نشر موقع "الخنادق" المعني بالدراسات الإستراتيجية تقريراً قال فيه إن "أحداث سوريا الأخيرة وسقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، أثارت إشكالية جدية وواقعية تستحق البحث والمعالجة حول مدى تأثير هذه الأحداث وتداعياتها، على إمداد حزب الله بالسلاح والعتاد والتجهيزات".
وذكر التقرير أن "سوريا كانت العمق الاستراتيجي لحزب الله ولجميع حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية في المنطقة، طوال أكثر من 5 عقود من الصراع مع إسرائيل".
ويلفت التقرير إلى أن "حزب الله" يمتلك مخزوناً لوجستياً كبيراً وهذا ما ظهر خلال حربه الأخيرة التي خاضها ضدّ إسرائيل وتحديداً منذ 23 أيلول الماضي ولغاية 27 تشرين الثاني، وأردف: "على المدى القصير، تمتلك المقاومة في لبنان بلا شك، كلّ ما تحتاجه من قدرات وعتاد لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي، خصوصاً لأنها لم تستخدم كل ما تملكه من قدرات وكميات، بل اعتمدت على وتيرة تناسب القتال لمدة زمنية طويلة مع الأخذ بالاعتبار صعوبات النقل وغيرها من تعقيدات ومخاطر الدعم اللوجستي".
وتحدث التقرير عن قدرات التصنيع الذاتية المحلية التي يتميز بها "حزب الله"، وقال: "طوال السنوات الماضية، طوّر حزب الله بعض القدرات المحلية لإنتاج الأسلحة، استعداداً وتحسباً لأي ظروف قد تمنع الإمداد الخارجي، بهدف تأمين القدرة على التكيف الاستراتيجي والاستقلالية، بما يضمن بقائه قوة فعالة في مواجهة الحصار الدولي وتعطيل طرق الإمداد التقليدية".
ويلفت التقرير إلى أنه بإمكان "حزب الله" تجميع كافة أنواع القذائف والصواريخ التي يحتاجها داخل لبنان، كما أن بإمكانه صناعة الطائرات من دون طيار وهذا ما كان قائماً بالفعل، وأضاف: "كذلك، فإنّ الحزب يتمتع بخبرة واسعة في تطوير العبوات الناسفة ويمكنه تكييف هذه المهارات لأنواع أخرى من الأسلحة".
وأكمل: "يتداول في بعض المصادر بأن حزب الله طور قدرات لإنتاج أو تعديل الأسلحة البحرية، بما في ذلك الزوارق المحملة بالمتفجرات والألغام البحرية".
مع هذا، فقد اعتبر التقرير أن "إنتاج أنواع معينة من الأسلحة محلياً، وخاصة العبوات الناسفة أو المعدلة، يمكن أن يكون أكثر فعالية من حيث التكلفة المادية والنتيجة العملية، من الحصول عليها من مصادر خارجية"، وأكمل: "كذلك، فإن توسيع حزب الله عديد كادره البشري والفني والتقني والتخطيطي والإداري، القادر على تشغيل مشاريع صناعية عسكرية لا تقل كفاءة وإبداعاً عما لدى أهم شركات الأسلحة في العالم. لقد استثمر حزب الله بشكل كبير في تدريب عشرات الكوادر لديه في مجالات الهندسة والإلكترونيات وتصنيع المتفجرات، كما لعب المستشارون والمهندسون العسكريون الإيرانيون دورًا مهمًا في نقل المعرفة الفنية إلى كوادر حزب الله".