كتب جورج شاهين في" الجمهورية": لم تكن زيارة الوفد الأميركي الذي رئسه قائد المنطقة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا لبيروت ابنة ساعتها . وبعد أن قدّم الوفد التهاني للعماد جوزاف عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، عبّر رئيس الوفد الأميركي عن ارتياحه إلى ما انتهى إليه الاستحقاق الدستوري. معتبراً انّ ما حصل يشكّل إشارة إلى انّ لبنان استعاد عافيته لمجرد أن اكتملت مؤسساته الدستورية، وهو يستعد
لخوض مرحلة جديدة ستؤدي حتماً إلى وقف الحرب في الجنوب وانطلاق مسيرة إعادة البناء والتعافي على كل المستويات، ذلك انّ لبنان يحتاج إلى ما يتطلّبه قيام الدولة القادرة والفاعلة لاستعادة السيطرة على كل أراضيها وحفظ سيادتها، مؤكّداً أنّ بلاده ما زالت على قرارها لتفعيل كل أشكال التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي. وهو ما دفع بعون إلى توجيه الشكر لكوريلا على زيارته، منوّها بالتعاون القائم بين الجيشين اللبناني والأميركي وضرورة تطويره وفق البرامج الموضوعة سابقاً.
كان ذلك قبل أن يتوسع اللقاء لاحقاً بانضمام كل من قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وقائد الجيش بالإنابة رئيس الأركان اللواء الركن حسان عودة مع وفد من ضباط الجيش، فتحوّل اللقاء إلى اجتماع موسع لأركان فريق الإشراف والمراقبة باستثناء من يمثل الجانب الإسرائيلي الذي يستحيل أن يشارك في مثل هذا اللقاء. فانتقل البحث إلى الوضع الميداني في الجنوب.
وجدّد رئيس الوفد الأميركي انّ كل الأطراف ملتزمة بالاتفاق، وأنّ المهلة التي تنتهي في 27 من الشهر الجاري كافية لتنفيذ ما تقرّر، وأنّها قائمة وما زالت سارية المفعول، وانّ الإدارة الأميركية لن تتهاون بهذا الموعد وستنفّذ كل الضمانات التي قدّمتها من اجل ذلك، فالأمن والاستقرار في لبنان خط أحمر طالما أنّه يقع من ضمن ولاية المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي عسكرياً وجغرافياً.
وفي المناقشات العميقة التي شارك فيها المعنيون بما نُفّذ من إجراءات في القطاع الغربي تمّ تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتنفيذ المهمّة التي أوكلت اليه بكل مقتضياتها، وإن تعثرت بعض المراحل السابقة فهي تعود لأكثر من سبب، اولها واكثرها تاثيراً التأخير الحاصل في الانسحاب الإسرائيلي من القرى الجنوبية المحتلة على وقع آلاف الخروقات اليومية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تفجيراً وتفخيخاً للمساكن والمؤسسات في الجنوب، وهو ما شارك في شرحه قائد «اليونيفيل » الذي عرض سريعاً لما نالته مراكز «اليونيفيل » ومقرّ قيادتها من هذه الاعتداءات الى جانب مراكز الجيش اللبناني، معتبراً أنّها جميعها كانت ممارسات تشكّل خرقاً فاضحاً للقرار 1701 ولمجمل الترتيبات التي أقرّت في التفاهمات السابقة التي رافقت تشكيل لجنة الإشراف والمراقبة. على هذه الأسس، شكّلت زيارة الوفد الاميركي وما رافقها في توقيتها وشكلها ومضمونها، تأكيداً اميركياً انّ السهر قائم على تنفيذ الإتفاق على مساحة لبنان جنوبي الليطاني وشماله
وشرقه وعلى المعابر البرية والبحرية والجوية، وأنّ أي رسالة اياً كان مصدرها من إسرائيل او من اي جهة اخرى لن تقدّم ولن تؤخّر، وانّ ما رُسم للمنطقة الجنوبية قائم وسيُنّفذ.. ونقطة عالسطر.