آخر الأخبار

هل ينتخب الثنائي فرنجيّة أم عون أو البيسري؟

شارك الخبر
أصبح من الواضح أنّ إسم قائد الجيش العماد جوزاف عون بات الأكثر تقدّماً في الإنتخابات الرئاسيّة، بعدما لَقِيَ دعماً من اللجنة الخماسيّة المُكلّفة بالملف الرئاسيّ، باستثناء قطر التي لا تُمانع وصوله، وإنّما تُؤيّد اللواء الياس البيسري.

ويُربط انتخاب قائد الجيش بملفات مهمّة عديدة، أبرزها إعادة إعمار ما تدمّر في الحرب الأخيرة التي شنّتها إسرائيل على لبنان، إضافة إلى تطبيق القرارات الدوليّة مثل الـ1701 وتعزيز قدرات ودعم الجيش كيّ يستطيع الإنتشار في الجنوب وحماية الأراضي اللبنانيّة.

وإذا تمّ انتخاب العماد عون أو اللواء البيسري سريعاً في جلسة الخميس، وكان موعد 9 كانون الثاني حاسماً لإنهاء الفراغ الرئاسيّ، سيُشكّل هذا الأمر التزاماً لبنانيّاً أمام الخارج، وخصوصاً أمام الدول العربيّة وتلك الغربيّة المعنيّة بالملف اللبنانيّ، التي تعهدت بمُساعدة لبنان وإعادة الإعمار وتقديم القروض لتحسين البنى التحتيّة. فلطالما نُقِلَ عن المسؤولين العرب والغربيين أنّ على المسؤولين اللبنانيين مُساعدة بلدهم وشعبهم قبل مُساعدتهم في النهوض الإقتصاديّ، وهذا كلّه يبدأ بانتخاب رئيسٍ وتشكيل حكومة جديدة تعمل على إجراء الإصلاحات المطلوبة.

وكما يقول الرئيس السابق للحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" وليد جنبلاط، الذي عمدت كتلة نجله تيمور على ترشيح قائد الجيش، فإنّ انتخاب جوزاف عون يُعتبر فرصة حقيقيّة للبنان، لأنّ الدول ستُقدّم رزمة من المُساعدات للبلاد، وستُساهم بشكل مُباشر في إعادة إعمار ما تدمّر في الحرب.

في المقابل، تعهدت قطر أيضاً بالمُساعدة بإعمار الضاحية الجنوبيّة والجنوب والبقاع، إذا انتُخِبَ المرشّح الذي تدعمه الياس البيسري، ما يعني أنّ "حزب الله" وحركة "أمل" أمام اختبار للإختيار بين إمّا الإقتراع لعون وإمّا لمُدير عام الأمن العامّ بالإنابة، لأنّ إيران وحدها لا تستطيع تقديم الأموال لـ"الثنائيّ الشيعيّ" لتشييد مبانٍ جديدة، وخصوصاً بعد سقوط بشار الأسد، وسيطرة "هيئة تحرير الشام" على سوريا، وقطع شريان تسليح وتمويل "الحزب" عبر دمشق.

وبات ملف الإعمار أولويّة بالنسبة لرئيس مجلس النواب نبيه برّي و"حزب الله"، لأنّ البيئة الشيعيّة نزحت، فيما الذين عادوا إلى منازلهم وجدوها إمّا مُدمّرة وإمّا بحاجة لترميمها، في الوقت الذي يُواجه فيه "الحزب" مُشكلة ماليّة، وهو غير قادر على تسديد كامل تكاليف إعادة البناء.

وقد يجد مراقبون أنّ "الثنائيّ الشيعيّ" مُلزمٌ بانتخاب عون أو البيسري بعدما أصبحت حظوظ فرنجيّة معدومة وتراجعت كثيراً، لكن "حزب الله" و"أمل" يتحججان بتعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش، وإذا ما كان من السهل إيصال مُدير عام الأمن العام بالإنابة من دون تعديلات دستوريّة.

وبالنظر إلى الإسمين المطروحين، يتّضح أنّ قائد الجيش يتمتع بفرصة أكبر من البيسري، لأنّ أغلبيّة الدول الخمس تدعم وصوله إلى بعبدا، كذلك، هناك أفرقاء كثيرون في الداخل مستعدّون لانتخابه، خلافاً للبيسري الذي يلقى تأييداً فقط من رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل، الذي يُريد أنّ يكون دوره فاعلاً في المرحلة المُقبلة، وأنّ لا يُستثنى فريقه من التسويّة المنتظرة.

غير أنّ هناك علامات إستفهام كثيرة لا تزال تُطرح في الكواليس السياسيّة، فهل لا يزال "حزب الله" و"أمل" يُرشّحان سليمان فرنجيّة، وخصوصاً وأنّ الأخير لم يسحب ترشيحه، أمّ أنّهما اقتنعا أنّ هناك الكثير من المتغيّرات في المنطقة، وبات من الضروريّ مُواكبة سقوط الأسد ونتائج الحرب الإسرائيليّة الأخيرة، عبر انتخاب قائد الجيش أو البيسري والإنخراط في العمل السياسيّ وتقويّة دور القوى المسلّحة اللبنانيّة لإعادة إعمار ما تدمّر؟
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا