كتبت صحيفة "الأنباء":
كسر العدو الإسرائيلي، كعادته، التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، معلناً رفضه الانسحاب الكامل من جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الستين يوماً، يوم غد الأحد.
وأمام هذا التعنّت الإسرائيلي، يعود هاجس التوتر إلى المنطقة الحدودية والخوف من جولة عدوانية جديدة، وإن كانت الأجواء العربية والدولية تجمع على أن لبنان دخل فعلاً في مرحلة جديدة، وأن لا عودة إلى الوراء.
وكان لافتاً ما أعلنه البيت الأبيض، مساء الجمعة، كاشفاً أن "تمديد وقف إطلاق النار في لبنان مطلوب على وجه السرعة"، مقللاً من الموقف الإسرائيلي الرافض للانسحاب الكامل، بالقول: "يسرّنا أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالانسحاب من مناطق جنوبي لبنان".
وفيما يُعتبر البقاء الاسرائيلي، منذ صباح الاثنين، احتلالاً لأراضٍ لبنانية، أشارت مصادر أمنية عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طلب من الجانب الأميركي التدخل لضمان تطبيق القرار 1701 بشكل كامل لضمان انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان.
المصادر لفتت إلى أن الجيش الاسرائيلي سينسحب في 27 الجاري من القطاعين الغربي والأوسط، لكنه سيبقى متمركزاً في خمسة مواقع في القطاع الشرقي.
وفي تحذير خطير تناقلته موقاع التواصل امس، تحدثت المصادر عن تجمعات محتملة لأهالي القرى الحدودية أمام مداخل قراهم، وأنهم سيدخلونها بالقوة اذا منعتهم إسرائيل من ذلك، وهم بانتظار بيانات قيادة الجيش لتحديد الخطوات التي يمكن تنفيذها في حال فشل الإنسحاب.
ولكن يبدو أن الموقف الإسرائيلي يحمل أبعاداً أخطر ورسائل سياسية إلى الداخل اللبناني. حيث أشار مرجع رفيع جداً عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى أن العقبة الأساس أمام مهمة تشكيل الحكومة الجديدة هي سلوك إسرائيل وعدم انسحابها الأحد من الجنوب، لأنها ستعرقل جهود نواف سلام، وذلك انتقاماً منه بعد إدانته لإسرائيل عندما كان على رأس محكمة العدل الدولية.
المرجع حذّر من خطورة عدم تشكيل الحكومة، لجهة عرقلة انطلاقة العهد الجديد، ويمعن في تعطيل عمل الوزارات التي انحصر دورها حالياً في تسيير الاعمال العادية ليس إلا، كما أن تأخير التأليف سيعيق خطوات الرئيس جوزاف عون المرتقبة، ومنها سفره الى المملكة العربية السعودية وتوقيع 22 اتفاقية في مختلف المجالات، والتي تتطلب ان ترافقه حكومة كاملة المواصفات ووزراء لتوقيع الاتفاقيات مع نظرائهم السعوديين.
كما يتوقف المرجع عند تصريحات الوزراء العرب والمسؤولين الغربيين الذي زاروا بيروت في اليومين الماضيين، وقد أجمعوا على كلمة سرّ وحيدة لمساعدة لبنان، وهي البدء بالاصلاحات. وبالتالي لا بد من تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، واليوم قبل الغد.
بالتزامن، توقع النائب السابق شامل روكز في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية تأخير انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان الى يوم الاثنين في 27 الجاري، ولن يمدّد احتلاله للقرى الجنوبية شهراً كما تشيع بعض الجهات الإعلامية، وذلك بضمانة الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية، وهو ما أكد عليه الرئيس دونالد ترامب مراراً في حملات الانتخابية، أمام وفود من الجالية اللبنانية في أكثر من ولاية أميركية.
وقدّر روكز أن واشنطن لن تسمح بعودة الفوضى الى الجنوب، داعياً الى تشكيل الحكومة بأقرب وقت لمتابعة هذا الملف، مشدداً على ضمانة أميركا وفرنسا بعدم السماح لاسرائيل بالبقاء في جنوب لبنان. وهو ما أكد عليه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة الى لبنان.
وفي الشأن الحكومي، استغرب روكز ما يحصل من غنج ودلع، داعياً الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام الى تشكيل حكومة تكون شبيهة بتطلعاتهما ووضع النواب أمام مسؤولياتهم. وقال: "إذا كان عدم الاستعجال في تشكيل الحكومة مرده الى الخوف من التسرّع فإن الانتظار أكثر يزيد من العقد والعراقيل".