في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
واشنطن- في الوقت الذي مثّل فيه اعتراف إسرائيل ب أرض الصومال دولة مستقلة انتصارا دبلوماسيا كبيرا للجمهورية المعلنة ذاتيا، أشعلت الخطوة الإسرائيلية جدلا دوليا واسعا حول السيادة والاستقرار الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي المضطربة.
وأصبحت إسرائيل يوم الجمعة الماضي أول دولة عضو ب الأمم المتحدة تعترف بانفصال إقليم أرض الصومال عن جمهورية الصومال، وتعهّد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بِحَث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يلتقيه اليوم الاثنين، على الاعتراف الأميركي بأرض الصومال.
وخلال حديث بالفيديو عبر منصة "زوم"، قال نتنياهو لرئيس إقليم أرض الصومال عبد الرحمن عرو "سأبلغ الرئيس ترامب باستعدادك ورغبتك في الانضمام لاتفاقيات أبراهام".
ويُذكر أن رئيس قيادة أفريقيا الأميركية الجنرال داغفين أندرسون قد زار أرض الصومال الشهر الماضي، مما عزّز الآمال في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة.
وفي الوقت ذاته يتجمّع بعض أبرز أنصار ترامب من أعضاء حركة " ماغا" خلف أرض الصومال نكاية بالمهاجرين الصوماليين في ولاية مينيسوتا، وبالنائبة ذات الأصول الصومالية إلهان عمر التي كثيرا ما يتهكّم عليها ترامب ويسخر منها ومن الجالية الصومالية.
ويتبنّى 4 من الأعضاء الجمهوريين بمجلس النواب الأميركي، وهم: سكوت بيري من ولاية بنسلفانيا وتوم تيفاني من ولاية ويسكونسن وآندي أوجلز وتيم بورشيت من ولاية تينيسي، رعاية مشروع قرار ب الكونغرس عنوانه "قانون استقلال جمهورية أرض الصومال"، إلا أنه لم يلق أي حماسة حتى للتصويت عليه.
وبالاتجاه نفسه، طالب منتدى الشرق الأوسط، وهو جهة بحثية أميركية قريبة جدا من إسرائيل، الرئيس ترامب بإعادة النظر في ضرورة الاعتراف بأرض الصومال.
وبرّر المنتدى هذه الدعوة "بأسباب تتعلق بالأمن القومي الأميركي، وبأن الاعتراف بأرض الصومال سيكون أفضل رد على الفساد الصومالي المستشري في ولاية مينيسوتا، وجهود إلهان عمر لتقويض سياسات ترامب الخاصة بشأن المساعدات والهجرة، ولم يكن بإمكان ترامب أن يقدم ردا أفضل من الاعتراف باستقلال أرض الصومال".
وفي حديث لصحيفة نيويورك بوست ذات التوجه اليميني، ذكر ترامب أنه لن يسير على نهج نتنياهو في الاعتراف باستقلال أرض الصومال، قائلا إنه "يجب أن يدرس عرض نتنياهو".
وتساءل ترامب: "هل يعرف أحد ما هي أرض الصومال حقا؟"، حيث بدا غير معجب بعرض هرغيسا (عاصمة أرض الصومال) بالانضمام لاتفاقيات أبراهام، ومنح واشنطن ميناء في خليج عدن الإستراتيجي، معتبرا أن "هذا أمر عادي"، وأضاف "كل شيء قيد الدراسة".
وعلى النقيض، هاجم كينيث روث، المدير التنفيذي السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، والأستاذ المحاضر حاليا بجامعة برينستون، الخطوة الإسرائيلية، وغرّد على منصة إكس بالقول إن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف بجمهورية أرض الصومال الانفصالية، لكنها ترفض الاعتراف بدولة فلسطين التي اعترفت بها أغلب دول العالم. تصرُّ إسرائيل على موقفها مفضلة نظام الفصل العنصري الخاص بها".
من جهته، ذكر السفير الأميركي السابق في إثيوبيا و بوركينا فاسو ديفيد شين أن "اعتراف إسرائيل بأرض الصومال لا يُؤثّر على الوضع القانوني للصومال، لكنه عمليا يفتح الباب أمام الآخرين ليحذوا حذوها، حيث تمتلك تايوان بالفعل مكتب اتصال في هرغيسا، وقد تتبع خطى إسرائيل، وفي الوقت ذاته يجب مراقبة سياسة إثيوبيا المهمة جدا في الأيام القادمة".
وأشار شين وهو أيضا نائب رئيس البعثة السابقة في السفارة الأميركية بالسودان، والباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، في حديثه للجزيرة نت، إلى أنه "لا توجد مؤشرات على أن دولا أخرى تخطط لاتباع مثال إسرائيل، وقد عارضت العديد من الدول والمنظمات العربية والأفريقية البارزة قرار إسرائيل".
ومع ذلك -يضيف شين- "يمنح قرار تل أبيب أرض الصومال أول اعتراف رسمي لها، ويُوفّر لإسرائيل موقعا إستراتيجيا في الطرف الجنوبي المهم من البحر الأحمر، ويمكنها مراقبة عمليات الشحن ومرور السفن، ورصد التطورات في القرن الأفريقي، والاقتراب من أنشطة جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن".
وتابع "دعم مسؤولون رئيسيون في إدارة ترامب الاعتراف بأرض الصومال، لكن الولايات المتحدة قاومت -حتى الآن- هذه الخطوة. وبعد اعتراف إسرائيل بأرض الصومال، قال ترامب إن أميركا لا تنوي القيام بذلك، لكنه أضاف أنه سيدرس القضية".
ومع ذلك، "ثمة بعض الغموض في الموقف الأميركي، إذ أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تواصل الاعتراف بوحدة أراضي الصومال"، حسب قوله.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة