هي ابنة جنوة الساحلية في شمال إيطاليا وأكبر مدينة قديمة في أوروبا، رياضية، ولاعبة أولمبية سابقة في رمي المطرقة.
نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية التي خاضت أول تجربة سياسية لها هذا العام، لم تتوان لحظة واحدة عن قيادة تظاهرة دعما لغزة ووصف ما يجري في القطاع بـ" الإبادة الجماعية ".
شاهدت سيلفيا ساليس المولودة في عام 1985 بجنوة، والدها الذي كان يعمل بستانيا في ملعب فيلا جينتيلي لألعاب القوى ويتولى صيانته، وكان عضوا نشطا في الحزب الشيوعي الإيطالي.
رأته وهو يتابع خطواتها الأولى في عالم الرياضة، لم تنس كل ذلك فأهدته كلماتها الأولى بعد انتخابها عمدة جنوة: "فوز لوالدي، سيكون سعيدا وفخورا". أما والدتها، فكانت موظفة في البلدية.
تخرجت سيلفيا ساليس من جامعة "لينك كامبوس" بروما بدرجة البكالوريوس في العلوم السياسية في عام 2018. ولاحقا تزوجت من الكاتب والمخرج والمنتج فاوستو بريزي في عام 2020.
بدأت ساليس التدريب على ألعاب القوى في عام 1993 في سن الثامنة. اهتمت في بداية حياتها بالقفز الطويل، ثم حولت تركيزها إلى منافسات الرمي تحت إشراف المدرب فالتر سوبرينا، وهو لاعب سابق في رمي المطرقة.
حققت ساليس أولى نجاحاتها الوطنية عام 2001 عندما فازت بألقاب فئة الشباب ومثلت إيطاليا في بطولة العالم للشباب في المجر.
وعلى مدار السنوات التالية، حصدت العديد من الألقاب الإيطالية في فئتي الناشئين وتحت 23 عاما، وشاركت في مسابقات دولية كبرى، بما في ذلك بطولة أوروبا وبطولة العالم للناشئين، بالإضافة إلى بطولة أوروبا تحت 23 عاما.
ظهرت ساليس لأول مرة مع المنتخب الإيطالي في بطولة أوروبا 2006 في جوتنبرغ بالسويد على الرغم من أنها لم تتقدم إلى النهائي.
حصدت 10 ألقاب إيطالية، وميدالية ذهبية وأخرى برونزية في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وشاركت مرتين في الألعاب الأولمبية في لندن وبكين.
في عام 2016، اعتزلت ساليس المنافسات الرياضية بسبب الإصابة. وسرعان ما تولت منصبا قياديا، حيث أصبحت مسؤولة رياضية في " فيامي أزوري"، وهي مجموعة رياضية تابعة للشرطة لطالما مثلتها.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، انتخبت لعضوية المجلس الاتحادي للاتحاد الإيطالي لألعاب القوى، وفي عام 2017، انضمت إلى المجلس الوطني للجنة الأولمبية الوطنية الإيطالية.
وفي عام 2021، انتخبت نائبة لرئيس المجلس، وكانت لديها فرصة قوية للوصول إلى أعلى منصب، أي الرئاسة، لو لم تترشح في الانتخابات البلدية الأخيرة.
مطلع العام الحالي دخلت المعترك السياسي بقوة عندما رشحها ائتلاف يسار الوسط لمنصب رئيس بلدية جنوة في الانتخابات المحلية.
كانت ساليس بمثابة الورقة الرابحة في يد يسار الوسط، على الرغم من بعدها عن السياسة وعالم الأحزاب السياسية، وباعتبارها شخصية محبوبة، التف ائتلاف يسار الوسط حولها.
وحظي ترشيحها بدعم "الحزب الديمقراطي"، و"حركة النجوم الخمس"، وتحالف الخضر واليسار، وعدة قوائم مدنية، منها قائمة تحمل اسمها "سيلفيا ساليس سينداكا".
لم يسبق لها أن شغلت مناصب إدارية أو سياسية، غير أنها عُرفت بكونها شخصية طموحة وذات حضور قوي.
وصرحت للصحافة بأنها قررت الترشح عندما شعرت بأن عليها أن "تفوز لاستعادة جنوة من قبضة اليمين"، وأضافت "جنوة تستحق الأفضل، والفوز سيكون تحريرا لها".
تفوقت على مرشح يمين الوسط وفازت في مايو/أيار الماضي برئاسة بلدية جنوة، وفي اليوم التالي لفوزها في الانتخابات كتبت على صفحتها في فيسبوك "عمدة بين الناس. امرأة اختارت العمل السياسي، بعد أن خاضت تجارب أخرى في الحياة، لخدمتكم، لا لإصدار الأوامر: في خدمة جميع سكان جنوة، من آمنوا بهذا المشروع، ومن دعموا مشروعا آخر، ومن لم يعودوا إلى السياسة. لا ينبغي إهمال أحد".
لم تكتف الرياضية الأولمبية السابقة بما أنجزته رياضيا وإداريا فقد جذبت أيضا أضواء البرامج الحوارية التلفزيونية الوطنية، التي غالبا ما تستضيفها.
حتى إنها أججت الشائعات السياسية والقصص الخفية في الصحف المطبوعة والمواقع الإلكترونية في بلادها، والتي روجتها كزعيمة محتملة لتيار يسار الوسط في محاولة أخرى لإحياء قطب ثالث وسطي قد تكون له الغلبة في الانتخابات المقبلة وإزاحة جورجا ميلوني رئيسة الوزراء الحالية.
مشاركتها في مسيرة ضمت أكثر من 40 ألف شخص لمساندة أسطول الصمود العالمي المتجه لكسر الحصار عن غزة، كانت حدثا إعلاميا على منصات التواصل بعد أن تقدمت الجميع وهي تهتف لرفع الحصار عن غزة ووقف الحرب متوشحة بالعلم الإيطالي.
ودعت من ميناء جنوة عددا من المراكب المحملة بالمساعدات الإنسانية، للانضمام إلى الأسطول الذي غادر موانئ برشلونة الإسبانية.
وكتبت عمدة جنوة، في تغريدة على منصة "إكس": "أنا فخورة بكوني عمدة جنوة، واليوم أشعر بالفخر أكثر من أي وقت مضى. لقد شاركت في المسيرة بالشموع عند الميناء القديم، حيث سينطلق أسطول صمود باتجاه قطاع غزة . شكرا لكل من يجعل ذلك ممكنا. إن المدينة كلها تقف إلى جانبكم".
وقالت "لنردد شعار "حرروا فلسطين" و"أوقفوا الإبادة الجماعية" لا نخشى استخدام هذه الكلمات. يجب أن نسمي الأشياء بأسمائها"، قبل أن تحث الجميع على التظاهر سلميا من أجل فلسطين. واختتمت رئيسة البلدية حديثها قائلة: "يجب أن نقف إلى جانب العقل. لا للعنف. يجب ألا نبرر من يهاجمون المظاهرات". كما قالت.
وتجد ساليس دعما مؤثرا من كافة القطاعات في جنوة وفي مقدمتها عمال الموانئ الذين يقومون، بالتنسيق مع عمال الموانئ في جميع أنحاء أوروبا لمنع مغادرة السفن المحملة بالشحنات العسكرية إلى دولة الاحتلال بشكل كامل. وبالأمس تم إجبار سفينة شحن إسرائيلية على ترك ميناء جنوة دون تحميل حاويات أسلحه ومتفجرات.
ساليس ابنة اليسار، الرياضية المعتزلة، تحضر نفسها لما هو أكبر من رئاسة بلدية، وربما تكون رقما صعبا ومؤثرا في الانتخابات التشريعية القادمة في إيطاليا.