تناقش عناوين الصحف التي نعرضها اليوم، قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقال على نيويورك تايمز، يرى كاتبه أن الرئيس الأمريكي يتعامل وكأنه ملك للولايات المتحدة. وفي صحيفة الغارديان ناقش مقال رأي قرار عضو حزب الديمقراطيين الأحرار بمقاطعة دعوة للملك تشارلز الثالث، لإيصال رسالة بضرورة إيقاف حرب غزة. وأخيراً في الإيكونومست مقال يتحدث عن اليأس الذي يصيب الشباب في العصر الحالي.
ونبدأ من مقال الصحيفة الأمريكية حيث يقول الكاتب جميل بوي إن "البيت الأبيض ليس ملكاً لدونالد ترامب، بل هو ملك للولايات المتحدة، والشعب الأمريكي. الرئيس مقيم مؤقت، ولا تدوم ملكيته للمبنى إلا مدة ولايته، وهو ما ينص عليه الدستور".
ثم أضاف أن مؤسسة سميثسونيان وأسسها الكونغرس عام 1846، ليست ملكاً للرئيس ترامب أيضاً، وليست حتى جزءاً من السلطة التنفيذية. وهي منظمة مستقلة تدعمها الحكومة -تهدف لنشر المعرفة وتضم متحف سميثسونيان للفنون الأمريكية- ويديرها مجلس أمناء يتألف من رئيس المحكمة العليا ونائب رئيس الولايات المتحدة، ومشرعين اتحاديين، ومواطنين عاديين.
ويستهل الكاتب مقالته بهذه السطور لمناقشة قرارات ترامب التي تظهره وكأنه يملك الولايات المتحدة، وليس رئيساً منتخباً.
يقول الكاتب إن "ادعاء ترامب بملكية السلع العامة والأماكن العامة ليس نزوة يمكن تجاهلها أو انتظارها، بل هو تعبير مباشر عن طموحاته الاستبدادية وعقليته الاستبدادية".
ويضيف أن ترامب لا يرى نفسه مقيداً بإيقاعات الزمن الدستوري، بل حاكماً ذا سيادة يتمتع بسلطة لا حدود لها.
يتطرق الكاتب أيضاً إلى تصريحات ترامب في المؤتمرات الصحيفة، وأوامره بالانتشار العسكري في واشنطن لمكافحة الجريمة، ومحاولاته لعزل أعضاء من مؤسسات مستقلة مثل إقالته لليزا كوك من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ويضرب مثالاً على تصريحات ترامب في إحدى المؤتمرات الصحفية: "لدينا إنجازات عظيمة بكل المقاييس، من الصعب تصديق أنه يمكنك تحقيق ذلك في ظل وجود إعلام فاسد".
ويعلق بوي في مقاله على قرار إقالة كوك، بالتأكيد على أن ترامب لا يستطيع إقالتها فيما ترفض هي أيضاً الاستقالة.
ويختم مقاله بالقول: "كوك لديها القانون في صفها، وقد تنتصر. وإن اختيارها التمسك بموقفها هو تذكير بأنه بينما قد يرغب ترامب في أن يكون ملكاً، إلا أن الأمر متروك لنا كأمريكيين، فيما إذا كنا سنعامله على هذا الأساس".
كتب إد ديفي زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين مقالاً في صحيفة الغارديان البريطانية أعلن فيه أنه سيقاطع دعوة الملك تشارلز على العشاء -مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- لإيصال رسالة إلى ترامب بضرورة التدخل لوقف حرب غزة.
ويلفت ديفي إلى أن زيارة ترامب الرسمية الثانية للمملكة المتحدة في غضون ثلاثة أسابيع، تتضمن مأدبة رسمية في قلعة وندسور يستضيفها الملك تشارلز.
يقول الكاتب: "أم تحمل رضيعاً نحيفاً جداً، لدرجة أنه يمكنك رؤية هيكله العظمي، من الجوع. جثث أطفال هامدة قُتلوا وهم ينتظرون الماء. رهائن هزيلون، لا يزالون محتجزين لدى حماس بعد عامين تقريباً من تلك الهجمات الإرهابية المروعة".
"هذه الصور، وغيرها الكثير، أرعبتنا جميعاً خلال الأشهر الأخيرة. يجب أن تتوقف الأزمة الإنسانية في غزة. يجب أن تنتهي المجاعة. يجب إعادة الرهائن إلى ديارهم"، يضيف.
ويرى ديفي أن ترامب هو الرجل الوحيد القادر على وقف حرب غزة.
ويقول إن ترامب يمكنه "الاتصال ببنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، وأن يطلب منه إنهاء حصار المساعدات الذي يُسبب معاناة ومجاعة على نطاقٍ مُروّع. رجل واحد يستطيع استخدام نفوذه على قطر ودول الخليج الأخرى للمساعدة في تأمين الإفراج العاجل عن رهائن حماس".
ويؤكد مرة أخرى أن دونالد ترامب يستطيع "القيام بهذه الأمور اليوم إن شاء. لديه القدرة أكثر من أي شخص آخر على فرض وقف إطلاق النار أخيراً ووضع إسرائيل وفلسطين على طريق سلام دائم قائم على حل الدولتين".
لكن يعتقد الكاتب أن ترامب قرر حتى الآن، عدم القيام بذلك، بل "بدلاً من ذلك، منح نتنياهو دعمه الكامل. وفي الأسبوع الماضي، بينما كان يتفاخر زائفاً بإنهاء ست حروب، قال ترامب إن أوكرانيا (هي الوحيدة المتبقية) - مُظهراً أنه لا يرى حتى ما يحدث في غزة حرباً يُريد إيقافها".
يبرر ديفي مقاطعته للزيارة بالقول "من أعظم امتيازات كوني قائداً لحزبي أني وزوجتي إميلي مدعوان لحضور مآدب رسمية. وإن تلقي دعوة من الملك شرف عظيم، وأنا أتحمل واجبي تجاه ملكنا بكل جدية. وكعضو في البرلمان، أقسمتُ بفخر بالله العظيم أن أكون وفياً ومخلصاً لجلالة الملك تشارلز، وورثته وخلفائه. إن رفض دعوة كهذه يتعارض مع كل غرائزي. لكن بعد تفكير عميق وصلوات طويلة مع إميلي، توصلتُ إلى أنه يجب عليّ الرفض في هذه المناسبة".
ويخشى ديفي وفق ما أورد في مقاله أن "نصل إلى وضع يأتي فيه ترامب إلى بلادنا، ويُكرم بعشاء فاخر في أحد أفخم قصورنا، ولا أحد يُذكره بقدرته على وقف المجاعة والموت والأسر المروع في غزة. ولا أحد يستغل هذه اللحظة لمطالبة الرئيس الأمريكي بالاتصال بنتنياهو والقطريين وفعل الصواب".
وإلى مقال الإيكونومست البريطانية وحمل عنوان "لم يعد الأشخاص في منتصف العمر هم الأكثر بؤساً".
ويشير المقال إلى أن الاستطلاعات وعلى مدار عقود أظهرت أن منتصف العمر كان المرحلة التي يشعرون فيها الأشخاص أنهم غير راضين، بينما أبلغ الشباب وكبار السن أبلغوا عمومًا عن مستويات مرتفعة من الرضا عن الحياة. بحست "ما يُعرف بمنحنى السعادة على شكل U أو قمة اليأس، بحسب زاوية النظر، ووثق مئات المرات في عدة بلدان".
لكن مؤخراً يجد المقال أن "هذا المنحنى قد تغير. إذ وجدت دراسة نُشرت في 27 أغسطس/آب في مجلة PLOS ONE، أجراها الاقتصاديون ديفيد بلانش فلاور وأليكس برايسون وشياووي شو، أن الشباب حول العالم باتوا اليوم يبلغون عن أعلى مستويات من التعاسة مقارنة بأي فئة عمرية أخرى".
الدراسة الجديدة تُقدم لمحة بسيطة عن التعاسة حسب العمر، في نقطة زمنية محددة، فقد يتبع شباب العشرينيات البائسون اليوم مسار أسلافهم ويصبحون أكثر كآبة في منتصف العمر. ويقول الدكتور برايسون: "ليس من المستبعد أن يكون حال الشباب أسوأ في منتصف العمر إذا بدأوا حياتهم بهذه السوء"، وفق مقال الإيكونومست.
وتشرح الصحيفة: "قسمت مجلة الإيكونوميست بيانات مسح BRFSS حسب الأجيال، ووجدت أن كل فئة عمرية أصبحت أكثر تعاسة مع بلوغها منتصف العمر.
وانزلق جيلا إكس (مواليد 1965-1980) والألفية (1981- 1996) إلى حالة من الضيق في منتصف العمر قبل جيل طفرة المواليد (1946-1964)، بينما يبدأ جيل زد (1997-2010) حياتهم البالغة بائسين أكثر بكثير من أي جيل سابق. وعلى مستوى السكان، تعني هذه الاتجاهات أن كبار السن يبدون الآن أقل كآبة تدريجياً من الفئات العمرية الأصغر سناً".
لا يجد المقال سبباً واضحاً لاكتئاب الشباب، لكنه قد يعزوه إلى سوق العمل وانخفاض الرضا بين فئة الشباب في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال. في حين وجد باحثان أنه في بعض دول جنوب أوروبا ارتفع رضا الشباب عن حياتهم لانخفاض البطالة بين الشباب.
ويقترح المقال أنه قد يكون من الأسباب الأخرى التي يُستشهد بها كثيراً لقلق المراهقين "استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، الذي ارتفع بالتزامن مع مشاكل الصحة النفسية لدى الشباب منذ أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. هناك بعض الأدلة على وجود علاقة سببية، لكن الدراسات الأكثر دقة، التي تتتبع مزاج المراهقين واستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي على مدى فترات طويلة، لا تجد علاقة قوية بين استخدام هذه التطبيقات واعتلال الصحة النفسية اللاحق".