في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في مشهد استثنائي أعاد للذاكرة صور الاحتجاجات الكبرى في أوروبا، تعطلت الحياة في مدن إيطالية عديدة بعد أن خرج الآلاف إلى الشوارع تحت شعار "لنعطل كل شيء" تضامنا مع غزة ، وللمطالبة بوقف شحنات السلاح المرسلة إلى إسرائيل .
انتشرت الصور ومقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، لتوثق توقف النقل العام والموانئ والسكك الحديدية، إضافة إلى فعاليات طلابية في الجامعات.
وقد لاقت هذه المشاهد ترحيبا واسعا من رواد المنصات، في حين تحول وسم غزة إلى مساحة تفاعل كبيرة عبّر خلالها المدونون والنشطاء عن إعجابهم بالزخم الشعبي الذي منح المظاهرات طابعا مختلفا.
وفي المقاطع المتداولة، ظهر محتجون يرفعون علما فلسطينيا ضخما يجوب الشوارع، مرددين هتافات تصف الحرب على غزة بأنها "إبادة جماعية"، في حين حمل آخرون لافتات كتب عليها: "حرروا غزة، أوقفوا الإبادة".
إيطاليا تشهد إضرابًا عامًا لمدّة ٢٤ ساعة تضامنًا مع غزة: شلل في القطارات والحافلات والموانئ والمدارس، بمشاركة ملايين العمال ونقابات كبرى تطالب بوقف بيع السلاح لإسرائيل وفرض عقوبات، وسط مظاهرات واسعة في روما وميلانو وجنوى. pic.twitter.com/1YEq2XlvhO
— Samar D Jarrah (@SamarDJarrah) September 22, 2025
كما أقدم عمال الموانئ في مدينتي جنوة وليفورنو على منع شحنات السلاح، مما عطل حركة السفن والعمليات اللوجستية، بينما امتدت الاحتجاجات إلى ميلانو، التي شهدت مواجهات مع الشرطة.
ووصف نشطاء ما حدث بأنه "موقف تاريخي للشعب الإيطالي" الذي عبّر عن رفضه لموقف حكومته اليمينية الداعمة لتل أبيب.
عاجل
موقف تاريخي من الشعب الإيطالي في هذه اللحظات
اضراب شامل وكلي واغلاق لمحطات القطارات والحافلات والطرق السريعة والمدارس والمواني وغيرها لمدة ٢٤ ساعة رفضاً للإبادة الجماعية في غزة وللمطالبة بقطع العلاقات مع اسرائيل
الشعب كله في الشوارع pic.twitter.com/d2RDh7xA4f
— MO (@Abu_Salah9) September 22, 2025
وأكد معلقون أن هذا التضامن يعكس استعداد الناس للتضحية بمصالحهم من أجل الوقوف مع المظلومين، مشيرين إلى أن ضغط الشعوب الحرة يمثل الرد الأقوى على من استهان بالكلمة والصورة والفيديو، ويظهر قدرة الناس على تحويل التضامن إلى قوة تغيير حقيقية.
استاء الشعب الإيطالي من موقف حكومته اليمينية المتخاذل تجاه إسرائيل، على عكس شعبها الذي يتضامن بقوة مع القضية الفلسطينية.
ولهذا السبب، خرج عشرات الآلاف في إضراب لمدة 24 ساعة، وأغلقوا محطات القطارات والحافلات والطرق السريعة والمدارس والمواني وغيرها للضغط على الحكومة لتغيير موقفها.… pic.twitter.com/Cb88pmkDLt— Tamer | تامر (@tamerqdh) September 22, 2025
ورأى مدونون أن هذا الإضراب الشامل قد يقود أوروبا إلى كسر صمتها حيال الاحتلال الإسرائيلي، معتبرين أن ما جرى في إيطاليا رسالة قوية تؤكد قدرة الشعوب على فرض معادلات جديدة.
🚨إيطاليا تنفجر بالمظاهرات
دعما لفلسطين ورفض لتصدير السلاح لإسرائيل75 مدينة تخرج في مظاهرات
الدعوة إلى إضراب عام
أوقفوا حركة القطارات
اقتحموا محطة ميلانو المركزية
عطلوا العمل بخطوط الأنفاق
اغلقوا عدد من الموانئ
عمال ميناء جنوة يحرمون الZim
خط الملاحة الإسرائيلي من رصيفهم… pic.twitter.com/KbNcUPzg7e— Sherin Helal (@sherinhelal555) September 22, 2025
بينما وصف آخرون المشهد بأنه ملهم، خاصة مع غياب الفعاليات التضامنية المؤثرة في العالمين العربي والإسلامي، مؤكدين أن كرة الثلج التي انطلقت من إيطاليا يجب أن تكبر لتتحول إلى حراك سياسي ضاغط على الحكومات الأوروبية.
إضراب عام تضامنًا مع غزة..
توقفت القطارات، والمدارس والجامعات، والمطارات في حالة اضطراب كبرى والموانئ مغلقة والمظاهرات في كل مكان ترفع علم فلسطين وتهتف الحرية لفلسطين احتجاجًا على الإبادة وللمطالبة بوقف الحرب.
وحسبما أكدت نقابات العمال التي دعت للإضراب أنه سيستمر لمدة 24 ساعة.… pic.twitter.com/BdEfw9MhA9— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) September 22, 2025
كما أشار ناشطون إلى أهمية التوقيت الذي خرجت فيه هذه الفعاليات، إذ تتزامن مع تصريحات إسرائيلية تستهدف شيطنة أسطول الصمود المتجه نحو غزة، ومع نقاشات في بعض الأوساط تدعو إلى "العودة للحياة الطبيعية" رغم استمرار الحرب.
وأوضحوا أن هذا هو الوقت الأنسب لتتوقف فيه الحياة من أجل غزة، لأن الأمر لم يعد يتعلق بالقصف والقتل فقط، بل بإعدام مدن كاملة ومحوها من الوجود.
مشاهد اليوم في إيطاليا ملهمة جدا،
إضرابات عامة، احتجاجات في الشوارع، إغلاق للموانئ ومحطات المترو ووسائل المواصلات في محاولة للضغط السياسي على الحكومات الأوروبية لممارسة نفوذها لوقف الإبادة،
هذا التصعيد الكبير جاء في وقته، تماما، في أوج التصريحات الإسرائيلية التي تشيطن أسطول…
— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) September 22, 2025
ووصف بعض المعلقين المشهد بأنه "ملهم لكنه يدعو للخجل"، في إشارة إلى أنه خرج من أوروبا لا من العالم العربي، في حين شدد آخرون على ضرورة البناء على هذه الخطوة وتحويل شعار "فلتعش غزة حرة أو ليتوقف العالم" إلى فعل سياسي ضاغط وحراك شعبي مستمر حتى كسر دائرة الصمت حيال ما وصفوها بـ"جريمة القرن" الجارية في غزة.
وتزامنت هذه التعبئة الشعبية مع لحظة سياسية فارقة، إذ تستعد دول أوروبية للاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، بعد إعلان بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا اعترافها الرسمي، في وقت لا تزال فيه إيطاليا متريثة.
حرفيا: ايطاليا تنتفض عن بكرة أبيها دعما لغزة pic.twitter.com/iOJyRDMozQ
— د. ابراهيم حمامي (@DrHamami) September 22, 2025
وتتبنى حكومة جورجيا ميلوني المحافظة المتشددة موقفا حذرا من الحرب في غزة، رغم أن رئيسة الوزراء أعربت مرارا عن "قلقها" إزاء الهجمات الإسرائيلية.
وتقول الحكومة إنها لا ترغب في الاعتراف بدولة فلسطين "في الوقت الحالي"، وتتردد في قبول العقوبات التجارية التي اقترحها الاتحاد الأوروبي.