؤكد رفضه القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل وما يهمه حماية سيادته مستندًا إلى المرجعيات الدولية وبعيدا عن أي مقايضة في ما خص أراضيه، لكن الأكيد وسط المشهد في المنطقة وتحديداُ ما يجري في سوريا أن لبنان سيكون أمام تحديات داخلية وخارجية، وأن على الرئيس عون رفض الطرح الأميركي أو ما يسمى بمجموعات العمل لأنها ليست إلا حراكا مقنعا لمسار التطبيع، ولا بد من العودة إلى كلام مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عن تفاؤله حيال إمكانية انضمام السعودية إلى الاتفاق الإبراهيمي، وعن إمكانية انضمام سوريا ولبنان أيضا إلى الاتفاق، للإشارة إلى ما يحضر للبنان في المقبل من الأيام.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا