آخر الأخبار

لوفيغارو: الناجون من مجازر الفاشر يروون قصصا يندى لها الجبين

شارك

بعد حصار دام 18 شهرا، سقطت مدينة الفاشر ، آخر معاقل القوات المسلحة السودانية في دارفور ، بيد قوات الدعم السريع يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول لتتحول إلى مسرح لمجازر وجرائم مروعة ضد المدنيين، حسب صحيفة لوفيغارو.

وكشفت شهادات الناجين -حسب مراسل الصحيفة الفرنسية بالقاهرة باستيان ماسا- فظائع يصعب تصورها، ما بين جثث متناثرة على الطرق، ورجال يقتلون لمجرد أنهم ذكور، ونساء وأطفال يتعرضون للعنف والاغتصاب أثناء محاولتهم الفرار.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 صحف عالمية: العرب يشترطون لنشر قوات بغزة وممداني سيدخل معارك طويلة مع ترامب
* list 2 of 2 نيويورك تايمز ترحب بفوز ممداني وتعتبر ذلك فصلا جديدا لمدينة نيويورك end of list

وقالت أميرة، التي فرت مع أطفالها الأربعة من مدينة الفاشر نحو كورما، "كان هناك العديد من الجنود على الطريق. كلما رأوا رجلا قتلوه. رأيناهم يذبحون رجلين أمامنا بسكين. ثم صادفنا مجموعة أخرى، يرتدون زي قوات الدعم السريع، فسرقوا كل ما تبقى معنا. الآن، يستيقظ ابني ليلا وهو يرتجف خوفًا من تلك المشاهد".

مصدر الصورة تصاعد أعمدة الدخان في حي قريب من مطار الفاشر (الجزيرة)

تطهير عرقي

وبالفعل وصلت مئات الحالات من ضحايا الاغتصاب والإصابات بالرصاص، ومئات الأطفال دون أسرهم، إلى مخيم تاويلا للنازحين، في الوقت الذي تشير فيه المنظمات الإنسانية إلى أن ثلاثة أرباع سكان الفاشر ما زالوا محاصرين، وسط انقطاع شبه تام للمعلومات، إلا ما تكشفه صور الأقمار الصناعية من ممرات مغلقة وجثث متناثرة في الشوارع، مما يعد مؤشرا على وقوع عمليات قتل جماعي، كما يقول المراسل.

وتساءل ناثانيال ريموند، مدير مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، "أين الباقون؟ نرى نشاطا ضئيلا في المدينة، ولا شيء يدل على أنهم تمكنوا من الفرار. بل بالعكس، نرى في صور الأقمار الصناعية أجساما صغيرة تشبه الجثث".

وأضاف ريموند "إنه تطهير عرقي من بيت إلى بيت. على صور الأقمار الصناعية، نرى مركبات تسد الأزقة، وأجساما بطول 1.3 متر ملقاة أفقيا، وأحيانا بقعا حمراء باهتة".

ويقول إبراهيم المقيم في كمبالا "نحو 200 شخص من عائلتي في الفاشر، ولا أخبار عنهم. من لم يقتل بالرصاص يموت جوعا أو عطشا. علمت أن أختي فاطمة، وهي ممرضة، قتلت في مستشفى الولادة السعودي، وتعرف عليها أقاربنا في فيديوهات قوات الدعم السريع".

إعلان

وذكرت الصحيفة بمجزرة مستشفى الفاشر التي أعدم خلالها أكثر من 460 مريضا وطبيبا وممرضة في أول يوم للهجوم، مشيرة إلى أن قيادة الدعم السريع حاولت نفي تلك الجرائم رغم تداول عشرات الفيديوهات التي صورها عناصرها أنفسهم، وادعت أنها "حملة تشويه"، قبل أن تعلن تشكيل لجنة تحقيق شكلية تحت ضغط دولي، حسب المراسل.

أكثر مجزرة متوقعة

وبالفعل تم اعتقال القائد الميداني المعروف باسم أبو لولو الذي تفاخر علنا بقتل أكثر من ألفي مدني، في مشهد وصفه سودانيون بأنه "مسرحية إعلامية"، لأن المراقبين يرون أن اعتقاله لم يكن على القتل بل على التصوير.

وقال خبراء إن ما يجري في الفاشر هو استكمال مباشر لجرائم الجنجويد في بدايات حرب دارفور قبل 20 عاما، لكن بأدوات أكثر حداثة، إذ حلت المركبات المدرعة والطائرات المسيرة محل الخيول والجمال، كما تحولت قوات الدعم السريع إلى مليشيا مدججة بالسلاح بفضل دعم مالي ولوجيستي كبير من دولة الإمارات، كما تقول لوفيغارو.

وتشير مصادر ميدانية -حسب المراسل- إلى أن عناصر من دارفور يتدربون على تشغيل الطائرات المسيرة في إحدى الدول الإقليمية، وأن خطوط الإمداد تمتد عبر ليبيا والصومال، بغطاء من شبكة علاقات تربط قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ( حميدتي ) بقادة تلك الدولة وبالمشير خليفة حفتر في ليبيا.

ويصف ناثانيال ريموند ما يحدث بأنه "أكثر مجزرة متوقعة في تاريخ البشرية"، إذ وثق الباحثون تطورات الحصار لحظة بلحظة على مدار عام ونصف دون أن يتحرك المجتمع الدولي ، لأن "العلاقات مع بعض الدول أهم من حياة السودانيين بالنسبة للغرب"، كما يضيف الباحث بمرارة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا