ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي.
وبعد الإنجيل المقدس القى الراعي عظة بعنوان: "كان عرس في قانا الجليل" (يو 3: 1)، قال فيها: "يتزامن الصوم الكبير مع بداية شهر رمضان المبارك، وهو زمن الصوم عند الإخوة المسلمين، نتمنّى لهم صومًا مباركًا مرضيًّا من الله. فها لبنان كلّه في حالة صوم وندامة وعودة إلى الله، نرجو لها أن تكون فاتحة خير على الجميع".
وأردف: "لقد سُرّ المجتمع اللبنانيّ بحصول حكومة الرئيس نوّاف سلام الثقة بخمسة وتسعين صوتًا، وهي صورة ثقة اللبنانيّين والدول، بالإضافة إلى ثقتهم بشخص رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون. ها هما أمام واجب تثمير هذه الثقة بالإصلاحات، وإعادة الإعمار، والنهوض الإقتصاديّ، وترميم المؤسّسات العامّة من الداخل، وقيام الدولة ومؤسّساتها، وإجراء المصالحة بين اللبنانيّين على أساس الإنتماء إلى وطن واحد، والمساواة بينهم جميعًا، بحيث يكون "لبنان وطنًا نهائيًّا لجميع أبنائه" كما تنصّ المادّة الأولى (أ) من مقدّمة الدستور، على أن يكون ولاء جميع اللبنانيّين لهذا الوطن الواحد. وبعد ذلك السير نحو إعلان الحياد الإيجابيّ بجميع مفاهيمه".
وتابع: "تجدر الإشارة إلى أنّ الحياد لا يعني الإستقالة من الجامعة العربيّة، ومن منظّمة المؤتمر الإسلاميّ، ومن منظّمة الأمم المتّحدة، بل يعدل دور لبنان ويفعّله في كلّ هذه المؤسّسات وفي سواها، ويجعله شريكاً في إيجاد الحلول عوض أن يبقى ضحيّة الخلافات والصراعات".
وختم الراعي: " فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل أن يكون زمن الصوم الكبير زمنًا مقبولًا، ومجدّدًا ومرمّمًا علاقاتنا مع ذاتنا ومع الله ومع إخوتنا المعوزين. للثالوث القدّوس كلّ مجد وشكر، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".