آخر الأخبار

لغز المرحلة الجديدة في غزة.. انسحاب أم إعادة تموضع؟

شارك
إعادة انتشار إسرائيلي وحماس تنتشر أمنيا.. هذا متفق عليه؟

دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ وسط علامات استفهام حول شكل التطبيق على الأرض، مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن إعادة تموضع قواته داخل قطاع غزة، وتصريحات لحركة حماس تفيد بأنها ستنشر عناصر أمنية في المناطق التي ينسحب منها الجيش. فهل ما يجري يتماشى مع بنود الاتفاق أم أنه بداية لمرحلة انتقالية مفتوحة المخاطر؟

في الساعات الأولى لتطبيق الاتفاق بدأ الجيش الإسرائيلي الانسحاب من عدة مناطق سكنية في مدينة غزة وشمال القطاع باتجاه ما أُطلق عليه "الخط الأمني المؤقت" أو " الخط الأصفر" الوارد في خطة ترامب، بينما أكدت مصادر فلسطينية وقوع غارات وقصف مدفعي على مدن خان يونس و غزة بعد سريان وقف إطلاق النار، ما يعكس هشاشة التطبيق الميداني لوقف النار.

من جهتها، أفادت حركة حماس بأن "عناصر أمنية" تابعة لها بدأت بالانتشار في المناطق التي ينسحب منها الجيش.

وفي تفسير تحليلي جاء على لسان محرر الشؤون الإسرائيلية في سكاي نيوز عربية نضال كناعنة، فإن "انسحاب إسرائيل من هذه المناطق يجعل مقاتلي حركة حماس الجسم المسلح الوحيد الموجود على الأرض" وأن "هذا طبيعي وهذا ما سيحدث"، مشيراً إلى أن تسمية هؤلاء "عناصر أمنية" أو "مقاتلين" ليست إلا تسميات مختلفة لـ"نفس الأشخاص".

وبحسب مراسل سكاي نيوز عربية في فلسطين، فراس لطفي، فإن ما يشهده القطاع هو "مرحلة انتقالية بين انتهاء الحرب واليوم التالي"، وأن الملفات الكبرى —من تحرير الأسرى إلى مسألة الانسحاب ونزع سلاح الحركة— ستخضع لاختبار الميدان.

وأضاف أن نجاح المرحلة الأولى مرتبط بعدة عوامل، بينها قائمة الأسماء المزمع الإفراج عنها والتي تشهد خلافات قد تعرقل التنفيذ.

المعطيات الرسمية الإسرائيلية تضمنت أيضاً تصريحات وتصريحات لقادة تل أبيب تؤكد أن الجيش سيبقى في حالة تأهب، وأنه "سينسحب إلى الخطوط المتفق عليها"، لكن مع احتمال استئناف العمليات إذا لم تتحقق شروط تل أبيب، وهو ما عبّر عنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في خطابه حين ربط استمرار وقف النار بتحقق «أهداف الحرب» و" نزع سلاح حماس".

الوثائق الإسرائيلية التي نشرتها هيئات رسمية تذكر بدورها بدء دخول المساعدات الإنسانية فور تعليق العمليات، وتضع إطاراً زمنياً لاستكمال الانسحاب، لكن حقوق التنفيذ والسلطة على الأرض تبقى غامضة: من يدير الأمن والخدمات، ومن يضمن عدم تجدد القتال؟

الرهان الدولي والإقليمي على وساطات وضمانات يبدو مركزيا، خاصة بعد تأكيدات حماس، بحسب قياداتها، بأنها تسلّمت ضمانات من الوسطاء والإدارة الأميركية بأن "الحرب قد انتهت بشكل تام".

لكن الميدان لا يزال يحمل مؤشرات توتر: تبادل اتهامات بشأن قوائم الأسرى، وأنباء عن تغييرات إسرائيلية في الأسماء، وتهديدات إسرائيلية بإمكانية العودة إلى القوة إذا لم تنجز بنود المرحلة التالية.

في المحصلة، ما يجري على الأرض حتى الآن يلتقي مع ما قيل في النص السياسي: انسحاب مرحلي لإسرائيل وانتشار لعناصر حماس في تلك المناطق. لكن الإجابة النهائية عن مدى تطابق هذه التحركات مع الاتفاق ستعطيها الأيام القادمة، حيث تقف "قابلية التنفيذ" والتحقق من بنود التبادل على رأس العوامل الحاسمة لثبات وقف النار أو تفجره مجددا.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا