آخر الأخبار

جنود من نوع آخر.. مراسلون شهود على المعارك في قلب الحرب

شارك الخبر
جنود من نوع آخر في أرض المعركة، سلاحهم الكلمة والقلم، يحملون وجعهم ويعضون على الجرح لنقل الصورة كما هي. 
فبعد حوالي الـ20 يوماً على بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان، ظهر الاعلام اللبناني بأجمل صورة، ما دل على حرفية وقوة في نقل الخبر كما هو. 
ولكن ما نراه أمام الكاميرا يختلف كلياً عما يجري خلفها. فكيف يروي مراسلو التلفزيونات تجربتهم في هذه الحرب؟ وما هي اصعب الظروف التي مروا بها؟ 
"لبنان 24" سأل عدداً من الزملاء الذي تواجدوا في الايام الماضية في الميدان وعايشوا اصعب المواقف والاحداث ونقلوها بكل احترافية .

ريمي درباس: الحرب صعبة وانا أم

بكثير من الحزن والالم تتحدث مراسلة "العربية" ريمي درباس لـ"لبنان 24" معتبرة ان "تغطية الحرب وانت ام ، هي من اصعب التغطيات على الاطلاق، فاضافة الى الخوف عليهم وانت بعيدة عنهم، فان المشاهد التي نتعرض لها تؤثر بشكل كبير على نفسيتنا فنشهد المسن الذي يفترش الرصيف، والام التي تحتضن اولادها في العراء، وهي من المشاهد المؤلمة التي تؤثر كثيراً على اي انسان، في المقابل على المراسل ان يبقي مشاعره جانبا وينقل رسالته بكثير من الموضوعية".

وقالت درباس: "كنت اضع نفسي مكان كل مواطن يوجه له انذار باخلاء منزله وعند سقوط الغارة ينتابني الكثير من الاسئلة عما اذا تمكنوا من مغادرة المنزل؟ كيف سأنقل لهم ان منزلهم تهدم؟ كل هذه المشاعر تنتابك عند كل غارة فانت جندي في المعركة ومجرد من احاسيسك على الارض".

وتابعت: "اضافة الى خوفك في ارض المعركة وسعيك الى طمأنة اطفالك انك بخير والاطمئنان عليهم انهم بخير، يأتي من يخونك ما يجعل عملك محزناً، ففي النهاية هذا بلدي الذي يحترق أمامي ولا احد قادر على ردع اسرائيل او ايقاف اجرامها على لبنان".
واعتبرت درباس ان "الاصعب اليوم يكمن في العمل على نقل الخبر الصحيح والعمل على تصحيح ونفي الاخبار والاشاعات التي يعمل كثيرون على بثها بشكل دوري، وهذا امر مزعج بشكل كبير خصوصاً وان هدفهم بث الرعب في صفوف الناس".
مصدر الصورة

ادمون ساسين: هذه اصعب حرب

على الرغم من تغطياته الكثيرة للعديد من الاحداث على الساحة الداخلية او الحروب الخارجية، يؤكد ادمون ساسين مراسل قناة الـ LBCI ان "هذه الحرب هي الاصعب على الاطلاق، وطبيعتها كانت مختلفة منذ اليوم الاول"، معتبرا ان "مشاهد النزوح وانتظار الناس لساعات في سياراتهم، إضافة الى استشهاد زميلنا عصام عبدالله وجرح زملائنا في محطات تلفزيونية على بعد امتار من اماكن وقوفنا.. كل هذه الامور لن ننساها."
واعتبر في حديث عبر "لبنان 24" ان "استراتيجية عملنا تختلف يومياً مع اختلاف الواقع  على الارض وتوسع العمليات، فكل الاماكن مواقع مستهدفة وحجم الخطر اكبر، خصوصاً مع توسع الحرب في الاسابيع الاخيرة."
وقال: "الخطر يلاحقنا اينما ذهبنا وحجم الخطر دائماً موجود واليوم حجم الخطر يتوسع وعلى كل مراسل ان يدرك تماماً اين يقف والمسار الذي يجب ان يسير عليه".
واكد ان "الخوف يرافق جميع افراد العائلة، وكثيرون يطلبون مني عدم التغطية ولكن ما نقوم به هو نوع من الواجب فالمراسل لا يمكن ان يكون فقط لفترة السلم، وهذا خيار فاما ان يكون لديكم الشغف والخبرة لتغطية هكذا احداث او يمكن ان لا يكون لديكم هذا الشغف، وهنا على وسائل الاعلام ان تكون مدركة تماماً لهذه الامور وان تجري دورياً تدريبات للمراسلين لتقوم بواجبها بشكل صحيح".

صبحي قبلاوي: يوم اغتيال نصرالله كان الاصعب 

مراسل قناة الـMTV صبحي قبلاوي يعتبر من جهته ان"الخبر الأصعب الذي كان من الممكن ان يتم تغطيته ونقله الى المشاهد هو خبر اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله"، مشيراً الى انه كان متأكداً من الخبر الا انه لم يتمكن من اعلانه على الهواء، وتريث كثيراً قبل تأكيده بانتظار بيان من الحزب، وهو "مشابه للكثير من عمليات الاغتيال التي شهدناها في هذه الحرب، ولم نتمكن من اعلان الشخصية المستهدفة على الرغم من معرفتنا المسبقة باغتيالها."
واعتبر قبلاوي في حديث عبر "لبنان 24" ان "العديد من المواقف الصعبة قد يتعرض لها المراسل على الارض، كما ان العديد من الامور قد تحصل خلف الكاميرا ومن المرفوض ان تنتقل الى المراسل امام الكاميرا، ولعل ما جرى ليل اغتيال القيادي هاشم صفي الدين هو اصعب ما قد يمر على المراسل، اذ دوى الانفجار قبل ثوان من بدء رسالتي المباشرة على الهواء، ما أثار رعباً كبيراً في صفوف فريق العمل، ولكن كل الخوف الذي شعرنا به، كان من الممنوع ان يظهر للمشاهد."
وعن موقف عائلته الصغيرة من  الخطورة التي يتعرض لها، شدد ان "الخوف دائم لدى والدته وزوجته واولاده، هذا اضافة الى خوفه عليهم وهو بعيد عنهم، فضلاً عن الضغط النفسي الذي يتعرض له جميع المراسلين"، معرباً عن اسفه لأن يتهم "بالتخوين والعمالة على الرغم من كل الظروف التي يمر بها كل المراسلون".

ريكاردو شدياق: ما شاهدناه في الضاحية غير مسبوق

مراسل قناة "الجديد" ريكاردو شدياق الذي تنقل بدوره بين الضاحية الجنوبية لبيروت ومراكز الايواء ، يروي بدوره تجربته الميدانية، معتبراً ان "مشاهد الدمار الكبيرة في الضاحية كانت واحدة من اصعب المشاهد التي واجهناها، ولعل يوم اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كانت من اصعب التغطيات الاعلامية، لا سيما في ظل الطوق الامني الكبير الذي كان في المنطقة والذي منع الاعلاميين من الوصول الى مكان الغارة".
شدياق وفي حديث عبر "لبنان 24" اعتبر ان "الاحداث التي حصلت تركت بصمة حزينة لدى الجميع، فمشاهد النزوح الكبيرة من الجنوب، والدموع التي كانت ترافق الاهالي والاطفال والنساء محزنة جداً."
وعن اصعب مشهد واجهه في الحرب، اعتبر ان "لحظة انتشال طفل من تحت الانقاض حاملاً كتابه في يده وهو يضحك من اصعب المشاهد التي يمكن ان يواجهها اي انسان."
ورداً على سؤال حول مدى خوف الاهل عليه في هذه الظروف الصعبة، أكد شدياق ان "خوف الاهل كبير جداً لا سيما عقب الغارات العنيفة التي ضربت بيروت وقد وصل بهم الامر الى الطلب منه ترك العمل الا ان هذه التجربة التي قد لا تتكرر مرة اخرى في مسيرتي المهنية."
انها حتماً مهنة البحث عن المتاعب، ولعل اصعبها المتاعب التي تصيب الوطن والخوف من مستقبل مظلم على وقع ألة قتل لا تميز بين البشر وتسعى لهدم الحجر بابشع الصور.
 
لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر

إقرأ أيضا