أقيم حفل تخريج دورة دركيين متمرنين من الذكور والإناث، تابعوا دورة تنشئة مسلكية وعسكرية، صباح اليوم، في معهد قوى الأمن الداخلي/ثكنة الرائد الشهيد وسام عيد – عرمون. حضر حفل التخريج، الذي ضم 769 دركيا، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ممثل عن قائد الجيش اللبناني، المدير العام للدفاع المدني بالتكليف، ممثل عن المدير العام للأمن العام بالإنابة، ممثل عن المدير العام لأمن الدولة، ممثل عن المدير العام للجمارك، القاضية المنفردة في جبل لبنان رولا شمعون، وقادة الوحدات في قوى الأمن الداخلي، وضباط الارتباط في سفارات: الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وإسبانيا، ومصر، وممثلين عن منظمتي الUNDP وDCAF، وعدد كبير من ضباط قوى الأمن. وقبل بداية الاحتفال، تم تكريم الشهداء حيث وضع المدير العام لقوى الأمن وقائد معهد قوى الأمن الداخلي وكالة العميد الإداري بلال الحجار إكليلا من الزهر على النصب التذكاري للشهداء، وتم استعراض القوى. وبعد النشيد الوطني، تمت مراسم تسمية الدورة باسم: "دورة الأمن والأمان"، وتلاوة قسم اليمين أمام القاضية المنفردة في جبل لبنان.
الخوري
وألقى عريف الاحتفال رئيس شعبة العلاقات العامة وكالة المقدم أندريه الخوري كلمة قال فيها: "يسرنا اليوم أن نقف أمامكم، لنشهد تخرج كوكبة جديدة من عناصر قوى الأمن الداخلي، من اختاروا طريق الواجب والتضحية، خدمة للوطن والمجتمع. يأتي تخرج هذه الدورة، في إطار تفعيل دور مؤسسة قوى الأمن الداخلي عبر استيعاب دم جديد، والحاجة إلى استمرارية العمل الأمني، هي دورة أركانها شابات وشبان، تلقوا كل المهارات والمعارف، والتقنيات اللازمة التي تؤهلهم ليكونوا العين الساهرة لحفظ الأمن والنظام، وترسيخ مفاهيم الشرطة المجتمعية في المجتمع، على قاعدة حقوق الإنسان، وعدم التمييز والمساواة بين مكونات عناصره كافة" أضاف: "إن الفعالية الحقيقية لهذه الدورة، لا تقاس فقط بعدد المتخرجين، بل بالأثر الذي سيتركونه على أرض الواقع، في ظل تحديات كثيرة تتراكم نتيجة للأزمات العديدة التي مرت بها البلاد".
ألقى المدير العام لقوى الأمن الداخلي كلمة قال فيها: " لم يعد الأمن مجرد مخفر تلجأ إليه الضحية لتقديم شكواها بوجه الجاني، إنما بات هناك إيمان راسخ لدى الجميع، بأن الأمن هو الركيزة الأساسية لقيام أي دولة، فلا أمان ولا سلام من دون أمن. والأمن، لم يعد يقتصر فقط على الحماية الجسدية والمادية للمواطنين، إنما أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بمعظم شؤوننا الحياتية الحديثة، لا سيما في ظل التكنولوجيا وتطورها السريع، على سبيل المثال لا الحصر، هناك الأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والأمن الغذائي، والأمن السيبراني، والأمن القومي، وغير ذلك من شؤون".
وهنأ الخريجين ب"إتمام دورة التنشئة المسلكية والعسكرية"، وقال: "أهنئكم على إيمانكم العظيم بالدولة ومؤسساتها، فأنتم بإصراركم وإصرار أمثالكم على الانخراط في المؤسسات الأمنية والعسكرية، رغم كل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، ما هو إلا فأل خير يبشر باستعادة الدولة قوتها وهيبتها وقدرتها على حماية مجتمعاتها وحرياتهم، وإنفاذ القانون، وهذا ما يعني أنكم ستكونون على قدر المسؤوليات والتحديات التي تنتظركم مهما كانت، فأنتم أنهيتم جزءا قليلا من التدريبات التي تضعكم على سكة العمل الأمني، ولكن تنتظركم تدريبات ومتابعة دورات تخصصية تواكب عمل كل منكم، فكونوا دائما جاهزين".
أضاف: "إن مهماتكم ليست مجرد وظيفة، إنما هي رسالة ومسؤولية، وقد خرجتم من المجتمع وإلى المجتمع تعودون، ولكن بمهمة مقدسة، ألا وهي توطيد الأمن وحفظ النظام وحماية المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة، وحماية الحريات في إطار القانون، ومكافحة الجريمة على أنواعها، والسهر على الأمن الوقائي للحؤول دون وقوع الجرائم. وكما هو مطلوب منكم التحلي بالانضباط والمناقبية العسكرية والحرفية في العمل، فإنه أيضا مطلوب منكم، خلال ممارسة خدمتكم، القيام ببناء جسور تواصل وزرع الثقة عند المواطنين وشرائح المجتمع كافة، تعزيزا للخطة الإستراتيجية التي وضعتها قوى الأمن الداخلي بعنوان: معا نحو مجتمع أكثر أمانا".
وتابع: "أعود إلى الخريجات الإناث، لأهنئهن على إقدامهن وثقتهن بأنفسهن، فدور المرأة في قوى الأمن الداخلي لا يقل أهمية عن دور الرجل، وقد أثبتت ذلك في السنوات الأخيرة، وبرهنت أنها قادرة على تحمل المسؤوليات الأمنية، وأنها تمتلك قدرات مميزة، في التعامل مع المجتمع، ودورها بات أساسيا في الشرطة المجتمعية، بخاصة في القضايا المتعلقة بالنساء والأطفال، فكن على قدر التحديات. وثانيا أتوجه إلى معهد قوى الأمن، ولكل من أسهم بتدريب هذه الدورة، بالتهنئة على ما قاموا به مبرهنين مجددا عن حس وطني واندفاع في العمل وتفان في العطاء، ناكرين ذاتهم في سبيل بقاء مؤسسة قوى الأمن الداخلي ووحداتها وقطعاتها في تطور دائم يواكب أفضل المؤسسات الأمنية في العالم. لا بد هنا من تقديم الشكر إلى كل الضباط الذين تولوا قياده المعهد، ومنهم من انتقل إلى قيادة المديرية العامة. وأخص بالذكر من خدمت إلى جانبه مباشرة اللواء ابراهيم بصبوص الحاضر بيننا والذي بدأ به اثناء توليه المديرية العامة، المحاسبية الجدية، واستمرت ايضا إلى معالي وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار الذي أصر على الانتقال إلى هذا الصرح الكبير ووضع كل أسسه الحديثة وأجرى به كل انواع التدريبات من تطويع إلى تدريب إلى تخصيص وعمل ليل نهار حتى نال معهدنا شهادة الجودة العالمية(ISO) ".
وأردف: "نحن نعلم ان وزير الداخلية في هذا العهد، سیقوم بدعم مؤسسته الأم ومعالجة كل متطلباتها ونقلها إلى رؤيته الثاقبة، إن التحديات التي نواجهها كثيرة، ولا يبددها سوى مثابرتنا على تطوير عملنا الأمني، بما يواكب التطور التكنولوجي العالمي في مختلف الأمور، على رأسها الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والمعلومات، وزيادة فعاليات التدريب والأداء على المستويات كافة، وهذا ما تنتهجه مؤسستنا، فضلا عن قيامنا بإشادة أبنية وإعادة تأهيل أخرى، بما يليق بالمواطنين والعناصر، وإنشاء مراكز تحكم وتحليل تسهم في تلبية نداءات المواطنين بشكل فعال وسريع يحفظ لهم حقوقهم، كما أننا نعمل على إنشاء هيكلية رقمية لقوى الأمن الداخلي لاعتمادها في تنفيذ المهام الإدارية والعملانية الملقاة على عاتق المؤسسة".
وتوجه إلى الخريجين والخريجات بالقول: "يا حماة الأمن، كونوا على قدر آمال الوطن والمواطنين واعملوا بتفان واخلاص لخدمتهم فلا تستعملوا السلطة التي اعطيتم إلا وفقا للقسم الذي أقسمتموه في سبيل توطيد النظام وتنفيذ القانون. وإني أتوجه بالشكر للذين شاركونا احتفالنا هذا، على أمل أن تعم احتفالات التخرج مجددا كل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الأمنية والعسكرية".
(الوكالة الوطنية)