غزالة هاشمي سياسية أميركية من أصل هندي، وهي أول مسلمة تُنتخب لمنصب على مستوى الولاية في أميركا، إذ فازت باسم الحزب الديمقراطي بمنصب نائب حاكم ولاية فيرجينيا، المحاذية للعاصمة واشنطن ، في الانتخابات التي جرت في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
وقبل ذلك كانت غزالة هاشمي أول مسلمة وأول أميركية من أصل جنوب آسيوي تشغل منصبا في مجلس شيوخ ولاية فيرجينيا عن الحزب الديمقراطي.
تلقت غزالة هاشمي تعليمها في جميع المراحل في ولاية جورجيا الأميركية وانخرطت في العمل السياسي بعد مسيرة غنية في المجال الأكاديمي والعمل التربوي.
وُلدت غزالة هاشمي في الخامس من يوليو/تموز 1964 بحيدر آباد في الهند ، ووالدها هو البروفيسور ضياء هاشمي، وهو حاصل على درجتي الماجستير والبكالوريوس في الحقوق بالهند والدكتوراه في العلاقات الدولية بأميركا.
ووالدتها هي تنوير هاشمي، وهي حاصلة على البكالوريوس في القانون في جامعة هندية.
في سن الرابعة هاجرت غزالة هاشمي مع والدتها وشقيقها الأكبر من الهند إلى الولايات المتحدة ، والتحقوا بوالدها في ولاية جورجيا، بينما كان يُكمل درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية قبل أن يبدأ بالتدريس الجامعي.
تزوجت غزالة من أزهر رفيق وأنجبا ابنتين، هما ياسمين ونور.
تلقت هاشمي تعليمها في المدارس العامة ببلدة ستيتسبورو في ولاية جورجيا، في وقت بدأ فيه إلغاء الفصل العنصري في المؤسسات التعليمية بالولاية، وعاشت تجربة بناء المجتمع وتعزيز الحوار عبر العمل على سد الفجوات الثقافية والعرقية والاجتماعية والاقتصادية.
تخرجت غزالة هاشمي متفوقة على رأس دفعتها في المدرسة الثانوية، وحصلت على العديد من المنح الدراسية الكاملة والزمالات، والتحقت بجامعة جورجيا الجنوبية وحصلت على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وعلى درجة الدكتوراه في الأدب الأميركي من جامعة إيموري في مدينة أتلانتا بالولاية نفسها.
في عام 1991 انتقلت غزالة وزوجها أزهر رفيق إلى مدينة ريتشموند، عاصمة ولاية فيرجينيا، وأمضت ما يقرب من 30 عاما تعمل أستاذة جامعية، ودرّست في البداية في جامعة ريتشموند ثم في كلية رينولدز المجتمعية.
وفي فترة عملها في رينولدز، شغلت أيضا منصب المدير المؤسس لمركز التميز في التدريس والتعلم.
انخرطت غزالة هاشمي في العمل السياسي بعد الاحتكاك الطويل مع جميع فئات المجتمع أثناء مزاولتها التدريس، مما عمق وعيها بمشاكل شرائح واسعة من الناس وباحتياجاتهم الكثيرة.
وفي هذا الصدد تقول غزالة هاشمي إنها عندما كانت تدرّس في كلية المجتمع التقت وتعاملت مع فئات واسعة منهم طلاب وعمال ومحاربون قدامى ومهاجرون جدد وغيرهم، وتفاعلت معهم وسعت لمساعدتهم على إيجاد مسارات للتعليم والفرص الاقتصادية.
خاضت هاشمي أول تجربة انتخابية لها في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 عندما ترشحت لانتخابات مجلس شيوخ ولاية فرجينيا عن الدائرة العاشرة (جنوب غرب واشنطن العاصمة) وفازت بذلك المقعد بعد تقدمها على المرشح الجمهوري غلين ستورتيفانت.
وبذلك الفوز تمكن الديمقراطيون من السيطرة لأول مرة منذ سنوات عدة على المجلس، وأصبحت هاشمي أول مسلمة وأول أميركية من أصل جنوب آسيوي تشغل منصبا بمجلس شيوخ الولاية.
وفي عام 2023 انتخبت غزالة هاشمي مجددا وتقدمت بشكل كبير على خصمها الجمهوري هايدن فيشر في الدائرة الـ15.
وبالنظر إلى تجربتها الطويلة في مجال التعليم ودفاعها عن قيم الدمج والعدالة الاجتماعية، فقد ركزت في عملها التشريعي على التعليم العام.
وفي عام 2024 عيّنت رئيسة للجنة التعليم والصحة في مجلس الشيوخ بالولاية، وهو منصب قيادي مهم بالنظر إلى الاهتمام الذي يوليه الحزب الديمقراطي إلى الصحة الإنجابية والتعليم العام.
كما دافعت أيضا عن حقوق التصويت، والحفاظ على الديمقراطية وحرية الإنجاب ومنع العنف المسلح والبيئة والإسكان وتوفير الرعاية الصحية بأسعار معقولة.
أعلنت هاشمي في مايو/أيار 2024 عن ترشحها لمنصب نائب حاكم ولاية فيرجينيا، واستطاعت التقدم في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في يونيو/حزيران 2025 متغلبة على عمدة مدينة ريتشموند السابق ليفار ستوني، وعلى عضو مجلس الشيوخ آرون راوس.
وفي المرحلة النهائية تغلبت هاشمي في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2025 على المرشح الجمهوري جون ريد، بعد أن حصلت على 55.6% من الأصوات مقابل بـ44.1% لريد.
وبذلك أصبحت هاشمي أول مسلمة تُنتخب لمنصب على مستوى الولاية في أميركا.
وطيلة عملها التشريعي كرست غزالة هاشمي جهودها -كما تقول- لتحسين حياة الآخرين، مع التركيز على قضايا المساواة في الإسكان والتعليم والرعاية الصحية والعدالة البيئية.
وأثناء حملتها لمنصب نائب حاكم الولاية، ركزت برنامجها على خفض التكاليف وتنمية اقتصاد ولاية فرجينيا وضمان حصول الأطفال على رعاية وتعليم عالي الجودة وعلى تعزيز التنوع في الولاية.
وتروج هاشمي لالتزامها بالعمل على وقف انتشار الأسلحة والحد من العنف وما يترتب عنه من وفيات، وتؤيد إجراءات التحقق الشامل من خلفية الأفراد الذين يريدون اقتناء السلاح، وتعزيز قوانين التخزين الآمن للأسلحة الفردية، وحظر الأسلحة الهجومية التي تُعتبر أسلحة حرب.
وتولي هاشمي أهمية خاصة للتربية، وتدعو إلى اعتماد أنظمة تعليمية تركز على تسليح الجيل القادم بالمهارات والتدريب والمؤهلات اللازمة للمهن الجديدة.
وتدعو هاشمي إلى توفير رعاية عالية الجودة للأطفال وضمان دعم الأسر بالرعاية الصحية المنزلية ورعاية المسنين، وتقديم أجور للعاملين في الخدمة المنزلية.
كما تدعو إلى حماية حقوق العمال الناشطين في المجال النقابي والدفاع عن حقهم في أجور عادلة ومزايا وأماكن عمل آمنة.
طيلة مسارها التدريسي والتشريعي حصلت غزالة هاشمي على العديد من التكريمات والجوائز من بينها:
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة