دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس والفصائل الأخرى إلى تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، مؤكداً أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، ومتعهداً بأن لا يكون لحماس دور في الحكم.
وقال عباس إن "ما تقوم به إسرائيل ليسَ مجرد عدوان بل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية موثقة ومرصودة"، وذلك في كلمة عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما رفضت الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول لحضور أعمال الدورة الثمانين للمنظمة الدولية، والتي تخللها إعلان دول غربية اعترافها بدولة فلسطينية.
وعبر عباس عن "رفضه" لما قامت به حركة حماس في السابع ِمن أكتوبر/ تشرين الأول 2023 منْ "أعمالٍ استهدفتِ المدنيينَ الإسرائيليين"، واعتبر أنها أفعال لا تمثل الشعب الفلسطيني.
وتأتي كلمة عباس، غداة تأكيد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أن الرئيس دونالد ترامب عرض على دول عربية ومسلمة خطة جديدة ترمي إلى وضع حد للحرب.
وعلى هامش الجمعية العامة، أعلنت دول غربية تعدّ من الحلفاء التقليديين لإسرائيل، تتقدمها فرنسا وبريطانيا، الاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة لقيت تنديد واشنطن وإسرائيل التي لوّح مسؤولون فيها بالردّ عليها عبر ضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وارتفع عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطينية إلى أكثر من 150 من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، أي ما يقارب 80 في المئة من إجمالي عدد هذه الدول.
وكان عباس رحّب بخطوة هذه الدول، وألقى عبر الفيديو كلمة أمام مؤتمر حلّ الدولتين الذي عقد الاثنين في نيويورك برئاسة فرنسا والسعودية.
وأفاد موقع بوليتيكو بأن ترامب تعهد خلال اجتماع مع قادة عرب ومسلمين في نيويورك، بعدم السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو بضم الضفة الغربية.
ونقل الموقع عن اثنين من ستة مصادر على دراية بالمحادثات، أن ترامب كان "حازماً" في تعهده للقادة الذين اجتمع بهم.
وكانت واشنطن قد رفضت منح تأشيرات لعباس ونحو 80 شخصاً آخرين هم أعضاء في منظمة التحرير أو مسؤولون في السلطة، كان مقرراً أن يحضروا الجمعية العامة.
وانتقدت الخارجية الأمريكية المسؤولين الفلسطينيين على خلفية "الجهود الرامية إلى ضمان الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية افتراضية".
وكانت الجمعية العامة صوّتت في وقت سابق من الشهر الجاري، على قرار يسمح لعباس بإلقاء كلمته إما مسجلة أو عبر تقنية الفيديو، وذلك بتأييد 145 دولة.
في غضون ذلك، تسعى دول عربية وغربية إلى أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في إدارة غزة عقب الحرب التي تسببت بدمار هائل في غزة وأزمة إنسانية كارثية بلغت حد المجاعة بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة في أغسطس/آب.
وعلى هامش الجمعية العامة، قال ويتكوف إن الولايات المتحدة عرضت "خطة جديدة للسلام في الشرق الأوسط وغزة مؤلفة من 21 نقطة"، وذلك خلال اجتماع بين ترامب وقادة دول عربية ومسلمة الثلاثاء.
وقال ويتكوف: "لدينا أمل، ويمكنني القول إننا واثقون بأننا سنتمكن في الأيام المقبلة من إعلان اختراق ما"، موضحاً أن الخطة "تعالج هواجس إسرائيل وكذلك هواجس كل الجيران في المنطقة".
وأفاد مسؤول في البيت الأبيض بأن ترامب يريد "وضع حد سريعاً" للحرب في القطاع، مشيراً إلى أن الدول المشاركة في الاجتماع "أعربت عن أملها في العمل مع المبعوث الخاص ويتكوف لدراسة خطة الرئيس"، وفق وكالة فرانس برس.