أعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن "الحزب" التزم تمامًا باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، في حين نفذت إسرائيل 1350 خرقًا للاتفاق عبر البر والبحر والجو.
وأوضح قاسم في تصريحات له، أن المقاومة وافقت على الاتفاق لأن الدولة اللبنانية قررت التصدي لحماية الحدود وإخراج العدو الإسرائيلي من الجنوب، معتبرًا ذلك فرصة لاختبار قدرات الدولة في هذا المجال. كما أكد أن الحزب وافق على وقف إطلاق النار لأن المعتدي هو من طلبه بشروط، وأن الهدف الأصلي من البداية كان تجنب الحرب.
وفي حديثه عن التحديات التي واجهتها المقاومة، أشار قاسم إلى أن المقاومة قد استعادت قوتها وعافيتها، رغم الفترة الصعبة التي مرّت بها بين 27 أيلول و7 تشرين الأول 2024، وهي فترة وصفها بأنها من أصعب الأيام. وأضاف أن المقاومة استطاعت ملء الشواغر التي نشأت نتيجة فقدان بعض القيادات، وأنها استرجعت حضورها في الميدان بفضل الثبات والإعداد العسكري الجيد.
كما تحدث قاسم عن التحديات التي واجهتها المقاومة بسبب الانكشاف المعلوماتي، بما في ذلك سيطرة العدو على الاتصالات والذكاء الاصطناعي وسلاح الجو الذي غطى لبنان بالكامل. وأكد أن هذه العوامل كانت من الأسباب التي أثرت على فعالية ضربات المقاومة، مشيرًا إلى أن جمهور المقاومة لم يتوقع الخسائر الكبيرة في القيادات رغم الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها "حزب الله".
وقال قاسم إن انتصارات المقاومة السابقة على إسرائيل وداعش أعطت انطباعًا بأن "حزب الله" دائمًا منتصر عسكريًا، مضيفًا أن قدرة الردع التي حققها الحزب على مدى 18 عامًا جعلت البعض يظن أن الردع سيظل قويًا وقابلًا للاستمرار. وأضاف أن كثيرين اعتقدوا أن "حزب الله" سيهزم إسرائيل عسكريًا بالضربة القاضية إذا اندلعت معركة، بسبب الإمكانيات التي راكمها الحزب من صواريخ وطائرات مسيّرة.
وتحدث قاسم أيضًا عن دور الشعب اللبناني في هذه الحرب، مؤكدًا وفاء جميع طوائفه ومناطقه للمقاومة. كما أثنى على الجيش والهيئات الصحية والإعلامية التي قدمت الدعم والتضحيات في هذه الظروف الصعبة، مشيرًا إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية بين الطوائف في لبنان، ولم تتمكن من إنهاء المقاومة أو تدميرها، موضحًا أن "المقاومة في لبنان كبّدت إسرائيل خسائر كبيرة".
كذلك، أكد قاسم أن الشهيد السيد حسن نصرالله دخل قلوب الناس في لبنان من دون أي حواجز، وقال: "جمهور المقاومة صلب ومصمم، وأنا واثق به لأنه جمهور التربية الحسينية التي تعطي وتضحي".
وفيما يتعلق باستشهاد الشيخ محمد حمادي، مسؤول قطاع البقاع الغربي في حزب الله، قال قاسم إن الحزب يعكف على التحقيق في ظروف اغتياله، وأوضح أن "أيادٍ إسرائيلية قد تكون هي التي اغتالت حمادي"، مؤكدًا أن التحقيق ما يزال مستمرًا للوقوف على تفاصيل الحادث. وأشار إلى أن حمادي كان من الشخصيات البارزة في الحزب وكان يعمل على رعاية المواطنين في منطقته، وله شبكة واسعة من العلاقات مع مختلف الطوائف في لبنان.