آخر الأخبار

بسبب لبنان.. هذا ما يخيف الإسرائيليين!

شارك الخبر
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ رغم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، إلا أنَّ سكان مستوطنات شمال إسرائيل يترددون في العودة إلى منازلهم.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ الحدود اللبنانية تقع على بُعد أقل من كيلومترين من مستوطنة دفنا التي كانت هدفاً متكرراً لصواريخ "حزب الله" خصوصاً بعدما شنّت إسرائيل غزوها البري لجنوب لبنان في أيلول الماضي حتى وقف إطلاق النار في نهاية تشرين الثاني 2024.
ويقولُ التقرير إن زوجين إسرائيليين هما أوريت وباري براج لم ينتظرا وقف إطلاق النار للعودة إلى منزلهما في دفنا، فبعدما تم إجلاؤهما من هناك في تشرين الأول 2023 مع بقية سكان المستوطنة، عادا إليها في حزيران الماضي وبقيا هناك أثناء الغزو البري الإسرائيلي والقصف الصاروخيّ الكثيف.
وفي تصريح له، يقول أوريت: "لقد عدت لأنني أرى دافنا بمثابة موطني.. أنا أؤمن بالعيش هنا، ولقد وُلدت هنا ولقد نشأت دائماً بجوار الحدود".
في المقابل، يقول التقرير إنَّ غالبية السكان الآخرين في دفنا وفي شمال إسرائيل لا يستعجلون العودة إلى منازلهم، ويضيف: "بعد وقت قصير من غزو حماس لإسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023 الذي أشعل فتيل الحرب الدائرة، تم إجلاء نحو 60 ألف من سكان شمال إسرائيل إلى الفنادق. وفي الأشهر الـ14 التالية، استأجر كثيرون شققاً، راغبين في الحصول على مساحة أكبر مما قد توفره غرفة الفندق".
وأكمل: "الآن يتردد السكان في العودة إلى منازلهم، وأولئك الذين لديهم أطفال في المدارس لن يُخرجوهم من هناك ويعودوا قبل نهاية العام الدراسي. كذلك، فإن مراكز الخدمات في المستوطنة ضمن دفنا أو في أي مكان قريب من الحدود ما زالت غير متوافرة، مما يعني أنه لا يوجد سوبرماركت أو عيادة طبية أو مدارس، ولذلك يتعين على السكان السفر للاستفادة من تلك الخدمات".
وتابع: "يبدو أن العديد من سكان الشمال يتبنون موقف الانتظار والترقب في الوقت الذي يبدو فيه أن وقف إطلاق النار الهش الذي دام 60 يوماً مع حزب الله بدأ يترسخ، في حين أنّ الأحداث الدرامية في سوريا لم تؤدّ إلا إلى زيادة ترددهم.
وأردف: "لقد أدت هجمات حزب الله الصاروخية، والحرائق التي أشعلتها، إلى تدمير مئات أشجار الأفوكادو في مستوطنة دافنا. كذلك، سوف يتعين قطع معظمها وإعادة زراعتها، وهذا يعني أنه لن يكون هناك دخل من الأشجار لمدة 4 سنوات على الأقل".
وبحسب التقرير، فقد تمّ إجلاء المزارع ماجن شنهاف مع عائلته بعد وقت قصير من بدء الحرب، لكنه كان يسافر إلى الكيبوتس كل يوم لرعاية الأشجار.
وقال شنهاف إن عائلته، التي تضم طفليه الصغيرين، قررت أنها لن تعود إلى الكيبوتس على الأقل حتى نهاية العام الدراسي، وهو ينظر بحسرة إلى الأشجار المحترقة، وأضاف: "لقد بدأ الحريق شمالا من هنا بسبب القصف، ثم اشتعلت النيران في الأوراق. لا تزال هناك ثمار على الأشجار، لكنني أفضل أن تُحرق الأشجار على أن يُقتل الناس".
وفي بلدة كريات شمونة المجاورة، قُتل إسرائيليان في قصف صاروخي شنه حزب الله عندما كانا يمشيان مع كلابهما في تشرين الأول 2024. وفي حين تم إجلاء معظم السكان البالغ عددهم 24 ألف نسمة بعد وقت قصير من بدء الحرب، اختار حوالى 3 آلاف منهم البقاء، مثل آخي ناتان، الذي يعمل كاحتياطي في لجنة الأمن المحلية في البلدة.
وقال ناتان إن منزله الذي يعيش فيه مع والدته وشقيقته وصهره وأطفالهما الصغار تضرر في هجوم لحزب الله بعد إجلائهم، مشيراً إلى أنّ إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع حزب الله قبل الأوان، وأضاف: "لقد توقف القتال في الوقت الخطأ. لقد دفعنا حزب الله إلى التراجع، لكننا نعتقد أنهم سيعودون وسيكون هناك 7 تشرين الأول آخر، وهذه المرة، من البوابة الشمالية".
بحسب التقرير، يقول مسؤولون إسرائيليون إنهم عثروا على أدلة واسعة النطاق تشير إلى أن حزب الله كان يخطط لغزو شمال إسرائيل على غرار الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص وأدى إلى اندلاع الحرب، والتي يقول مسؤولون من حماس إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
وتشكك إسرائيل في هذا العدد من القتلى وتقول إنها قتلت نحو 17 ألف مقاتل مسلح في غزة، فيما لا يزال نحو 100 إسرائيلي، أحياء وأمواتاً، في أسر حماس.
وتضرر نحو ألف منزل في كريات شمونة، معظمها نتيجة الشظايا التي أصابت المنازل بعد اعتراض القبة الحديدية للصواريخ التي كانت تستهدف المدينة.
وأدى اعتراض الصواريخ إلى اندلاع حرائق، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق. وفي بعض الحالات، تحطمت النوافذ، وتعرضت المنازل للسرقة أو التلف بسبب الحيوانات التي دخلت من خلال النوافذ.
ومنذ الإعلان عن وقف إطلاق النار مع حزب الله، عاد العديد من السكان للاطلاع على حالة منازلهم، بحسب ما قاله يوتام دجاني، الذي يعمل في مجال تنمية الموارد في بلدية كريات شمونة.
وفي السياق، قال ديجاني: "لقد بدأ الناس بالتأكيد في العودة إلى منازلهم، ولكن من المحتمل أن يستغرق الأمر فترة طويلة قبل أن يعود السكان، وعلينا أن ننتظر ونرى ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد".
وتشير استطلاعات الرأي المختلفة إلى أن عدداً كبيراً من السكان لا يخططون للعودة على أية حال، فقد وجد استطلاع أجرته مجموعة أبحاث "ماجار موخوت" في تشرين الأول قبل وقف إطلاق النار مع حزب الله أن 70% من النازحين من شمال إسرائيل يفكرون في عدم العودة إلى ديارهم.
ووجدت الدراسة أيضاً أن العديد من النازحين يواجهون تحديات في الحصول على عمل، إذ أصبح 7 من كل 10 أشخاص يكسبون أموالًا أقل مما كانوا يكسبونه قبل نزوحهم، وأصبح ما يقرب من واحد من كل ثلاثة عاطل عن العمل.
وقدر دجاني أن إصلاح البنية التحتية في كريات شمونة، وكذلك المنازل التي تضررت، سيستغرق عدة أشهر وملايين الدولارات.
وختم التقرير: "إنَّ العديد من سكان شمال إسرائيل مرتبطون ارتباطاً عميقاً بمجتمعاتهم ويقولون إنهم يريدون العودة. في المقابل، يقول آخرون إنهم بنوا بالفعل حياة جديدة في أجزاء أخرى من البلاد ولا يعرفون على وجه اليقين ما يحمله لهم المستقبل".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا