في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
دمشق- في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة البث الإسرائيلية تجميد المفاوضات الإسرائيلية السورية بشكل كامل بسبب رفض تل أبيب توقيع اتفاق أمني جزئي يتضمن الانسحاب من جنوب سوريا كثفت دمشق و موسكو تعاونهما العسكري بشكل لافت، حيث أجرى وفد مشترك سوري روسي جولة ميدانية واسعة شملت نقاطا ومواقع عسكرية في جنوب سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية عن اجتماع ضم مسؤولين عسكريين سوريين وروسا في العاصمة دمشق تناول مجالات التعاون العسكري بين دمشق وموسكو، في لقاء هو الثاني من نوعه منذ زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى روسيا.
وقالت وزارة الدفاع السورية إن الوزير مرهف أبو قصرة استقبل في دمشق وفدا روسيا رفيع المستوى برئاسة يونس بك يفكيروف نائب وزير الدفاع الروسي.
وأضافت الوزارة أن اللقاء "بحث مجالات التعاون العسكري وتعزيز آليات التنسيق بما يخدم المصالح المشتركة ويواكب تطلعات البلدين".
ويأتي اللقاء بعد نحو 3 أسابيع على زيارة أجراها أبو قصرة إلى موسكو التقى خلالها نظيره الروسي أندريه بيلوسوف ، وكان الأول من نوعه بعد الزيارة التي أجراها الرئيس السوري إلى روسيا.
وكشف مصدر عسكري سوري رفيع المستوى عن تفاصيل زيارة الوفد العسكري الروسي الأخيرة إلى سوريا، مؤكدا في حديثه للجزيرة نت أنها جاءت بناء على طلب رسمي من الحكومة السورية الجديدة وشملت مناطق جنوب سوريا.
وأوضح المصدر أن الوفد الروسي ترأسه نائب وزير الدفاع الروسي، وضم خبراء عسكريين متخصصين على مستوى عال، بهدف أساسي هو استعادة جاهزية عدد من منظومات الأسلحة والعتاد الروسي الصنع الذي تعرّض للتخريب المتعمد والعبث خلال الأيام الأولى لسقوط النظام السابق، وكذلك أثناء هجمات فلول النظام على المستودعات والمواقع العسكرية.
وأشار إلى أن الزيارة تضمنت إجراء مسح ميداني شامل لتقييم مستوى التسليح الحالي في الجيش السوري بمختلف تشكيلاته، وهدفت أيضا إلى دراسة الاحتياجات الفعلية من الأسلحة والمعدات الجديدة التي طلبت دمشق توريدها من موسكو، وذلك للتحضير لتحديد دقيق لكميات وأنواع هذه الإمدادات في المستقبل القريب.
وأضاف المصدر أن الوفد الروسي يضم أيضا خبراء في الإنشاءات المدنية والهندسة العسكرية، لتقييم الاحتياجات اللازمة لإعادة تأهيل وتعسكر القطعات والثكنات العسكرية السورية التي تضررت خلال السنوات الماضية والأحداث الأخيرة.
وفي 15 أكتوبر / تشرين الأول الجاري أجرى الشرع زيارة على رأس وفد حكومي سوري إلى موسكو التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، في أول زيارة يجريها الرئيس السوري إلى روسيا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد .
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر سورية أن الوفد السوري -الذي وصل إلى روسيا- سعى للحصول على ضمانات من موسكو بعدم تسليح فلول النظام البائد.
وأكد المحلل السياسي رامي الشاعر المقرب من دوائر صنع القرار في روسيا أن التنسيق العسكري بين روسيا وسوريا لن يتوقف أبدا، مشددا في حديثه للجزيرة نت على عمق الثقة المتبادلة بين القيادتين في دمشق وموسكو.
وقال الشاعر إن "القيادة السورية الحالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع تقدّر عاليا الدور الروسي على مدى العقد الأخير في الحفاظ على التهدئة ومنع الصدامات الكبرى، كما تقدّر الدعم الروسي الحاسم الذي ساهم في انتقال السلطة سلميا مع الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها".
وبيّن أن اللقاءات العسكرية الأخيرة تؤكد اهتمام بوتين والشرع بتطوير العلاقات في كافة المجالات، وأن نقاط المراقبة والدوريات الروسية على خطوط الفصل مع إسرائيل ستستمر بالتنسيق الكامل مع القيادة السورية.
وبشأن الجولان ، شدد الشاعر على وجود "ثقة عميقة" في الموقف الروسي المبدئي الداعي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل، مضيفا أن أي استقرار أو تسوية مع إسرائيل مستحيلة دون عودة الجولان وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وأن هذا موقف سوري روسي لا مساومة فيه.
واعتبر أن تجميد إسرائيل المفاوضات "لا قيمة له"، وسوريا لن تتنازل عن شبر واحد، والتنسيق السوري الروسي سيتعزز في ظل التوجه الدولي نحو نظام متعدد المراكز تبرز فيه قوة تجمعات مثل شنغهاي و بريكس .
الرئيس السوري أحمد الشرع يزور موسكو في زيارة أولى و"استثنائية".. فكيف تطورت العلاقة بين #سوريا وروسيا؟ pic.twitter.com/maFIfXQs5T
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 15, 2025
بدوره، كشف الخبير العسكري العقيد مصطفى الفرحات أن أي عودة للقوات الروسية ستكون "رمزية ومحدودة جدا" (عشرات من أفراد الشرطة العسكرية كمراقبين فقط) بهدف ضبط الحدود مع إسرائيل وليس استعادة النفوذ السابق.
وقال الفرحات في حديثه للجزيرة نت إن "روسيا تربطها بسوريا علاقات تاريخية عميقة، وأكثر من 90% من التسليح السوري روسي الأصل، لكن بعد الثورة تغيرت المعادلة، وسوريا الجديدة تسعى لتهدئة الأوضاع مع الجميع باستثناء إيران التي انحسر دورها التخريبي إلى غير رجعة".
كما أكد أن روسيا ستحتفظ بقاعدتي حميميم و طرطوس لكن وفق شروط جديدة تماما مع إعادة نظر شاملة في الاتفاقيات السابقة الإذعانية، ودمشق لن تسمح بعودة النفوذ الروسي الواسع، لكنها لن تقطع العلاقة كليا لأن موسكو لا تزال تملك تأثيرا أمنيا.
وحذر الفرحات من مليشيات في الجنوب تابعة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتلقى دعما إسرائيليا مباشرا، وختم بأن العودة الروسية الرمزية ستساعد في تثبيت الأمن وكبح التجاوزات الإسرائيلية، وأن سوريا الجديدة تتبّع سياسة توازن دقيقة، لكنها تميل بوضوح نحو الغرب وتهدف إلى بناء دولة مستقرة دون الانجرار لأي محور.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة