اتهمت مجلة "إيبوك" الإسرائيلية الأخويْن الأسد الموجوديْن في روسيا بالتحريض على إشعال الوضع الأمني السوري من بعيد، قائلة أنَّ "إيران وحزب الله يحاولان تقويض حكم أحمد الشرع بهذه الأعمال الدموية".
ويقدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون، أن الوضع الأمني في سوريا قد يتدهور أكثر، وربما يؤدي حتى إلى حرب أهلية جديدة، معتبرين أن الشرع "غير قادر على السيطرة على الوضع الأمني وتوحيد البلاد".
ونقلت المجلة عن مصادر قولها إن إسرائيل تحاول تثبيت الحقائق على الأرض من خلال العمليات العسكرية لمنع الميليشيات من الاقتراب من حدودها.
وأضافت أن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، فشل في السيطرة على الوضع الأمني في سوريا، ونزع سلاح الميليشيات المختلفة، وتوحيد الأقليات المختلفة في الجيش الجديد الذي يحاول تأسيسه.
وقبل الأحداث، وفق المجلة الإسرائيلية، اندلع أيضاً صراع دبلوماسي وإعلامي بين تركيا وإيران، بعد تصريحات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، زعم فيها أن إيران تسعى إلى نشر الفوضى في سوريا.
وأشارت المجلة الإسرائيلية لما نشره موقع حقوقي سوري، بشأن أن قائد ما أسموه بالانتفاضة الحالية غياث دلة كان من أبرز الداعمين للمحور الإيراني داخل نظام الأسد.
وسبق للدلة أن قام بالتنسيق الوثيق مع الميليشيات المدعومة من إيران في معارك في أحياء الزبداني والمليحة ودمشق، كما جنّد مقاتلين من هذه الميليشيات، بما في ذلك "حزب الله"، لمهمة في جنوب سوريا في منطقة القنيطرة في عام 2018، بحسب المجلة.
ووفق التقرير، فقد "ردت قوات الجولاني (الشرع) الأمنية، التي تكبدت خسائر فادحة على يد الموالين للأسد، بأعمال انتقامية ومجازر في المدن والقرى العلوية للسيطرة على الوضع، فقتلت المئات من العلويين".
وفي السياق، تقول مصادر أمنية إسرائيلية إن محاولة التمرد التي قام بها الموالون للأسد وضعت حداً على المستوى السياسي لسياسة حكومة الشرع الجديدة التي حاولت تجنب التسلل إلى المناطق العلوية.
ووفق المجلة، فإن وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، غير المراقبة، عملت على تأجيج مشاعر التحريض والتصعيد الطائفي وأعمال الانتقام؛ مما يشير إلى أن منظمي التمرد، ومعظمهم ليسوا حتى في منطقة الساحل السوري، نجحوا في تحقيق هدفهم في إشعال فتيل حرب أهلية.
وأكدت المصادر الإسرائيلية، وفق المجلة، أن ما سمتها "المجازر" التي ارتكبها رجال الشرع ضد أبناء الطائفة العلوية لن تؤدي إلا إلى توسيع دائرة الانتقام، وسيكون من الصعب عليه الآن أن يكتسب ثقة الأقليات الأخرى في سوريا، وفق تقديرها.
المجموعات المسلحة
وذهبت "إيبوك" إلى أن نظام الشرع يواجه الآن تحديات أمنية كبيرة تمنعه من فرض سيطرته على كامل الأراضي السورية، بسبب وجود العديد من المجموعات المسلحة ذات الولاءات المختلفة.
وعددت المجلة الإسرائيلية هذه المجموعات المسلحة وانتماءاتها، ومنهم، العلويون في المنطقة الساحلية.
ويبقى العديد من أنصار الأسد في المنطقة الساحلية، بما في ذلك الجنود السابقون الذين لا يزالون يحملون أسلحتهم، فضلاً عن الموظفين الحكوميين الذين طردتهم الإدارة الجديدة من وظائفهم، والآن يجدون أنفسهم عاطلين عن العمل ومن دون مصدر دخل، بحسب المجلة.
ومن ناحية أخرى، يشكل المقاتلون الأكراد في شمال شرقي سوريا تحدياً آخر للحكومة السورية الجديدة، بسبب إصرارهم على الحفاظ على الحكم الذاتي الذي حققوه خلال سنوات الصراع ورفضهم نزع السلاح كشرط للاندماج في الجيش الجديد، بالإضافة للدروز، الذين يتركز معظمهم في محافظة السويداء في جنوب سوريا، نحو 3% من سكان البلاد.
وتسببت التصريحات المثيرة للجدل الصادرة عن إسرائيل عن حماية الدروز في إثارة الاضطرابات في سوريا مؤخرًا، بعد أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في وقت سابق من هذا الشهر أنه "إذا آذى النظام السوري الدروز، فسوف نؤذيهم".
كذلك، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزام إسرائيل بحماية الطائفة الدرزية في سوريا.
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب اشتباكات طفيفة في مدينة جرمانا، التي تقع في ضواحي دمشق ويسكنها الدروز والمسيحيون.
(إرم نيوز)