دان الحزب السوري القومي الاجتماعي تصريحات نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس التي ادلت بها بعد زيارة رئيس الجمهورية قصر بعبدا وقال الحزب في بيان أصدره عميد الإعلام معن حمية: "انّ إنهاء حالة الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية وانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للبلاد، وتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة العهد الأولى، هي خطوات على طريق خروج لبنان من أزماته وانتظام مؤسساته الدستورية، وهذا مسار حظي بدعم وتأييد على المستويين العربي والدولي".
اضاف: "غير أنّ تصريحات نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، في أوّل زيارة لها إلى بيروت، جاءت لتنسف الدعم العربي والدولي، وتزرع فتنة داخلية عبر التدخل في شؤون داخلية، ولتؤكد الانحياز الفاضح للعدو الصهيوني وتغطية احتلاله وعدوانه، باستخدام مصطلحات تناقض اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701".
واعتبر ان "ما صدر عن أورتاغوس لا يمكن تصنيفه إلا في خانة التدخل السافر في الشأن الداخلي اللبناني، ومسّاً بالسيادة اللبنانية، وسط صمت مطبق يصل حدّ التواطؤ على خرق السيادة من قبل أدعياء الدفاع عنها".
وإذ اكد الحزب ان "تشكيل الحكومة اللبنانية هو شأن داخلي يعني المؤسسات الدستورية في لبنان ووفق القواعد التي ترعى هذا الاستحقاق"، شدد على ان "المقاومة هي حق طبيعي كفلته كل الشرائع والقوانين المحلية والدولية، وهي ردّ فعل على جريمة العدو باجتياح أرضنا واحتلال أجزاء منها. وهذا خيار ثابت راسخ حتى التحرير وزوال الاحتلال".
وإذ شجب الحزب، تصريحات المسؤولة الأميركية، حمل "الإدارة الأميركية مسؤولية توضيح ما صدر عنها، خصوصاً حول المصطلحات الخطيرة حيال اتفاق وقف النار الذي تترأس لجنته الولايات المتحدة، وحول رفض مشاركة مكون لبناني في الحكومة".
وختم: "ان ما عبّرت عنه المسؤولة الأميركية، صلافة غير مسبوقة، خصوصاً أنها شكرت العدو الصهيوني على حربه التدميرية وإجرامها بحق لبنان واللبنانيين".
"البعث" يدين
إلى ذلك، صدر بيان عن القيادة المركزية لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" في لبنان، "تعقيبا على التصريحات المرفوضة التي أطلقتها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط"، اعتبرت فيه أن "هذا الكلام يمثل تدخلًا سافرًا في الشأن اللبناني الداخلي، وخرقًا واضحًا للأعراف الدبلوماسية، ما يستوجب موقفًا رسميًا حازمًا من وزارة الخارجية اللبنانية عبر استدعاء السفيرة الأميركية في بيروت فورًا وإبلاغها احتجاج لبنان الرسمي على هذه التصريحات التي لا نقبل بها بأي شكل من الأشكال".
ورأت ان "هذا التصريح يعكس وهْمًا أميركيًا متجدّدًا بأن لبنان قد أصبح تحت الوصاية الأميركية، لكن الواقع سيثبت عكس ذلك تمامًا. فلبنان كان وسيبقى بلدًا حرًا، سيدًا ومستقلًا، لا يخضع للإملاءات الخارجية، وقراره السياسي يصنعه شعبه وقواه الوطنية وليس أي سفارة أو مسؤول أجنبي".
وأضافت: "نذكّر الإدارة الأميركية بأن حزب الله مكوّن وطني لبناني أصيل، يتمتع بأوسع تأييد شعبي في البلاد، ولا يحق لأي جهة خارجية أو داخلية أن تفرض "فيتو" على دوره الوطني".
وأردفت: "ان كل محاولات النيل من المقاومة باءت بالفشل، وأن الرهان على هزيمتها ليس سوى سراب سياسي سيتحطم أمام صلابة الواقع اللبناني. ولعل واشنطن، قبل أن تطلق أوهامها، عليها أن تتذكر جيدًا ما حل بمشاريعها في العراق وأفغانستان، وكيف خرجت جيوشها مذلولة بعد فشلها في فرض سيطرتها على شعوب أبت أن ترضخ للهيمنة".
وختم البيان: "إننا في حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، إذ ندين هذه التصريحات الاستعلائية، نؤكد مجددًا أن لبنان ليس ساحة مستباحة، وأن مقاومته وشعبه سيبقان عصيين على كل مشاريع الهيمنة والوصاية، والأيام بيننا".