آخر الأخبار

إسرائيل تمعن بإبادة الغزيين بغازاتها السامّة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

غزة- تتعدد أشكال الموت التي تلاحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ قرابة العامين ما بين القتل المباشر بالقذائف والصواريخ، واستخدام أدوات الموت البطيء من التجويع ومنع إدخال الأدوية، وحتى التهام المواد السامة المنبعثة من تلك الصواريخ والقنابل لأجسادهم.

وكثَّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة من نسف المربعات السكنية وتدمير أحياء بأكملها، ليرتفع إجمالي المتفجرات التي ألقت بها على غزة منذ بدء الحرب إلى أكثر من 100 ألف طن، تغلغلت انبعاثاتها السامَّة إلى أنفاس أكثر من مليوني فلسطيني.

ويشتكي الخمسيني خالد شاهين، من مضاعفات الأزمة الصدرية التي تلازمه منذ سنوات بسبب تكرار استنشاقه الغازات السامة وبقايا البارود الناجمة عن الغارات الإسرائيلية التي تركزت في محيط سكنه شمالي قطاع غزة.

وتزداد حالة شاهين الصحية سوءا مع فقدان أدوية الأمراض المزمنة من مستشفيات وصيدليات غزة بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي من إدخالها للقطاع.

انتشار المرض

وظهرت آثار الانبعاثات السامة لدى المترددين على أطباء الجهاز التنفسي، إذ يقول استشاري الأمراض الصدرية، الدكتور بسام البع، إن الغازات المنبعثة من المواد المتفجرة تؤثر على الجهاز التنفسي للأشخاص السليمين، وتزيد مضاعفات أصحاب الأمراض المزمنة مثل التليف الرئوي والربو.

وأوضح البُع للجزيرة نت أنه رغم غياب أي فحوصات متخصصة لما تحتويه تلك الغازات ومخلَّفات البارود من سموم، إلا أن خطورتها انعكست على صحة المواطنين، وهو ما يظهر بشكل واضح من الانتشار الكبير للأمراض الصدرية وارتفاع أعداد المصابين بها.

وتؤكد مقارنة الطبيب بين عدد الحالات التي كانت تعاني من الالتهاب الرئوي الحاد قبل الحرب، مع ما يتردد على المستشفيات حاليا، بأن هناك انتشارا واسعا للأمراض الصدرية بين سكان قطاع غزة، وذلك بعد توفر التربة الخصبة للبكتيريا المسببة للمرض.



إعلان

وتابع البع "في ظل الوضع الحالي أصبحنا نرى حالات الالتهاب الرئوي الحاد المصحوب بسائل حول الغشاء البلعومي وهو ما يحتاج إلى مضادات حيوية لعلاجه وتدخل جراحي في بعض الأحيان".

وشدد على أن أطباء الأمراض الصدرية يواجهون صعوبة عالية في نقص الأدوية الخاصة بمرضى الصدر مثل "انسداد الشعب الهوائية والربو"، وهو ما يمثل تحديا خطيرا يمكن أن يؤدي إلى وفاة المريض مع عدم قدرته على تناول العلاج المناسب وعدم توفره.

وأشار الطبيب البع إلى أن تضاعف المرض ووصوله إلى مراحله النهائية يعني احتياج المريض للأكسجين الطبي وبالتالي ملازمته للمشفى، في الوقت الذي لا يتوفر فيه الأكسجين عقب استهداف محطاتها من قبل الجيش الإسرائيلي، إذ توضع حياة المرضى على المحك ومواجهة خطر الموت.

ويقول الطبيب البع "لا يساعد غياب أدوات التشخيص المناسبة في مستشفيات ومختبرات قطاع غزة على اكتشاف نوعية الغازات المنبعثة من مخلَّفات الحرب وآثارها على الجهازين التنفسي والعصبي.

مصدر الصورة الغزيون يستنشقون غازات سامة ناجمة عن الانفجارات والقصف الإسرائيلي (الجزيرة)

مخاطر مستقبلية

ورغم ما تحمله المتفجرات من إشعاعات مسرطنة لاحتوائها على مواد محرمة دوليا من الهالوجينات والديوكسينات و الفوسفور الأبيض ، إلا أن الخبير البيئي سعيد العكلوك، يجزم أن بعض مكونات تلك المتفجرات لا تزال مجهولة، ولا يُعلم طبيعتها، وتشكل خطورة على الصحة العامة.

وعبر العكلوك عن خشيته من الآثار الكارثية التي ستتركها هذه المتفجرات على المديين القريب والبعيد على الصحة العامة لسكان القطاع الذين يتعرضون للغبار الناجم عن تدمير المباني وما يحمله من بقايا المواد المتفجرة والأسمنت والحديد والألياف.

ويصنف العلكوك تلك الجزيئات إلى "بي إم 10" و"بي إم 2.5″، وهي عبارة عن شظايا صلبة أو سوائل متبخرة، إذ تلتصق الأولى بجدار الشعب الهوائية وتتراكم عليه، أما الثانية فتدخل إلى أعماق الحويصلات الهوائية وتتراكم بداخلها، وتكون إحدى علامات الربو أو الاختناق، وتظهر الخلل في الجهاز التنفسي.

ويشير الخبير البيئي العكلوك إلى تقرير صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية يرصد إصابة أكثر من 1.7 مليون شخص بأمراض الجهاز التنفسي، وهذا يكشف نسبة الهشاشة عند المواطن الفلسطيني في المناطق التي تتعرض للقصف المكثف.

ويرى أن هذه الأرقام تكشف أن الجهاز التنفسي أصبح غير قابل لمقاومة أي عدوى أو إصابة، وقال "من لم يصب بأذى مباشرة فإنه عرضة لتدمير البطانة الموجودة في الأنف والأذن والحنجرة، على المدى البعيد والمسؤولة عن ترطيب تلك الأعضاء، وذلك بسبب الحرارة العالية المنبثقة عن الانفجارات، بالإضافة لتعرضها للمواد المشعة".

ويعتقد أن تبعات المتفجرات التي تلقيها قوات الاحتلال على غزة ستلازم الفلسطينيين لعقود قادمة سواء فيما يتعلق بتشوهات الأجنة أو أمراض السرطان، لأن معظم سكان القطاع يسكنون حاليا بجوار المباني المهدمة التي تحتوي على بقايا المواد المشعة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا