في مشهد مشوب بالغصة والفرح، وثّقت الكاميرات ليلة تحرير سجن صيدنايا المعروف بالمسلخ البشري بريف دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، ذلك السجن الذي ظل لعقود رمزا للرعب والموت بذاكرة السوريين في حقبة حكم آل الأسد، خاصة لدى ذوي المعتقلين والمفقودين الذين لم يُعرَف مصيرهم بعد، ومنهم مَن اعتُقل منذ 2013.
رغم الاحتفال بالتحرير، لم تكتمل فرحة كثير من العائلات التي أمضت العام الماضي في محاولات مضنية للعثور على أي خيط يقودها لمعرفة مصير أحبائها، وسط فوضى وإهمال كبير في إدارة وثائق السجون والمعتقلات، خصوصا في الأسابيع الأولى بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد .
ويتساءل تقرير رقمي لمنصة سوريا الآن عمن سرق أسرار صيدنايا.
وفق تقرير أصدرته رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، فقد سُرقت أجهزة حاسوب وذواكر تخزين لكاميرات السجن من غرفة المراقبة ليلة التحرير، إلى جانب عدد من الملفات من القلم الأمني داخل السجن، على يد عصابة مرتبطة بنظام الأسد.
وأضاف التقرير أن الرابطة تمكّنت من تحديد اسم شخصين من أفراد العصابة، وأبلغت الجهة العسكرية التي كانت تشرف على السجن بالمعلومات، إلا أن السوريين لم يسمعوا منذ ذلك الحين أي خبر عن مصير الأجهزة والوثائق المسروقة.
تزامنت عودة الحديث عن وثائق السجون مع دعوات أطلقتها وزارة العدل السورية، تطالب كل مَن يحتفظ بوثائق تابعة للسجون أو لمؤسسات الدولة بضرورة تسليمها، ملوّحة بعقوبات بحق مَن يشارك هذه الوثائق مع طرف ثالث أو يستغلها لأهداف شخصية.
هذه الدعوات جاءت في وقت يعمل فيه مشروع استقصائي دولي على نشر أكثر من 33 ألف صورة توثّق مقتل أكثر من 10 آلاف معتقل سوري بين عامي 2015 و2024، ضمن ملف يشمل المقابر الجماعية وجرائم الإخفاء الممنهج.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة