في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
حذّر خبراء الدفاع من دخول العالم مرحلة جديدة من الحروب التكنولوجية تتجاوز التهديدات العسكرية التقليدية نحو ساحات غير مرئية تشمل العقل البشري، والمناخ، والتكوين العميق للذكاء الاصطناعي، وفقا لما جاء في مجلة لوبوان الفرنسية.
ورغم الاهتمام العالمي بالمسيرات والرادارات الحديثة، فإن تقنيات أشد غموضا تتقدم بهدوء داخل مختبرات الجيوش والأجهزة البحثية، مما يمثل "كوابيس حقيقية للمهندسين العسكريين"، وفقا للمجلة.
وحددت المجلة 4 تجليات لهذه الحرب:
تتطور قدرات "الحرب الإدراكية" لتستهدف عقل العدو مباشرة عبر تقنيات فيزيولوجية تعمل عن بُعد، إذ يقول مسؤول رفيع في وزارة الجيوش الفرنسية: "سيكون هذا موضوعا مركزيا في حرب الغد.. الهدف هو خداع دماغ العدو مباشرة".
وتشمل الوسائل المحتملة لتحقيق ذلك استخدام موجات الميكرويف، والروائح، والفيرومونات، والأصوات، مع إمكانية شلّ طاقم غواصة كامل من دون طلقة واحدة.
ويضيف المسؤول: "نحن قادرون اليوم على تصنيع كوابيسنا.. وهذا يسمح بتوجيه ضربات خطيرة للغاية".
مع مرور 90% من التجارة العالمية عبر البحر، يحذّر الخبراء من هشاشة غير مسبوقة يمكن استغلالها.
وتنقل المجلة عن الخبير في المخاطر الدولية ستيفان أودراند: "لا حاجة لإغراق السفن.. يكفي خلق تهديد دائم".
وتضيف أنه عما قريب ستنتشر مسيرات سطحية وتحت مائية قادرة على التنقل بالتيارات أو بمحركات بسيطة، وعلى إغراق سفن شحن ضخمة بتكلفة زهيدة.
وتنقل لوبوان هنا عن قائد البحرية الفرنسية، الكابتن جيروم هنري، قوله معلقا على هذه المعلومات: "نتدرّب على مواجهة أسراب من المسيرات.. ليلا ونهارا، ودون سابق إنذار".
وتؤكد لوبوان أن تقنيات الهندسة المناخية باتت أكثر تقدما، وقد تتحول إلى أدوات عسكرية خطيرة تشمل:
– تلقيح السحب باليوديد الفضي لزيادة الأمطار وإغراق قوات معادية.
– نشر الأيروسولات في طبقات الجو العليا لحجب أشعة الشمس.
– "تبييض السحب" عبر رشّ جزيئات الملح لعكس الضوء وإرباك الأقمار الصناعية .
وقد يؤدي “ترقيق السحب العالية” إلى رفع الحرارة بشكل خانق فوق مناطق محدّدة.
ويعلق تقرير المجلة على هذه التقنيات بالقول إن "ما كان حلما سوفياتيا أصبح اليوم تقنية يمكن أن تُستخدم لخلق كوارث شبيهة بالأساطير".
يمثل تسميم البيانات في مرحلة تدريب الذكاء الاصطناعي تهديدا معروفا، لكن الأخطر هو تسميم اللبنات البرمجية الأساسية، ويشرح خبير أوروبي في الذكاء الاصطناعي العسكري ذلك للمجلة قائلا: "إذا تلوثت شبكات التعلم بسموم رقمية، ستدمر الذكاء الاصطناعي نفسه.. سيموت حرفيا".
ويضيف الباحث أوليفييه بلازي مثالا ملموسا آخر قائلا: "تخيلوا نموذجا يعطي دائما النتيجة نفسها: هذا البلد صديق.. وذاك عدو".
ويذكّر الباحث هنا بأخطاء حقيقية حدثت سابقا، مثل خطأ التقريب في صاروخ باتريوت عام 1991 الذي أدى إلى مقتل 28 جنديا أميركيا.
ويشير التقرير إلى أن حروب المستقبل ستدور في مجالات لا صوت لها ولا نار، داخل القشرة الدماغية، فوق طبقات الجو العليا، وفي أعماق الأكواد البرمجية التي تدير الذكاء الاصطناعي، إنها تهديدات جديدة "صامتة" تستعد جيوش العالم لمواجهتها، بينما يواصل المهندسون العسكريون -حسب تعبير التقرير- "صناعة كوابيسهم بأيديهم".
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة