آخر الأخبار

هل سيستفيد نتنياهو من حربه ضد حزب الله؟

شارك الخبر
نقلت الصحافة الفرنسية عن استطلاع للرأي أجري في إسرائيل، أنّ تسلسل الهجمات ضدّ حزب الله واستشهاد أمينه العام السيد حسن نصرالله، كان مُفيداً جداً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي شهد الانخفاض الأشد في شعبيته بعد الفشل الذريع في منع هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023.

وعكس استطلاع الرأي الأخير، تغييراً ملحوظاً في توجّهات الناخبين بوضع حزب "الليكود"، حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي، على رأس نوايا التصويت، فيما إذا أجريت الانتخابات التشريعية قريباً، وهو ما يسمح له بالحصول على الغالبية في الكنيست بدعم بعض الحلفاء والمُقرّبين.

ويوضح الاستطلاع الذي أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنّه "على خلفية سلسلة الضربات القوية التي تلقاها حزب الله وتصاعد القتال في شمال إسرائيل، فقد تعززت مكانة حزب الليكود، خاصة مع اندلاع القتال في جنوب لبنان حيث بدأ الجيش الإسرائيلي شنّ هجوم بري ضدّ حزب الله.

وعلى الرغم من خطر اندلاع حريق يخشاه المُجتمع الدولي في الشرق الأوسط، إلا أنّ نتنياهو يستغل العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تجري في لبنان لتحقيق مصالحه.
 
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن سعادته لأن إيران ارتكبت "خطأ جسيماً" بمهاجمة بلاده، مُشيراً إلى أنّها فرصة لإسرائيل لـِ "سداد حساباتها مع العدو (الإيراني)".

أهداف نتنياهو
وحول أهداف بنيامين نتنياهو من الهجوم الإسرائيلي الضخم على لبنان، يرى فريديريك إنسيل، المتخصص في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، والأستاذ في جامعة "ساينس بو باريس"، إنّ "الهدف ثلاثي، لكنّ الهدف الأهم هو إثبات أنّ 7 تشرين الأول 2023، لن يكون سوى استثناءً، وليس حالة طبيعية.
 
وفي هذه الحالة، لن يقتصر الأمر على التشكيك في وجود إسرائيل فحسب، بل الأمر يتعلق بتحقيق قدر كبير من المصداقية الرادعة لمنع تكرار ما حدث، وهو الهدف الذي يبقى المادة الجيوسياسية الأكثر قيمة".

أما الهدف الثاني فهو أكثر سياسية، إذ كان من الضروري أن يُثبت نتنياهو للحلفاء والشركاء أنّ إسرائيل ليست ضعيفة، وتحتفظ، على الرغم من هجوم حماس، بكل قوتها الهجومية والاستخباراتية.

وأخيراً، فإنّ الهدف الثالث لبنيامين نتنياهو هو ببساطة البقاء في السلطة، في حين يبدو أن لا شيء قادر على وقف التصعيد، حيث هددت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بالردّ على الهجوم الأخير الذي شنّته إيران على إسرائيل.
 
نظام إقليمي جديد 
ومن جهتها، ترى يومية "لو موند" أنّ الهدف الإسرائيلي الأكبر من تصعيد الهجمات بشكل غير مسبوق، ضدّ حركة حماس وحزب الله هو فرض نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط، كان الإسرائيليون والأميركيون يحلمون به منذ عام 1982.

ولكنّ الصحيفة الفرنسية تقول، إنّ الهجوم الإسرائيلي يضرب دولة شبه مفلسة، مشلولة سياسياً ومُنهكة اقتصادياً، مُعتبرة أنّ إضافة الفوضى إلى الفوضى لا يُمكن أن يؤدي إلى استقرار يكون مقدمة أساسية لبدء إعادة بناء لبنان. ومع ذلك فإن إسرائيل سيكون لديها كل شيء لتكسبه من حروبها.

وتنقل الصحيفة عن الباحث الاستراتيجي هيكو ويمين الخبير في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، رؤيته بأنّ الحرب المُدمّرة ضدّ حلفاء إيران، وفي مُقدّمتهم حزب الله، هو دلالة مؤكدة على حدوث تغيير في الواقع الاستراتيجي للمنطقة.

وتساءلت "اللو موند" حول ما إذا كانت أجواء الانتصار التي يشعر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهجمات جيشه في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، سوف يُساعده في إحداث تغيير أعمق في النظام الإقليمي.

وأشارت إلى أنّ إسرائيل نفّذت ضربات جوية بالفعل على بعد حوالي 2000 كيلومتر في اليمن ضدّ الميليشيات الحوثية، وهو ما يُعطي إشارة أنّه من الآن فصاعداً، أصبح سلاح الجو الإسرائيلي جاهزاً لأعمال واسعة النطاق ضدّ إيران التي باتت في مأزق استراتيجي بعد اغتيال الشهيد نصرالله، بينما ظلّت تُراقب دون أي ردّ فعل قوي وضع "حزب الله" في الوقت الراهن. (24)
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر


إقرأ أيضا