في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تلعبُ اسرائيل جنوباً على خطوط النار وتمهِّدُ انفجاراتُها ونسفُها القرى لتمديدٍ ثالث بعد الثامنَ عشَرَ من شُباط فبراير/ فيما لا يَتركُ الجيشُ اللبناني نِقاطَ فراغٍ عسكرية إلَّا ويعبِّئُها بالجنودِ والضباطِ والأسلحةِ المناسبة/ وتَأَهبتِ الملَّالاتُ العسكريةُ اللبنانية في مقابلِ الآلياتِ الإسرائيلية عند قرىً حدودية/ والتأهبُ الحكومي على جهوزيتِه داخلياً لإعلانِ "النَّسَقِ" الثاني من التشكيلةِ الوَزاريةِ معتمِداً على نزعِها من الألغامِ السياسيةِ والأجسامِ الحزبيةِ المشبوهة/
واذ يَستمعُ الرئيسُ المكلف نواف سلام الى سياسيين ووفود، إلّا أنه يكررُ أمامَهم انه سيشكلُ حكومةً أكاديميةً من ذوي الخِبْرات، أما الطابِعُ السياسيُّ فيها فسَيتولَّاهُ هو شخصياً/ ويردِّدُ سلام لزائريه: لن أَعتمدَ على الأسماءِ التي تُرسلُ إليَّ، "أنا بنقّي" وخِياراتي هي شخصياتٌ لا رَوابطَ حزبيةً سياسيةً لها/ وتقول مصادرُ الجديد إن الرئيسَ المكلف اختارَ بالفعل بعضَ ارفعِ الاسماءِ المرتبطة حَصراً بالجامعة الاميركية في بيروت ومستشفى الجامعة من اصحابِ الكفاءاتِ والتميُّز العلمي/ ومع ذلك فإنَّ عُقداً كثيرة لا تزال تعترضُ صدورَ التشكيلة/ سَواءً في حقيبة المال التي يريدُها سلام مستقِلَّةً او في مطالبَ لنوابٍ سُنّة وفي محاذيرِ الثنائي المسيحي من قوات وتيار/ ولفت بيانٌ للتيار الوطني الحر يَنصَحُ فيه كلَّ الجهاتِ المنخرطة في عملية تأليفِ الحكومة باعتماد الواقعيةِ اللازمة من دون التنازلِ عن أيٍّ من المبادئِ الحاكمة في الدستور والصلاحياتِ المنوطة برئيسِ الجمهوريةِ والحكومةِ والوزراء، وعدمِ الإنجرارِ الى مغامراتٍ قد تودي بالبلاد الى الهلاكِ او تُسَبِّبُ للعهد إنتكاسةً غيرَ مرغوبةٍ أبداً/ وعلى جبهة الثنائي الشيعي قالت مصادرُ الجديد إنَّ الرئيسَ المكلف اجتمع بالخليلين مساء الاربعاء/ وفيما قالت مصادرُ الثنائي إنَّ "الحاجَّيْن" لم يَسمعا من سلام ايَّ فيتو على اسم ياسين جابر/ فإنَّ مصادرَ مواكِبةً للتأليف وبعضَ زوارِ الرئيس المكلف اكدوا ان سلام سيحاولُ استبدالَ اسم جابر بشخصيةٍ اكثرَ استقلالاً/ واذا ما تمكَّنَ الرئيسُ المكلف أنْ يحققَ الاستقلاليةَ في التأليف وعلى كلِّ الاحزابِ والتيارات من دون استشناء، فإنه سيكونُ قد وضعَ مبادئَ ثورةِ تِشرين قيدَ التنفيذ بعد ستِّ سنواتٍ على هُبوبِ شَرارتِها/ تلك الثورة التي اجهضَها النظام واستَخدم الاجهزةَ الامنية كافةً لشيطنتِها وسَعى الى زَجِّ الجيشِ في شوارعها، تعودُ اليومَ ممثَّلةً برئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيسِ المكلف نواف سلام/ في حينِه لم تتركِ السلطةُ واحزابُها وسيلةً لتُعدِمَ حَراكَ الناس إلَّا وفَعلته.. من اتهامِها الجيش بالخيانة الى محاولة ترويض وسائلِ الاعلام وبينها قناةُ الجديد، والطلبُ اليها اخمادَ صوتِ الثورة وقطْعَ صورتِها/ كان الخِيارُ آنذاك اننا سنكونُ حيثما يكونُ الشارع.. وانتهى الامرُ برفضِ الطلب والاستمرارِ في دعمِ صوتِ الناس/ واليوم يواجِهُ الرئيس نواف سلام الحربَ نفسَها من قُوى الامرِ الواقع والاحزاب، والتي تُشيطِنُ التأليف وتَضرِبُ عَصَبَهُ بالحبوبِ السياسيةِ المهلوِسة.. وبعضُها يهدّدُ باللاثقة وبحجْبِ الدعم عن حكومةٍ مستقلة/ لكنَ حكومةً خالية من الخرابِ الحزبي.. ستَمنحُها الناس الثقة، وستُعطيها اصواتَ الشارع/ ومَن يَستخدم اليوم سلاحَ كتلتِه النيابية في وجهِ التغيير.. فليُعِرْنا صمتَه ويَذهب الى صفوفِ المعارضة كبقيةِ الدول التي تحترمُ شعوبَها ومؤسساتِها.