يرى الكاتب كونستانتين أولشانسكي في تقرير نشرته صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية، أن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتشددة تجاه المهاجرين قد تصب في صالح أوكرانيا وتمنحها زخما بشريا هائلا في حربها مع روسيا .
ويوضح الكاتب أن إدارة ترامب تستعد لبدء حملة ترحيل جماعية للمهاجرين الأوكرانيين، قد تبدأ بعشرات اللاجئين ممن حصلوا على تأشيرات إنسانية في ظل الإدارة السابقة.
وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، ستضم الدفعة الأولى نحو 80 لاجئا، في حين يعتزم ترامب في المجمل ترحيل نحو 200 ألف أوكراني من الولايات المتحدة .
ونسب أولشانسكي إلى سفيرة أوكرانيا في الولايات المتحدة أولغا ستيفانيشينا قولها لـ"واشنطن بوست" أن السلطات الأوكرانية على علم بصدور قرارات ترحيل نهائية بحق نحو 80 مواطنا أوكرانيا بسبب انتهاكهم قوانين الولايات المتحدة.
وأضافت السفيرة أن السلطات الأميركية تعمل بنشاط على حل المشاكل اللوجستية المتعلقة بعملية الترحيل، في ظل غياب رحلات طيران دولية مباشرة إلى أوكرانيا.
وقد أُبلغ بعض المُرحَّلين بأن نقلهم قد يتم على متن طائرات نقل عسكرية إلى أوكرانيا أو إلى بولندا .
يتوقع الكاتب أن يكون لهذه الخطوة تأثير واسع النطاق على مجريات الحرب في أوكرانيا، إذ إن الغالبية العظمى من المُرحَّلين هم رجال في سنّ التجنيد، ومن المرجّح أن يتم ضمّهم فور عودتهم للبلاد إلى القوات المسلحة الأوكرانية.
وأكد الكاتب أن المسؤولين في كييف يشعرون بالتفاؤل حيال هذه الخطوة ويترقبون وصول دفعات جديدة من "الجنود المحتملين" من وراء المحيط.
وفي هذا السياق، صرّح أحد موظفي مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي لصحيفة "واشنطن بوست"، دون الكشف عن هويته "تستطيع الولايات المتحدة ترحيل من تشاء، ونحن نعرف جيدا كيف نوظّفهم".
أولشانسكي:
أُبلغ بعض المُرحَّلين بأن نقلهم قد يتم على متن طائرات نقل عسكرية إلى أوكرانيا أو إلى بولندا.
وأوضح الكاتب أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن هي التي سهّلت قدوم عدد كبير من اللاجئين الأوكرانيين للولايات المتحدة في إطار الدعم الواسع الذي قدمته لكييف في حربها مع روسيا.
وكان بايدن قد أطلق برنامجا إنسانيا يحمل اسم "متحدون من أجل أوكرانيا"، أتاح لأكثر من 240 ألف لاجئ أوكراني الحصول على إقامة مؤقتة في الولايات المتحدة.
وحسب الكاتب، فقد واجه البرنامج انتقادات شديدة من جانب الجمهوريين الذين اعتبروا أنه أسهم في تفاقم أزمة الهجرة في البلاد.
وقد كشفت "واشنطن بوست" أن وزارة الأمن الداخلي أرسلت في إبريل/نيسان الماضي رسائل إلكترونية إلى عدد من الأوكرانيين في مختلف الولايات، تخطرهم بإلغاء تأشيراتهم الإنسانية، وهددتهم بإجراءات عقابية إذا لم يغادروا البلاد.
تبيّن لاحقا أن الرسائل لم تصل إلى الأشخاص المعنيين، لكن الحادثة كشفت -وفقا للكاتب- ما ينتظر اللاجئين الأوكرانيين الذين استقبلتهم إدارة بايدن في وقت سابق.
ويوضح الكاتب أن خطة ترامب لترحيل الأوكرانيين وغيرهم من المهاجرين أثارت موجة حادة من الانتقادات من منظمات حقوق الإنسان، خاصة أنه لا ينوي التعاون مع المنظمة الدولية للهجرة، التي تتولى تقليديا الإشراف على عمليات إعادة المهاجرين إلى دولهم.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة