آخر الأخبار

تمايز في الموقف.. هل ينقسم الثنائي حول قائد الجيش؟!

شارك الخبر
فاجأ "حزب الله" الكثيرين، حين أعلن على لسان مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق فيه وفيق صفا أنّ "الفيتو الوحيد" الذي يضعه الحزب في الاستحقاق الرئاسي، هو على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ليس فقط بسبب الضجّة التي أثارها التصريح، الذي أعاد الانقسام السياسي إلى الذروة، ولكن لأنّه عنى ضمنًا أنّ "لا فيتو" من جانب الحزب على قائد الجيش العماد جوزيف عون، خلافًا للانطباع السائد منذ أشهر طويلة.

أكثر من ذلك، ثمّة من فسّر كلام صفا على أنّه بمثابة "ضوء أخضر" من جانب "حزب الله" لتعبيد طريق الرئاسة أمام عون، باعتبار أنّ الحزب لا يعترض على انتخابه رئيسًا، حتى لو لم يكن مشاركًا في عملية انتخابه ضمنًا، طالما أنّ مرشّحه المُعلَن للرئاسة، أي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، لا يزال في قلب السباق، ولو أنّ القاصي والداني يدرك أنّ ترشيح فرنجية بات "شكليًا" إلى حدّ بعيد، بعد "شبه الانسحاب" الذي أعلنه الشهر الماضي.

لكن، في مقابل موقف "حزب الله" المنفتح ضمنًا على قائد الجيش، يُلاحَظ أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يكاد يكون "رأس الحربة" في مواجهة هذا الترشيح، وهو الذي يؤكد لكلّ المعنيّين أنّ انتخابه يحتاج إلى تعديل دستوري "متعذّر" في الوقت الحاضر، ويستند في ذلك إلى غياب التفاهم الداخلي عليه، خصوصًا في ضوء موقف رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، فهل يمكن القول إنّ "الثنائي الشيعي" انقسم حول قائد الجيش؟!



بين بري و"حزب الله"



إذا صحّ ما يُحكى عن "تمايز" بين "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، بعد فشلهما في إيصال المرشح المحسوب عليهما، أي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، فإنّ الثابت أنّ هذا "التمايز" ليس الأول من نوعه في تاريخ العلاقة المشتركة، إذ سبق أن حصل في الانتخابات الرئاسية الماضية، من دون أن يؤثر عمليًا على التحالف المتين القائم بينهما.


ويذكّر العارفون في هذا السياق، بأنّ "حزب الله" تبنّى ترشيح الرئيس السابق ميشال عون منذ اليوم الأول للمعركة، في حين أنّ رئيس مجلس النواب كان يعترض بالمطلق على انتخابه رئيسًا، حتى إنّه حين تفاهم الجميع تقريبًا على انتخاب عون رئاسيًا، بعد انضمام تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" إلى "حزب الله" في دعم عون، بقي بري خارج ما عُرِفت بـ"التسوية الرئاسية"، انطلاقًا من موقفه "المبدئي" من الاستحقاق.

وقد يكون اسم سليمان فرنجية "كلمة السرّ" التي جعلت بري يومها يقف على طرفي نقيض من التسوية الرئاسية، في موقف يكرّره اليوم، طالما أنّ فرنجية لا يزال مرشحًا للرئاسة، وقد سبق لبري أن وصفه بـ"عماد المرشحين"، حتى بعد تغيّر الظروف، علمًا أنّ أوساط بري تؤكد أنّ دعمه لفرنجية لا يعني وقوفه عقبة في طريق أيّ تسوية يمكن أن يتمّ التوصّل إليها، وهو المصرّ على أنّ جلسة الخميس يجب أن تفضي لانتخاب رئيس.



تنسيق "كامل"


لا يعني ما تقدّم أنّ التاريخ يعيد نفسه من جديد في الاستحقاق الرئاسي، وأنّ "حزب الله" ورئيس مجلس النواب سيقفان على طرفي نقيض، علمًا أنّ حديث "حزب الله" عن عدم وضع "فيتو" على ترشيح قائد الجيش لا يعني بأيّ حال من الأحوال دعم الأخير، أو تعبيد الطريق أمامه، علمًا أنّ عقبات عدّة لا تزال تعترضه، من بينها التعديل الدستوري، ولكن أيضًا مواقف العديد من القوى السياسية الداخلية، وعلى رأسها "التيار الوطني الحر".

أكثر من ذلك، يؤكد المعنيّون أنّ العلاقة بين "حزب الله" ورئيس مجلس النواب في أحسن أحوالها، خلافًا لكلّ ما يحاول البعض الترويج له، وهم يشيرون إلى أنّ التنسيق بينهم قائم، وهو على أكمل وجه، علمًا أنّ الزيارة التي أجراها رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد قبل أيام إلى عين التينة، وهي الأولى من نوعها منذ الحرب، وقبل أن تكتمل مهلة الستين يومًا، تحمل بين طيّاتها الكثير من الدلالات، والرسائل في هذا الاتجاه تحديدًا.

وفي السياق، ثمّة من يؤكد أنّ موقف رئيس مجلس النواب لا يختلف في الصميم عن موقف "حزب الله"، فهو لا يرفض ترشيح قائد الجيش بالمطلق، ولا مشكلة "شخصية" له معه، كما هي حال رئيس "التيار الوطني الحر" مثلاً، وهو الذي يلتقيه باستمرار وينسّق معه في الكثير من الأمور، ولكنّه يعتقد أنّ المطلوب في هذه المرحلة الوصول إلى مرشح جامع بين كلّ الأطراف من دون استثناء، ويطمئن الجميع إلى حدّ بعيد، وهو ما قد لا يلبّيه عون حاليًا.

يقول العارفون إنّ كلّ الأمور والاحتمالات تبقى واردة من الآن وحتى موعد جلسة الانتخاب يوم الخميس، فقنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبين، والثابت بينهما اتفاق ضمني على أنّ الاستحقاق يجب أن يُنجَز، بمعزل عن كلّ التفاصيل. أما الأهمّ، فهو أنّ استحقاق الرئاسة الذي لم يؤثر على العلاقة سابقًا، حين وقفا على طرفي نقيض، لن يهزّ هذه العلاقة اليوم، وموقفهما بات أقرب إلى بعضهما البعض من أيّ وقت مضى!
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا