آخر الأخبار

اسرائيل تنتقم بتوسيع نطاق التدمير والمعركة البريّة طويلة ومكلفة

شارك الخبر
مصدر الصورة
ثلاثة أيام مرّت على انطلاق الحملة البرّية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني ولم تظهر معالم واضحة للمعركة التي تشهد استشراساً ل"حزب الله" في صدّ موجات التغلغل الإسرائيلي بما يوقع في صفوف المهاجمين مزيداً من القتلى والجرحى، ومع ذلك تبدو إسرائيل كأنها أعدّت العدّة لكلفة بشرية عالية في هذه المرحلة وتمضي نحو فرض وقائع عسكرية جديدة على أساس افتراض نجاح خطتها في ضرب الحزب جنوب الليطاني.
 
تبعاً لذلك بات لبنان تحت وطأة حرب متدحرجة طويلة الأمد، كما بات يخشى، تعمد فيها إسرائيل إلى زيادة حجم التدمير في مناطق عديدة أبرزها الضاحية الجنوبية من منطلق هدف خطير هو إطالة أمد النزوح الداخلي إلى مناطق أخرى والتسبّب باضطرابات وفتنة أهلية واسعة.
ومنتصف الليلة الماضية، شنّ العدو الاسرائيلي هجوماً ضخماً مستهدفاً بعدد كبير من الصواريخ مجموعة من الأبنية في منطقة تقع بين الليلكي والمريجة في الضاحية الجنوبية، ما أحدث دماراً هائلاً في عدد من الأبنية. وبعد وقت قصير، أعلن العدو، عبر تسريبات من مصادره الأمنية الى وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية وعربية، أنه «استهدف رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين». وحرصت المصادر العسكرية والأمنية الاسرائيلية على الحديث في التسريبات عن «غارة استهدفت مكاناً تحت الأرض»، في إيحاء بأن العملية شبيهة إلى حدّ كبير بعملية اغتيال الأمين العام للحزب الشهيد السيد حسن نصرالله قبل اسبوع.
وكتبت" النهار": في مؤشر مثير للقلق من إمكان إحكام إسرائيل الحصار على المعابر البرية والبحرية وربما لاحقا الجوية، أثار المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ما وصفه بـ"محاولة "حزب الله" استخدام معبر المصنع المدني الحدودي بين سوريا ولبنان لنقل وسائل قتالية إلى داخل لبنان". وقال إن "جيش إسرائيل يحثّ دولة لبنان على إجراء تفتيش صارم للشاحنات المارة عن طريق المعابر المدنية وإعادة الشاحنات والمركبات التي تحتوي على الوسائل القتالية إلى سوريا، ومنذ استهداف محاور التهريب الحدودية عند الحدود السورية اللبنانية يوم الخميس الماضي أصبح معبر المصنع الحدودي المعبر الرئيسي الذي ينقل "حزب الله" من خلاله الوسائل القتالية حيث يعتبر معبر المصنع معبرًا مدنيًا يقع بين سوريا ولبنان ويخضع لسيطرة الدولة اللبنانية".

غير أن وزير الاشغال علي حمية نفى ذلك وأجرى رئيس الحكومةنجيب ميقاتي اتصالاً بقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري طالباً التشدد في الاجراءات الأمنية المتخذة على الحدود اللبنانية - السورية بعد المزاعم الإسرائيلية عن استخدام معبر المصنع لنقل وسائل قتالية إلى داخل لبنان. وتبلّغ رئيس الحكومة من قائد الجيش أن الجيش متشدد جداً في الاجراءات التي يتخذها على المعابر الحدودية لا سيما عند معبر المصنع.

وكتبت" الاخبار" أن الجانب الأميركي تحدث مع المصريين عن عمليات القصف على الضاحية الجنوبية باعتبارها ضرباً لمراكز أساسية لحزب الله لا يمكن السماح باستمرارها، مع الإشارة الى أن العملية في لبنان ستستغرق وقتاً إضافياً.
ويقول ديبلوماسي مصري إنه ليست لدى واشنطن نية حقيقية للإسراع بتنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان، وأن القاهرة أبلغت الأميركيين أن ما تزعمه إسرائيل حول القضاء على حزب الله «أمر مستحيل». وقال المصدر إن التباين بين مصر والولايات المتحدة كبير حول ما يجري في جنوب لبنان، وخصوصاً أن الأميركيين «يبدو أنهم اقتنعوا بأن إسرائيل قادرة على تدمير القدرات العسكرية الأساسية للحزب، فيما ترى القاهرة العكس، وتقول إن قدرات الحزب لا تزال كبيرة وإن لدى قواته المقاتلة القدرة على الدخول في حرب استنزاف طويلة، وإيقاع عدد كبير من القتلى بين جنود قوات الاحتلال».
ورغم أن زيارة رئيس الإمارات محمد بن زايد للقاهرة أمس للمشاركة في حفل تخرج الكليات العسكرية كانت مقررة مسبقاً، إلا أن الأوضاع في لبنان طغت على المحادثات التي جرت على المستويين الرئاسي والاستخباراتي من أجل بلورة نقاط مشتركة في ظلّ التباين الواضح حول هذا الملف. إذ يتمسك الإماراتيون بفرص أكبر لوقف إطلاق النار عبر إعلان الدولة اللبنانية وقف الحرب والالتزام بالقرارات الأممية، فيما طالب المسؤولون المصريون نظراءهم في أبو ظبي بضرورة إقناع الإسرائيليين بأن التهدئة ستنعكس بشكل أكثر إيجاباً على مسارات التطبيع التي ترغب فيها تل أبيب مع الدول العربية.
وقال مسؤول مصري شارك في الاجتماعات إن الإمارات تتصرف بطريقة مختلفة منذ استشهاد الأمين العام لحزب الله الشهيد السيّد حسن نصر الله، وهي تطلب من القاهرة إقناع ساسة لبنان بإعلان وقف الحرب وفصل جبهة لبنان عن غزة، مع إبداء استعدادها لتقديم مساعدات مالية «سخية» الى لبنان في حال وافق على ذلك.
اضافت" الاخبار": فيما كان العدو يقوم بالمزيد من الاعتداءات الدموية على المدنيين، كان جنوده يسقطون بالعشرات في كمائن نصبتها مجموعات المقاومة في عدة نقاط تقع على الحافة الحدودية في المنطقة الواقعية بين كفركلا والعديسة من جهة الشرق، ويارون ومارون الراس وعيترون من جهة الغرب. وقد ساد التعتيم الكامل في إعلام العدو الذي نقل عن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وإصابة نحو 40 ضابطاً وجندياً، بعدما أقرّ أول من أمس بمقتل 8 ضباط وجنود، وإصابة نحو 35 آخرين. فيما أكّدت المقاومة أن حصيلة الأمس وفق مصادرها الميدانية، كانت عبارة عن 17 ضابطاً وجندياً، واصابة العشرات من الجنود.
ولليوم الثاني على التوالي، واصلت قوات العدو الإسرائيلي محاولاتها التقدم في بعض القرى الحدودية في جنوب لبنان، تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي الكثيف. وبعد يوم أول حافل بالنكسات والفشل، جاء اليوم الثاني - أمس - ليضيف الى مشهد العملية البرية مزيداً من الانتكاسات والضربات، حيث أكدت «غرفة عمليات المقاومة الإسلامية» من مصادرها الميدانية والأمنية الموثوقة، أنّ عدد القتلى في صفوف ضباط وجنود العدو الصهيوني في مواجهات أمس، بلغ 17 ضابطاً وجندياً، إضافة الى إصابة أكثر من 20 آخرين. ومنذ فجر أمس، حتى الظهر، بلغ عدد العبوات الناسفة التي فجّرها المقاومون بالقوات الإسرائيلية المتسلّلة في بلدتي مارون الراس ويارون أربعاً، أوقعت خسائر فادحة بقوات العدو. وبحسب المصادر الميدانية والأمنية في المقاومة، فإن «هذه العبوات زُرِعَت حديثاً بناءً لرصد ومتابعة المجاهدين لتحرّكات العدو، وبعضها زُرِع في الساعات الأخيرة قبل التفجير». وأشار هؤلاء الى أن «المقاومين تمكّنوا من زرع هذه العبوات في مسارات تقدّم محتملة لجنود النخبة في جيش العدو قبالة الحدود اللبنانية - الفلسطينية في خضم استنفار وتحشدات قوات العدو الإسرائيلي في مواقعه وثكناته العسكرية المقابلة، ووسط تحليق طائراته الاستطلاعية بكثافة في أجواء المنطقة». كما استهدف المقاومون دبابة «ميركافا» في مستعمرة نطوعة بصاروخ موجّه.
وفضلاً عن الاشتباكات المباشرة واستهداف قوات العدو داخل الاراضي اللبنانية، تابعت المقاومة استهداف مواقع العدو وثكناته ومواقع تموضع قواته وتحشّدها على طول المستوطنات الحدودية، بالصواريخ الثقيلة والعادية، وبقذائف الهاون والصواريخ الموجّهة، وخصوصاً تجمعات الجنود في مستعمرة وبساتين المطلّة، التي استهدفتها المقاومة بـ 100 صاروخ «كاتيوشا»، و6 صواريخ «فلق»، إضافة الى تجمع للقوات في مستعمرة كفرجلعادي، ومنطقة الثغرة في خراج بلدة العديسة، إضافة الى مستوطنات شوميرا والبصة وسعسع وأفيفيم وحانيتا ومسكافعام وغيرها.
وكتبت" البناء": الخبراء العسكريين شددوا على أن حزب الله لا يزال موجوداً في كامل الحدود والدليل أنه يدمر فرق وألوية النخبة والوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي، وتوقعت أن تنتهي المعارك البرية خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بفشل الجيش الإسرائيلي بتحقيق الأهداف لا سيما تدمير أنفاق حزب الله وصواريخه الدقيقة والبعيدة المدى، وفشله عن وقف إطلاق الصواريخ وعن إعادة المستوطنين الى الشمال، الأمر الذي سينعكس على المسار التفاوضي للحرب الذي لم يبدأ بعد بشكل عملي وجدي بانتظار تظهير نتائج الميدان.
وكتبت" اللواء": يوم الاثنين المقبل يكون قد مضت سنة كاملة على عملية طوفان الأقصى، التي ترتب عليها حرب غزة، ولاحقاً حرب لبنان، والحملة غير المسبوقة التي تقدم عليها دولة الاحتلال في اطار تدمير مرافق الحياة في البلد، تحت ذرائع، لا قيمة ولا معنى لها، بعضها يتعلق بتدمير حزب لله، وبعضها الآخر، يتعلق بعودة سكان المستوطنات الى منازلهم.

على أن الأخطر، العمى الذي يضرب المجتمع الدولي، والخواء، الذي يحيط بقراراته وتدخلاته، لدرجة بدا معها أن غزة والضفة ولبنان خارج أي اهتمام، وقد تركوا ليتدبروا مصيرهم، بما لديهم من مقاومة وارادة حياة، وسنَّة انتصار المظلوم على الظالم.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر

إقرأ أيضا