كتب جورج شاهين في"الجمهورية":
الاتصالات الأخيرة التي أُجريت مع الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين انتهت إلى تلمّس قلقه على مصير اتفاق تجميد العمليات العسكرية، وعلى مهلة الايام الـ60 التي أُعطيت للانتقال من مرحلة التجميد إلى وقف شامل ونهائي لإطلاق النار، بعد سحب جيش الاحتلال من الأراضي المحتلة وتسليم «حزب الله» سلاحه للجيش الذي سينتشر إلى جانب قوات «اليونيفيل» في منطقة جنوب الليطاني. ذلك انّ الاتفاق لم يعط اسرائيل اي حق في ما تقوم به حتى اليوم.
وما كان مأمولاً ان تمهّد تلك الخطوات لتطبيق المراحل اللاحقة المتصلة بتسليم مخازن الاسلحة وإقفال مصانع انتاجها، وخصوصاً تلك التي تمّ الاعتراف بوجودها لتصنيع الصواريخ والألغام والعبوات الناسفة وتجميع الطائرات المسيّرة أينما وُجدت على الاراضي اللبنانية، وضبط الحدود البرية والبحرية والجوية بنحو يضمن سلطة الدولة اللبنانية وحدها، وينهي اي ظاهرة تتعلق بالسلاح غير الشرعي على الأراضي اللبنانية اياً كانت هويته من لبنانية او فلسطينية.
وإلى هذه الملاحظات، فإنّ هوكشتاين الذي كان يطّلع دورياً على التقارير التي تتحدث عن مئات الخروقات الاسرائيلية للاتفاق لم يوفّر جهداً يُبذل، ذلك انّ الجنرال جاسبر جيفيرز خير من يمثله في اللجنة، وقد وجّه ملاحظات قاسية للجانب الإسرائيلي اكثر من مرّة. وكانت آخر التجارب تلك التي رافقت سحب جيش الاحتلال من القرى التي دخلها في محيط وادي الحجير نظراً لحساسية الموقف ومنعاً لأي ردّ فعل محتمل مهما كان مستبعداً.
وعليه، تختم المصادر بالقول، انّ هناك كلاماً كثيراً يُقال في هذه المرحلة، وأنّ ما بقي من وقت قبل نهاية المهلة قد يكون كافياً لتحقيق ما تقرّر، وانّ هوكشتاين أبلغ إلى الجميع انّ «هيبة بلاده في الدق» فهي الضامنة للاتفاق، وانّ هناك دولاً اخرى تنتظر نجاحه في ترتيب الوضع في جنوب لبنان لئلا ينعكس دورها المستجد بقوة في المنطقة. وهو يدرك انّ عليه حماية الضمانات التي قدّمها للبنان وتدارك قلق دول الجوار على مصيرها، قبل الوصول إلى ما يمكن القيام به في سوريا ودول المنطقة.