آخر الأخبار

مطار بيروت الدولي يتحدّى العدوان برحلات محفوفة بالمخاطر

شارك الخبر
مصدر الصورة
لا يعدّ المنظر من نافذة الطائرة جميلاً كما كان عليه قبل اندلاع الحرب. فالنظر إلى بيروت من فوق اليوم، يؤلم القلب ويحرقه تماماً كما تفعل نيران غارات العدوّ الإسرائيلي بالأحياء والبيوت. هذه هي المشهدية التي يراها المسافرون من بيروت وإليها مع طاقم عمل لا بد من الإشادة به في هذه الأوقات الحالكة.
صادف يوم أمس 20 تشرين الأول، اليوم العالمي للمراقب الجوي، وهي مناسبة للإشادة الفعلية بأداء المراقبين الجويين في مطار بيروت الدولي، وبالطاقم العامل في هذا المرفق الحيوي اليوم.
بفضل العمل الجبّار الذي يقوم به الطيارون والمضيفون والمراقبون الذي يعملون وسط الخوف من الغارات التي يشنها العدوّ على الضاحية الجنوبية لبيروت القريبة جداً من المطار، ما زال الأخير متنفسّاً بوجه الحصار الذي تحاول إسرائيل فرضه على لبنان.
وبسبب الوضع الأمني المتهالك والتطورات العسكرية والميدانية الخطيرة، أوقفت نحو 14 شركة طيران رحلاتها من لبنان وإليه، فتراجعت حركة مطار بيروت الدولي لما بين 30 و40%، فهبّت شركة طيران الشرق الأوسط لإنقاذ ولو جزء بسيط من عمل الملاحة في هذا المرفق الحيوي.
وباعتراف جميع الأطراف داخلياً وخارجياً، ما تقوم به شركة طيران الشرق الأوسط يعدّ جباراً، وهي التي تضع رحلات إضافية لسد الفراغ الحاصل مع توقف سائر الشركات عن القدوم إلى لبنان.
ولا يقتصر عمل الـMEA على تسيير رحلات الى كل الخطوط والوجهات، إلا أنها تولّت أيضاً مهمة إيصال بعض البضائع ونقل الأدوية والمساعدات.
وكان لافتاً أنه رغم القصف الإسرائيلي العنيف الذي شهده لبنان مساء الأحد على فروع مؤسسة القرض الحسن، تحدّت إحدى طائرات شركة طيرات الشرق الوسط المخاطر وتمكّنت من الهبوط بشكل طبيعي في مطار رفيق الحريري الدولي.
وكانت غارة إسرائيلية قد استهدفت فرع "القرض الحسن" القريب من المطار فتصاعدت أعمدة الدخان من المكان، الا أن هذا الأمر لم يؤثر على حركة الملاحة في المطار.
وفي سياق الحديث عن القوة والشجاعة، لا بدّ من الإشارة إلى أن للمرأة حضورها الصارخ في هذا الميدان، رغماً عن كل الأطر التي لا تزال تحيط بها خاصة في زمن الحرب. فكيف يمكن وصف الشجاعة في مطار بيروت الدولي من دون الإضاءة على الكابتن رولا حطيط؟
وثقت الكابتن الطيار في "ميدل إيست" رولا حطيط رحلة الهبوط المحفوفة بالمخاطر أمس على مدارج مطار بيروت الدولي بينما كان الحربي الاسرائيلي يقصف الضاحية.
فبينما كان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري يحذّر أي طائرة تهبط في مطار بيروت لغير النقل المدني، كانت الكابتن حطيط تخطف الأنظار من خلال هبوط حبس الأنفاس لطائرة مدنية وسط انفجارات وغارات كان صوتها ودخانها يتعاليان من الضاحية الجنوبية.
 ربّما العزيمة التي يتحلّى بها اللينانيون هي ما يقهر العدوّ الإسرائيلي. فالمقاومة ليست حصراً بالسلاح، بل لها أوجه عدّة ومنها الإستمرار بالعمل الحيّ بينما كل ما يحيط بنا لا يشبه سوى الألم والموت.
 
 
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر

إقرأ أيضا