آخر الأخبار

إستسهال إسباغ اللقب وإنتِحال الصِفَةِ..!

شارك الخبر
مصدر الصورة
كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاّس: في لبنان تَختلِطُ الأوراقُ وتَحترِقُ القِيَم ، ويَخْتَبِئُ مُنتَحِلو الصِفَةِ خَلفَ سِتارَةِ التَزويرِ المَعنَوي والمِهني المَحْمي من مافياتِ الألقابِ الوَهمِيَّةِ وبائعي الشهادات المُزَوَّرَة وأصحابِ الجامعاتِ المُزَوِّرَةِ ، وكأن مشاعات توزيع الالقاب الاكاديمية والإستراتيجية ، أمسَتْ معروضةً بالجاروفة على بسطات الحِسْبَةِ..!

من أغْرَبِ الإنتِحالاتِ التي تُلاقي رَواجاً في أَسواقِ الكَذِبِ المفتوحة على منابر المحطات التلفزيونية ، هو إتاحةُ الفرص لإِدِّعاءِ بعضِ مُحتَرفي الكلام و الكتابات الإتهامية  والتعليقات الخفيفة والمُسيئَةِ ، أَنَّهمُ ( إعلاميون ) و ( قادة رأي ) و ( محللون إستراتيجيون ) يختبئون وراء خدمتهم الوظيفية ورتبهم  العسكرية،  من دون أي صفةٍ مهنية و خارِجَ أيِّ منظومة نقابية ، مع إحترام ذوي المكانة الرصينة من الخبراء العسكريين و المفكرين الاستراتيجيين !

لَيْسَ الحقُّ على مَنْ يقولُ و يَدَّعي أنه ( إعلامي او خبير استراتيجي) ، بل الحقُّ كُلُّ الحَقِّ ، على نقابتيَ المحرِّرين و مالكي الصُحُف و المجلس الوطني للإعلام و اصحاب المحطات لأنَّهم جعلوا حقولَ  الإعلام مَشاعاتٍ سائِبَة ، نَبَتَ الشوكُ فيها و كادَ أَنْ يقتُلَ المَواسِم..!
 فَحِرصاً على كرامة ( الإعلام ) ، 
و صَوْناً لرَصَانةِ الرأي الحُرِّ )  ،
و مَنْعَاً للتسلُّحِ ( بحرية الرأي ) ،
و إحتراماً لمقامِ القَضَاءِ والكرامات الشخصية  ، 
نَسأَلُ  و نطالب ُ بملاحقةِ مُنْتَحلي صفة ( إعلامي  و صحافي )  ، وضَبْط أَلْسِنَةِ السُوءِ..مَنعاً للإنهياراتِ الخُلُقيَّةِ المُتهاوية..!
لَيْسَ كُلُّ مَنْ فتحَ فاهُ بكلمة هو إعلامي.. وليس  من إعلاميٍّ خارج الانتظام داخل وسيلة اعلامية..!
وليسَ من ( صحافيٍّ) خارج الصحيفة ..!
ولا من (إعلامي ) خارجَ العمل التحريري في وسيلة إعلامية. مع الاشارة الى ان تحرير الاخبار و صناعة المواد وانتاج البرامج السياسية  والمتخصصة في الإذاعات والتليفزيونات ، هي وحدها و دون غيرها يمكن تصنيفُ مَنْ يعمل فيها بأنهم ( إعلاميون )..!
(التغريدُ )..لَيْسَ من الإعلامِ بشيء..!
(التدوينُ) ... لَيْسَ من الإعلامِ أبَداً
..
مَنْ يُعيدُ للإعلام كرامته ؟
مَنْ يحفظ للرأي حصانته ؟
مَنْ يحمي ( الإعلاميِّينَ ) من المتطفلين عليْهم..؟
 كلاهما  ( التغريد و التدوين ) فَنَّانِ في الدردشاتِ الّلفظية لا أكثر..!
الإعلامِ مسؤولية و لَيْسَ هواية و لا منَصَّةً للتقنيص والإِدِّعاءِ الَّلفظي الرخيص..!

و الخطر الأكبر في ازمنة المصير و لحظات الحروب و القلق الاجتماعي ، هو ( إعلام الميدان  ) المتروك التحكم  بقيادته و الإمساك بأعصاب الناس ، لمراسلين ، بعضهم يختبرون مهاراتهم بالجمهور و بعضٌ يتحكَّم بالصوت و المشهد و يسترسل بالتعليق و تقديم التنبؤات، و يسجِّلُ إصابات مباشرة بأعصاب المشاهدين و معنوياتهم ..كل ذلك و المسؤولية الاولى واقعة على مَنْ لا يحترف ( إدارة اللحظة  الإعلامية ) و كيفية إستثمار الكلام القليل لإنتاج أخبار كثيرة بأقصر وقتٍ و من دون إطالاتٍ مقزِّزَة و ساقطة ، و غالباً ما تحمل معها ، قصداً او براءَةً ، أضراراً بليغةً و كلوماً بليغةً ، تنعكس كلها على صدقية المؤسسة و تعرِّضُ تراثها الخبري و المعرفي للغبار و الإندثار في عكاظيات التباري بين المحطات..!
سؤال المرحلة : منْ يحمي المُسْتَعلِمَ  من اللَإعلام الفراغي  ، و حاملي سلاحِ أكبر منهم؟؟
 
رحم َ الله الصحافي الكبير #إدمون_صعب  الذي وَقَّعَ بدمعِ الحسرة كتابه { العهر الاعلامي} و رحلَ..!
 
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر

إقرأ أيضا